المجمعة -عنيزة - فهد الفهد وعطاالله الجروان
بدأت بوادر أزمة مع دخول فصل الشتاء في واحد من أهم موارد الطاقة بالمملكة, فظهر نقص في إمدادات الكيروسين (القاز) في السوق في مناطق مختلفة من المملكة. وأصبحت طوابير انتظار الحصول على المادة في محطات الوقود أمراً مألوفاً هذه الأيام . فنفذ وقود الكروسين من بعض محطات الوقود في عنيزة وشوهدت طوابير الانتظار أمام المضخات بشكل كبير ولم يتوقف المشهد في عنيزة فقد سبقتها محافظة المجمعة, وعدد من محطات الوقود في الرياض. وحمل عاملون في محطات الوقود سبب نقص الكيروسين في الأسواق إلى المصدر. وتعتمد أسواق المملكة أكبر مصدر للنفط على مصدر واحد وهو شركة أرامكو السعودية. وأضاف العاملون في المحطات (أصبحنا ننتظر عشرة أيام أمام محطات التوزيع للحصول على الكيروسين). وتشهد المملكة هذه الأيام انخفاض في دراجات الحرارة إلى أدنى معدلاتها هذا العام إذ وصلت في بعض المناطق إلى أقل من درجة مئوية تحت الصفر. مما رفع الطلب على مادة الكيروسين لاستخدامه في التدفئة وبحسب إفادة أحد العاملين في أحد محطات الوقود فإن وقود الكروسين ينفذ بشكل سريع هذه الأيام, وأضاف أن نقص إمداد السوق ساهم بتفاقم المشكلة.
وأشار محمود عبدالله مدير لأحد محال بيع أجهزة التدفئة أن الطلب على الأجهزة التي تعتمد على الكروسين شهدت انخفاض في مبيعاتها وقال (الناس أصبحت لا ترغب الأجهزة التي تستخدم وقود الكروسين الذي ينفذ سريعا في عنيزة). وقال ل«الجزيرة» أحد أصحاب محطات الوقود (خاطبنا المسئولين في الشركة تأمين احتياج السوق لكن لم نجد إلا الوعود دون تنفيذ). وفي جولة ل«الجزيرة» في أحدى المحطات في المجمعة التقينا عدد من الأهالي من مركز أم الجماجم الذي يبعد عن المجمعة بحدود 150 كلم. وأفادوا أن أم الجماجم خالية تماما من الكيروسين, ويتجاوز المواطنيين القادمين من أم الجماجم مركز الأرطاوية قبل وصولهم إلى المجمعة في إشارة إلى أن الأرطاوية أيضا خالية من المادة. وتحصل المجمعة على احتياجها من الكروسين من محطة توزيع القصيم (150 كلم شمالاً والمنطقة هي الأخرى خالية من القاز.
من جهتها نفت أرامكو في خطاب تلقته الجزيرة أمس الأول أي نقص في منتج الكيروسين وقالت (تمت بيع المادة بطريقة منظمة تضمن وصوله إلى جميع المستهلكين). وأضافت في بيانها أن المستهلكين بالمجمعة يحصلون على المنتج من محطة توزيع القصيم ولا يوجد أي نقص بالمجمعة.. مؤكدة عدم دقة هذه المعلومات. وأفاد «الجزيرة» أحد أصحاب محطات الوقود يوم الخميس أنه حصل على كمية من الكيروسين من محطة التوزيع بالقصيم بعد انتظار نحو 10 أيام وقال (عاتبونا على إبلاغنا) الجزيرة التي نشرت خبراً عن نقص المادة في عددها يوم الأربعاء.
وحدث ازدحام شديد عند المحطة من المواطنين للحصول على المادة وتخوفوا أن ينتهي قبل أن تأتي أدوارهم, «الجزيرة» التقت بعض المواطنين المتواجدين عند المحطة فقال بسام البصري إنني جئت من عشيرة سدير التي تبعد عن مدينة المجمعة حوالي 70 كيلو متر من أجل الحصول على هذه المادة لاستعمالها في التدفئة.. وأضاف أنه يأتي أحياناً ولا يتمكن من الحصول على (الكيروسين) مما اضطره أخذ رقم هاتف المحطة والاتصال عليها حتى يفيدونه هل هو متوفر أو لا.
وقال موتان عبدالرحمن النصافي إنني جئت من الأرطاوية التي تبعد عن المجمعة 70كيلو متر من أجل الحصول على (القاز) للتدفئة كونه أقل تكلفة بدل من الوسائل الكهربائية. وأشار أنه يحضر أحياناً إلى المحطة ولا يجده رغم أنه يتردد عليها كل ثلاثة أيام.. أما المواطن سعود محسن البديري والذي جاء من محافظة الغاط يقول إننا نجد (اسم القاز) في المحطة فقط لأننا أغلب الأحيان لا نجده لأكثر من ستة أو سبعة أيام ولا نعرف السبب لكنني أستغرب أن مدينة المجمعة الكبيرة بمساحتها وسكانها لا نجد فيها قاز؟!
وبعد ذلك سألنا صاحب المحطة الأستاذ أحمد بن محمد التركي والذي أكد أن ما نشرته (الجزيرة) في عددها يوم الأربعاء الماضي بنقص الكيروسين في المجمعة صحيح, وقال نطلبه من محطة القصيم وكنا قبل العيد نجلس حوالي عشرة أيام ولا نحصل عليه وآخر مرة طلبناه يوم السبت ولم نحصل عليه إلا يوم الثلاثاء بعد اتصالات عدة مما أحدث هذا الازدحام الشديد, وأضاف أننا نتعامل مع أرامكو منذ أكثر من 35سنة وهم يعرفون أننا نبيعه في فصل الشتاء فقط على المواطنين وليس لنا أهداف أخرى.. ونحن نجد مشاكل وازدحام عند إحضاره حتى أننا في بعض الأحيان نستعين برجال الأمن ونحضر جميع عمالنا لمساعدتنا فبعد أن أحضرناه صباح يوم الثلاثاء وانتهى قبيل المغرب (32 ألف لتر) اتصلت بالمسؤولين في أرامكو وطلبت منهم أن يزودونا بالكيروسن باستمرار حتى لا ينقطع عن المحطة وبالتالي لتفادي حدوث أزمة وازدحام وإلا سوف نتوقف عن بيعه لأنه يحرجنا كثيراً مع المواطنين حيث إن بعضهم يأتي إلى منزلنا ويطلب (الكيروسين) وبعد إلحاح مع المسؤول عن ذلك وافق بتزويدنا شريطة ألا يكون ذلك بشكل مستمر.
وحول مانشرتة الجزيرة عن نقص الكيروسين في مدينة المجمعة قال التركي إن ما نشرته (الجزيرة) هو عين الصواب حيث أن المنطقة واجهة نقصاً في الكيروسين في هذه الفترة.