أن يؤتى الإنسان من غير بني دينه فذاك شيء غير مستغرب ومتوقع في السيرة الطويلة لحياة البشرية التي جبلها الله على الصراع والتطاحن على مصالح الدنيا, وتنفيذ الأجندات والمخططات الخاصة لكل فئة، شأنها في ذلك شأن كل الجماعات والفئات البشرية في صراعها الدنيوي على مكاسب الدنيا وأجنداتها، لكن ما ليس مفهوماً لكل مسلم صحيح، بل ولكل عاقل فيهم هو أن يؤتى الدين من بعض بني معتقده الذين ما فتئوا يطلقون الشعارات، والأعمال الهوجاء, ذات المقاصد الخاصة تحت تعليل ومبرر الدفاع عن الإسلام والمنافحة عنه بأساليب سوداء كانت هي الأشد ضرراً وإساءة للدين الإسلامي السمح الذي ألصقت به صفة الإرهاب وعممت عليه تعريفاته ارتباطاً بأفعال شرذمة ضالة من البشر أصبحوا هم العبء الأكبر على هذا الدين أكثر من أعدائه ومناوئيه.
الكشف الأمني الأخير الذي صرحت به السلطات والأجهزة الأمنية وأعلنت من خلاله عن اعتقال مجموعة من ذوي الفكر الباطل والفئة الضالة التي كانت تخطط لعمل إرهابي أثناء موسم الحج وإن كان يعد إنجازاً جديداً للأجهزة الأمنية وكوادرها الأشاوس ضد خلايا القاعدة وعناصرها، فإنه يعد أيضاً دليلاً واضحاً وجلياً على تردي ومقاتة أخلاق تنظيم القاعدة الإرهابي الذي لم تثنه قداسة موسم الحج وأهميته عن التخطيط ومحاولات نثر الملح بالحقل, في أيام هي من أشد الأيام قدسية ومحبة لدى أقل العارفين والفاهمين بأركان الدين الإسلامي وقواعده الواضحة، فكيف بمن دأبوا على التشدق بالذود عن بيضة الإسلام التي أصبحوا هم أشد المهددين لها وأخطر العوامل المؤثرة عليها.
إن محاولة أرباب الفكر الضال الأخيرة استغلال موسم الحج لتنفيذ أعمالهم الشريرة السوداء وإرباك الموسم الذي يشكل التحدي السنوي الأكبر لكل السعوديين؛ سواء من الناحية الأمنية أو التنظيمية، ما هي إلا ممسك جديد يضاف إلى سجل الإدانة للإرهابين المليء بالسواد، ففي كل مرة ومن حين إلى آخر تسقط ورقة التوت عن أرباب الفكر المنحرف وتأتي من بين ظهرانيهم تصرفات وإسقاطات لا تنم عن شيء إلا عن ذاك التخبط والجهل الإرهابي الأعمى والتصرفات المربية والمجهولة، مما جعل أجنداتهم ومخططاتهم مكشوفة للعيان ومفضوحة لكل من أوتي عقلاً وهو فهيم.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244