Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/01/2008 G Issue 12878
رأي الجزيرة
الثلاثاء 23 ذو الحجة 1428   العدد  12878
عام جديد

انقضى عام 2007م حاملاً معه أفراحه وأحزانه, وها هو العام الميلادي الجديد يطل على واقعنا العربي بوجهه المجهول, وخبايا ثناياه التي لا نعلم ما تخبئ قادم الأيام بها من مفاجئات, وقلاقل وتفجر أزمات وبؤر احتقان جديدة تضاف إلى تراكمية بؤس الواقع العربي.

في المملكة العربية السعودية نعيش في ظل استقرار سياسي واجتماعي قل نظيره في البلدان الأخرى, حيث ارتبط الاستقرار السعودي بعدة عوامل تتضافر لتوفير مقومات الحياة الهادئة والكريمة للمواطن السعودي من مشروعات تنموية طموحة وخطط مستقبلية تعتمد على فلسفة الإصلاح التدريجي الأصيل الذي بدأت ثماره تُقطف اجتماعياً وسياسياً على حد سواء.

كمواطنين سعوديين كل ما تقدم ذكره يجعلنا نطير في فضاءات التفاؤل والغبطة لواقعنا الواعد والمبشر بخير، إلا أنه ومن واقع ضخامة حجم المسئولية الملقاة على عاتق المملكة العربية السعودية لثقلها الإستراتيجي في المنطقة والعالم يجعل من هواجس الحذر والتوجس مدخلاً في ذلك كله في توقعات واستشراف العام الجديد. فالمنطقة العربية التي نحن جزء مهم ومؤثر ومتأثر بها تعج بالكثير من أزمات الاحتقان السياسي وبؤر التوتر الاجتماعي والأمني، حيث أضحى العراق مرتعاً لحرب انتقامية طائفية تأكل الأخضر واليابس في أتونها ويغذي لهيبها واقع الاحتلال المرير. وفي لبنان تأتي العراقيل واحداً تلو الآخر لتمنع تنفيذ الاستحقاق الرئاسي الذي يهدد البلد الجميل بعودة ما مضى من سيطرة الطائفة وتكريس الانقسام المذهبي. وفي فلسطين يذهب عام ويأتينا عام ونحن نتجرع مرارة كأس التطرف والإرهاب الإسرائيلي المدعوم من أضخم بلدان العالم واعتاها في صنع القرار الدولي. وفي الصومال ودارفور وغيرهما من مناطق السخونة والقلق الآخذة في التأزم والامتداد السلبي سواء على مستوى الأزمة أو مداخل معالجتها.

نتمنى أن يطل عام 2008م برزمة جديدة من التطورات الإيجابية التي تساهم في إعادة الاستقرار إلى الكثير من البلدان العربية المحرومة منه، كما نرجو من الله أن يرفع الضيم عن تلك الشعوب التي وقعت بين سندان التمزق الداخلي بين أبناء أطياف السياسة وبين مطرقة الأطماع الخارجية الباحثة عن مداخل ومنافذ التدخل والتأثير في العالم العربي، الذي توالت عليه السنين، وهو يهيم في متاهات الصراعات الداخلية ومشاحنات التحزبات الأيدولوجية السوداء محروماً ومنزوياً عن مسارات التنمية الإنسانية والحضارية في العالم التي قضى ردحاً من الزمن مشغولاً عنها في ركن ضيق من الزمان.

***


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد