Al Jazirah NewsPaper Monday  31/12/2007 G Issue 12877
الريـاضيـة
الأثنين 22 ذو الحجة 1428   العدد  12877
من القلب
العصف الذهني والدوري الإنجليزي!!
صالح رضا

تابعت عن بعد مفاوضات الهلال ومانشستر سيتي بصدد انتقال اللاعب ياسر القحطاني.. وكنت أشعر أن هذه المفاوضات ستنتهي حتماً إلى لا شيء.. ذلك أنه لا ياسر الكاسر ولا أي لاعب سعودي آخر يستطيع اللعب في الدوري الإنجليزي تحديداً رغم النجاح النسبي لعدد من لاعبي شرق آسيا هناك، وذلك لانضباطيتهم المعروفة عنهم!!

فالدوري الإنجليزي يحتاج للاعبين ليس لهم غير هم واحد فقط وهو تطوير الذات المستمر والتفكير العميق والمتواصل واستخدام طرق العصف الذهني في تطوير الذات، فعلى اللاعب التفرغ وبرمجة نفسه على تطوير قدراته، وذلك عن طريق التمارين ثم التمارين ثم التمارين حيث لا شاغل آخر له غير التمارين والتفكير المستمر فيها وفي تطوير قدراته للوصول إلى مستوى يؤهله للحصول على رضا مدرب الفريق ومساعديه، ومن ثم المحافظة على ذلك التطور الذي يصل إليه اللاعب، ثم تأتي مرحلة المباريات والمشاركة بها وما تحتاج إليه من شغل شاغل ليس بمقدور اللاعب السعودي الصبر على تحدياتها وإرهاقاتها ومصاعبها في ظل منافسات حامية داخل الملعب وخارجه مع لاعبي نفس الفريق ومع لاعبي الفرق الأخرى، وهذه تحتاج إلى نفس طويل وإمكانات بدنية ونفسية ليس لدى اللاعب السعودي القدرة على ويلاتها والاستمرار في تلك الأجواء التي تتطلب تحفزا دائما وعصفا ذهنيا مستمرا وذلك على العكس تماماً مما هم عليه هنا من دلال وتغلٍ ورواتب ومكافآت مقابل تمرين متواضع يعقبه سهر متواصل ونوم لمنتصف النهار أو يزيد.

اللاعب السعودي قد يستطيع الاحتراف في أندية الدرجة الثانية في ألمانيا وفرنسا والبرتغال، أما في الدوري الممتاز الإنجليزي فمع احترامي لكل اللاعبين المحليين وطموحهم فإن الاحتراف في الدوري الإنجليزي وهم في وهم ولن يطيقوا عليه صبراً.

وأمر انتقال ياسر إلى مانشستر سيتي فيه من الريبة ما فيه.. فمن أدبيات الاحتراف أن النادي الذي يرغب في ضم لاعب تحضر إدارته أو مندوبها إلى نادي اللاعب المرغوب ضمه، لا الذهاب مع رئيس النادي ومدير الأعمال إلى الطرف الآخر للتسويق وهدر ماء الوجه دون وضوح رغبة ذلك الطرف في ضم اللاعب من عدمه.. وليس وجود شريك في ملكية النادي كالسعودي رشيد الرشيد هو موضع اطمئنان ليكون مهندساً للصفقة فقد كان يرغب في شراء عقد ياسر باسمه ليتملك اللاعب كيفما شاء حتى لو باع ذلك العقد لفريق محلي منافس..

ويبدو أن هذا ما كان يسعى إليه فعلا.. فمدرب الفريق زفن غوران آريكسون وهو صاحب القرار قد أعلن عن التعاقد رسمياً مع اللاعب المكسيكي كاستيللو في الوقت نفسه لم يذكر شيئا عن رغبته في ضم اللاعب ياسر القحطاني من عدمه.. وهنا يظهر التجني والتغرير من قبل رشيد الرشيد ووكيل أعمال اللاعب ياسر القحطاني وهو ما رفضه ياسر بشدة.

المهم أن (الحكاية) انتهت على خير.. والهلال والهلاليون مدينون للأمير بندر بن محمد بالشيء الكثير.. ولو كانت بقية الأندية لديها بندر بن محمد لكانت أحوالها في خير حال. (كتبت هذا المقال قبل مؤتمر الكابتن ياسر القحطاني ولم أعلم وجهة نظره إلى حينه).

التحكيم والأهلي والهلال !!

تأتي مباراة الأهلي والهلال القادمة وسط جو مشحون تحكيمياً.. خصوصا من الجانب الأهلاوي الذي تجرع مرارة الحيف التحكيمي في خمس مباريات متتالية في حالة نادرة في ملاعب كرة القدم في العالم بأسره

والأعتى من ذلك أن هناك عدد محدود من الأهلاويين.. يدّعون أن سبب متاعب الأهلي مع التحكيم ولجنته سببها الرئيسي هو الهلال دون تحديد نوعية وكيفية مسؤولية الهلال في تردي العلاقة بين الأهلي وحكام الكرة المحليين مثل الكثيري والقحطاني وزملائهم.

ورغم محدودية عدد هؤلاء وقلة شأنهم.. إلا أن إقناعهم يبدو مستحيلا فعقولهم قد تبرمجت على إلقاء اللوم في كل شأن على كل ما هو هلالي، فهم ضحايا لإعلام مبرمج من أكثر من ثلاثين عاماً وهو يلصق كل الكوارث بالهلال حتى ولو كانت كارثة تسونامي فهي هلالية زرقاء دون ريب.. ولو كان ذلك الاتهام من أطراف صفراء لكانت مقبولة.

الأهلي وبلا شك يجد في مباريات الدوري حيفاً وظلماً كبيراً ومستمراً في كل مبارياته في حالة متكررة موسم خلف موسم دون أن يضع الأهلاويون يدهم على السبب الحقيقي لهذه المآسي التحكيمية ضد فريقهم تحديداً.

وهنا لا أنسى ما حييت ما قاله لي المدرب الكبير لويس فليب سكولاري بعد مباراة مع الاتفاق بالمنطقة الشرقية (بأن على الأهلي أن يكوّن فريقا يستطيع خوض مبارياته مع الفرق المنافسة والحكام في نفس الوقت) وذلك بعد مهزلة تحكيمية بطلها للأسف ما زال يرتع ويسرح ويمرح في دنيا التحكيم المحلي بكل أسف.

هذا وأخشى ما أخشاه أن تشهد مباراة الأهلي القادمة مع شقيقه الهلال شداً جماهيرياً وإعلامياً لا مبرر له.. وكم أتمنى أن يكون حكم المباراة أجنبي لتكون مباراة ممتعة وتبعد كل الأطراف عن الشد النفسي الذي يشعل جذوته بجدارة الإعلام الأصفر.. والله من وراء القصد.

نبضات !!

* التحكيم ممثلا في المطلق نحر الوطني نحراً وسلمه للنصر برعاية كريمة من لجنة الحكام، فضربتا جزاء للوطني لم تحتسب وعيدية المطلق للنصر ضربة جزاء ليس إلا!!.. فهو ليس أقل كرماً من الكثيري.. والتحكيم المحلي أعيا من يداويه!!

* خيراً فعل ياسر القحطاني عندما صلى الاستخارة ست مرات كانت الفيصل في أمر احترافه في مانشستر سيتي من عدمه.. فأظهر الله رغبات من يريد شراء بطاقة ياسر مما يجعله يتحكم فيه كما يشاء.. ومن يلجأ إلى الله فهو حسبه!!

* من العجب العجاب أن هناك من يرى فعلة حسن خليفة آدم الجنائية في مباراة كأس سمو ولي العهد المعظم وأثناء تواجد سموه مثلها مثل لاعب خرج من معسكر أو لاعب أخذ كارتا أو كارتين ويطالبون برفع الإيقاف عن آدم، وقد نعذرهم لعدم تقديرهم للأعراف العربية المتوارثة رغم أن عقوبة آدم مخففة إلى أبعد الحدود!!

* الأهلي ما زال يتلقى الصفعات التحكيمية في كل مبارياته.. صفعة تتلوها صفعة.. ومسؤوليه وإدارته وأعضاء شرفه (سكتم بكتم) فهم لا يملكون كغيرهم عصا للقفا فتركوا الأهلي قفا لكل عصى.. رغم البيان الذي لا يهش ولا ينش!!

* معقول خمس مباريات متتالية للأهلي لم يحصل فيها على ركلة جزاء واحدة، بينما تحتسب عليها ضربات الجزاء في المباريات الخمس..!!.. وبصدق فقد مللنا من الدوري لدينا!!

* نداء ورجاء لسمو الرئيس العام وسمو نائبه.. بضرورة إحضار حكام أجانب لمباراة الأهلي والهلال القادمة، وذلك للمصلحة العامة لما فيه حماية للجميع وحفاظا على القيم الرياضية.. أمنية من أجل رياضة وطن!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6891 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد