كتب - غالب السهلي
لم يعد فريق الهلال قادراً على المبادرة في تقديم المعطيات المطلوبة في الوقت الذي يستوجب عليه كفريق مرشح للمنافسة الاستفادة من خاماته وإمكاناته الفنية، وذلك للفوارق الفنية التي طرأت عليه منذ الموسم الماضي، تلك الفوارق التي تهيمن على عطاءات الفريق خلال عدد من البطولات، فإلى جانب خروجه من بطولتي آسيا والخليج يظل الهلال بعيداً عن أجواء المنافسة المطلوبة من خلال التكتيك والأداء والنتيجة، فاستمرار تدهور المستوى العام للفريق الناجم عن تواضع مستويات كم كبير من لاعبيه ساهم في جعله أمام صعوبة في الحضور المتوقع والمطلوب.
إن ما يفعله كوزمين خلال المباريات الأخيرة للهلال يؤكد خلو قائمته من الأسماء القادرة على تفعيل النشاط الفكري والبدني في آن واحد، وهذا ما يظهر على حركة الفريق خلال مبارياته جميعها حتى وإن كان يمتلك ثلاثاً أخرى في خزينته (مؤجلات)، لأن القائمة لا يمكن أن تخلو من الأسماء التي اعتادها الجمهور عامة؛ نظراً لانعدام البديل المعد لخدمة الفريق، الأمر الذي جعل (التوليفة) الهلالية معروفة وجاهزة للقراءة كما حدث في لقاء الأهلي الأخير، والذي خسره الهلال بثلاثية، وجعل الهلال أيضاً عاجزاً عن صنع المبادرات في التعديل، ومن ثم الفوز كما كان منه في بعض اللقاءات والأهم فيها لقاءات تحديد الذات في بطولتي آسيا والخليج.
فريق الهلال هذا الموسم لم يظهر بتحركات جادة لتحسين خطوطه وخاصة الخلفية التي ظلت ولفترة طويلة معضلة الفريق بسبب تدني مستوى تفاريس وتواضع مستوى زميله المفرج وعدم الوصول للاعب يسد بالفعل خانة الظهير الأيمن، إضافة إلى خانة الهجوم والتي تعتمد في الدرجة الأولى على ياسر القحطاني كلاعب رئيسي إن فقده الهلال يصعب تعويضه حتى وإن تمت الاستعانة بالمحترف (ليليو) الذي أثبت أنه كسابقيه دون فائدة!!.
ولذلك بقي لدى الهلال قائمته الحالية التي تشهد بعض الإضافات المعتادة سوى من فهد المبارك أو الموري أو من العنبر الذي فقد هويته بسرعة، وهذه القائمة وحينما تفتقد لأساس مهم في تعاملها مع المباريات (الحماس) تبقى غير قادرة على فرض سياستها وإسلوبها مما يكلف الهلال المشاق والصعوبات خاصة حينما يتوانى (كوزمين) في تحويل المسارات ومضاعفة قواه في التكتيك الأنسب ويستدل بذلك في مباريات الوطني والاتفاق والطائي، وأخيراً الأهلي.
فالمشاهد والمتابع للفريق الهلالي يرى أن هناك اختلافات كثيرة في عطاءات الفريق خاصة حينما لا تبقى مستقرة وغير ظاهرة في استمرارية بحث الفريق عن فرصة الصدارة طالما أن الهلال يختزن لقاءات ثلاث فيها من العدد النقطي من أن يغرد خارج السرب بصدارته، وكذلك لن تكون هناك طمأنينة هلالية من ناحية تجديد معاني الفريق في ظل التواضع الدفاعي والعجز في الهجوم!.
فحينما نعود لأحداث أبرز المباريات التي خاضها الهلال نجد أن الهلال خاصة أمام الوحدة الإماراتي والاتفاق في بطولة الخليج والأهلي في الدوري السعودي وهي المباريات المحك في نظرة الفنيين، كان الهلال غائباً وعاجزاً عن إيضاح هويته وتفسير أهدافه، فترجم ذلك كله بنظرية باتت مفهومه ألا وهي التمكن من حصر القوى الهلالية وعزلها تماماً عن إجراءات الفريق داخل الميدان!.. وتكون المحصلة في النهاية التفريط النقطي وعدم إيجاد حلول بديلة سواء في التبديل الفني أو في الطريقة السهلة!.
وهنا يبقى عدة تساؤلات مهمة في حسابات الفريق الهلالي لعل أبرزها مدى استمرارية وضع المرشدي في خانة الظهير الأيسر، وعدم مساءلة قلبي الدفاع (المفرج وتفاريس) عن هبوط مستواهما، ومدى إمكانية عودة الشلهوب لدوره في وسط الميدان لا في اللعب إلى جوار خط التماس، ومدى الاستفادة من الخراشي بديلاً لليليو الذي لم يقدم شيئاً بعد هدفه في الاتفاق، ومدى إتقان العمل في جعله قادراً على المبادرة في التنظيم والحرص على البحث عن النقاط والقدرة على التعديل وفي الأخير تخطي العقبات؟!.. فهذه الأسئلة تقيم أداء إدارة نادي الهلال ومدرب الفريق كوزمين خلال هذا الموسم وما تبقى منه!.