المتابعة والممارسة والمشاركة الرياضية الجادة تنحصر في دول الخليج غالباً على الساحرة كرة القدم، فقد استحوذت على نصيب الأسد من كافة الألعاب الرياضية، فمئات الملايين تصرف سنوياً على بنودها وقوانينها ولاعبيها ومدربيها وإدارييها، فجذبت مواهب محلية يصل دخلهم سنوياً مئات الآلاف من الريالات، وإقليمية، وعالمية من البرازيل والأرجنتين وإيطاليا، وفرنسا وبعض الدول الأوروبية يتم التعاقد معهم بالملايين، فأصبح الفريق الواحد يضم ما يقارب أربع جنسيات تحت علم النادي نفسه إضافة إلى المدرب الأجنبي الذي يتغير كل فترة، ليس هذا فحسب فمعظم البرامج الرياضية الخليجية تحتكرها كرة القدم، ونجد أن رؤساء بعض الأندية يملكون أو يسيطرون على بعض الجرائد الرياضية كل ذلك من أجلها، والدعايات الإعلامية لبعض الشركات أبطالها من نفس اللعبة، والعقود بين بعض الأندية المتقدمة باللعبة والشركات الرائدة تصل إلى مبالغ خيالية، وبعض المسلسلات التلفزيونية الشهيرة تعرضت لبعض القضايا التي تمس الحركة الرياضية وخاصة كرة القدم، والتسابق المحموم على المحللين عندما يتقاعدون من اللعبة من قبل القنوات الرياضية ناهيك أن بعضهم من المتميزين يصدر لهم أشرطة فيديو وكتب ومواقع إنترنت، ويغنى لهم أغاني رياضية، وأكثر المشاكل اليومية في الصفحات الرياضية بسببها، وحكامها - فقط - يتعرضون للنقد الشديد، البطولات القارية تتركز الجهود من قبل المسؤولين غالباً عليها، والشواهد على ذلك كثيرة فرؤساء الدول لا يحضرون في اللقاءات الختامية إلا في كرة القدم، والجماهير الخليجية لا تعشق إلا هي!، فتعداد مباريات الدوري السعودي مثلاً يتجاوز الحضور الجماهيري أحياناً سبعين ألف مشجع لمباريات يكون الهلال أو النصر أو الاتحاد طرفاً فيها، وأن بعض اللاعبين الأجانب يمنحون الجنسية بسبب إبداعهم الكروي والفني فيها، وإن أنسى فلا أنسى حفلات الاعتزال المتميزة والفريدة التي أقيمت لبعض مشاهير اللعبة من أمثال صالح النعيمة ويوسف الثنيان وعدنان الطلياني، وسوف نرى قريباً للموهوب سامي الجابر، كل ذلك خير دليل على تفردها على باقي الألعاب.
نتيجة ما سبق طرحه قمت بإدخال كلمات بعض الألعاب الرياضية في محرك البحث (Google)، فكلمة (كرة القدم) ذكرت ما يقارب على 5300000 مرة، و(كرة السلة) ذكرت 239000، و(ألعاب القوى) 94500، و(الملاكمة) 237000، و(الجو دو) 112000........، وكذلك بعض اللاعبين المتميزين المحليين ف(يوسف الثنيان) ذكر 303000 مرة، و(ماجد عبدا لله) 261000، و(سامي الجابر) 810200، والسؤال هنا ما ذنب الألعاب الأخرى المحلية المتميزة عالمياً كألعاب القوى مثلاً؟، وخاصة أنها متنوعة وكثيرة، ومن الممكن الحصول على الميداليات الذهبية في بعض البطولات القارية، لماذا لا يكون هناك كأس جديد سنوي لجميع الألعاب بدون استثناء، ويطرح في ختام الموسم الرياضي من أجل أن يكون ذلك حافزاً للأندية من الاهتمام في فرقها غير كرة القدم، وكذلك من الممكن زيادة مؤشر الإبداع الرياضي والعمري للاعبين في الألعاب الأخرى، وهذا ما سوف نسلط عليه الضوء في الفكرة الجديدة التي أطلقت عليها اسم كأس ال(الماستر)، وفيما يلي بعض التفاصيل حول تلك الفكرة:
هذا الكأس يمثل تنافساً رياضياً عاماً يتيح للفرق الرياضية المحلية الحصول على أكبر نقاط حصلتها جميع تلك الفرق في مختلف البطولات المحلية أو الخارجية، فكل بطولة من البطولات يكون لها نقاط من المركز الأول وحتى الحاصلين على المراكز الأخيرة لهم نسبة من تلك النقاط، فكل لعبة يكون لها نقاط محددة ككرة القدم والسلة والطائرة وألعاب القوى المختلفة، ويتم التقدير من قبل مختصين في المجال الرياضي، وصاحب أعلى مجموع من النقاط يحصل على الكأس المتميز ال(ماستر) وثاني صاحب أعلى مجموع يحصل على المركز الثاني وهكذا..، وأرى أن يتشرف أصحاب المراكز الثلاثة بالسلام على خادم الحرمين الشريفين مع لقطة جماعية مع جميع فرق ذلك النادي الحاصل على المركز الأول، وينضاف إلى ذلك مبلغ مالي كبير جداً، ومن الممكن السماح لبطل آل الماستر ببعض المشاركات الوطنية الخارجية كالخليجية، أو العربية، أو القارية.
أخيراً أرجو أن أكون قد وفقت لبلورة هذه الفكرة وطرحها، والتي أتمنى أن تزيد من التوهج لبقية الألعاب سواء الجماعية أو الفردية، ومن ثم الانطلاق من المحلية إلى العالمية على كافة الأصعدة كل ذلك من أجل تعزيز الرياضة الوطنية!.
* كاتب وأكاديمي سعودي
(zeidlolo@hotmail.com)