أبها - واس

أكدت دراسة أن مشروع عسير 2030 الذي أطلقته إمارة المنطقة نهاية العام الماضي، يهدف لدراسة مستقبل المنطقة خلال الثلاث والعشرين سنة القادمة مستفيداً من تجربة الماضي وواقع الحاضر وتوقعات المستقبل، كما يسعى لتقديم صورة لما يسعى المسؤولون بالمنطقة لتحقيقه في معظم جوانب التنمية مع التركيز على الصناعة والسياحة وتنمية القوى البشرية بما يحقق التنمية المتوازنة والمتكاملة بين المكان والإنسان.

وتسعى الدراسة الخاصة بالمشروع إلى وضع منهج للارتقاء بمستوى التنمية في منطقة عسير من خلال وضع تصور يمكِّن من رفع مستوى المعيشة لأكبر قدر من أفراد المجتمع في المنطقة، كما تهدف أيضاً إلى التعرف على المسارات المستقبلية لمنطقة عسير والفرص الممكنة للتنمية والتطوير وتقدير درجة الاحتمالات المرتبطة بهذه المسارات وتحديد مصادر الخطر في المستقبل عن طريق آليات استشعار تحدد القضايا التي يجب النظر فيها ومراقبة تطويرها، واقترحت الدراسة لتحقيق أهداف المشروع تكوين فريق رئيسي لتوجيه الدراسة برئاسة وعضوية عدد من الأشخاص. إضافة إلى فريق تنسيقي من الإدارة التنفيذية لمجلس الاستثمار يوجه ويتابع أعمال فريق عمل محدد لقضايا محددة حيث وُضِعَت عدد من المحاور يقوم عليها عدد من فرق البحث هى المحور الاقتصادي ويعنى بالأبعاد الاقتصادية في المنطقة من حيث تحديد القطاعات الرائدة التي سوف تُبنَى عليها إستراتيجية التنمية والقطاعات المساندة لها وكذلك استنباط معدلات نمو هذه القطاعات وأهدافها وحجم الاستثمارات المطلوبة والأبعاد الزمنية لها.

والمحور السكاني للتعامل مع المحور السكاني مع القضايا جوهرية مرتبطة بمستقبل منطقة عسير من حيث الحجم السكاني والمعدلات المتوقعة لنموه - الارتفاع والانخفاض - وكيفية وبدائل توزيعهم على رقعة المنطقة وكذلك الحد من الهجرة الداخلية خصوصاً هجرة الكفاءات والكوادر المتعلمة والطموحة كما أن هذا المحور سوف يهتم بمكونات السكان من حيث توزيعهم - الفئات العمرية - حيث نجد أن الفئة 20 سنة فأقل تقدر بنحو 60 بالمائة من سكان المنطقة فما هي متطلباتهم واحتياجاتهم وكذلك توزيعهم حسب الجنس من ذكر وأنثى وانعكاس هذه الأمور على رسم الصورة المستقبلية للمنطقة والمجالات الاقتصادية التي تستوعب العمالة السائبة حيث تمثل المرأة نحو 50 بالمائة من سكان المنطقة وكيفية استثمار هذه الجزئيات السكانية في مسيرة التنمية بالمنطقة، أما المحور الثقافي والاجتماعي فهو يتناول البعد الثقافي الاجتماعي لمنطقة عسير خاصة عادات وتقاليد المجتمع وارتباطات ذات العلاقة بالإنتاجية والمشاركة في قوة العمل المطلوبة للمرحلة القادمة وكذلك المحددات التي تعتبر عائقاً أمام مسيرة التنمية والمحور البيئي والتنمية المستدامة وله دور أساسي لأنه لا قيمة للتنمية إذا لم تحقق هدفين رئيسين هما، استدامة هذه التنمية وتعاملها مع البيئة بمنظور علمي يحقق معايير محددة خاصة أن منطقة عسير منطقة سياحية وللبيئة دور مهم في استمراريتها سواء بالمحافظة أو بإيجاد بيئة صناعية وأخيراً محور أنمذجة التنمية ويتكفل المحور بإيجاد نماذج رياضية وإحصائية تمكن من تقييم النتيجة ومتابعة مسيرتها وتداخل مكوناتها بحيث يتمكن مسيري التنمية من توقع المتغيرات وحسابها رقمياً إن أمكن ذلك، ودعت الدراسة إلى تفعيل هذه المحاور من خلال برامج محددة وورش عمل يتم فيها مناقشة أفضل السبل للرقي بالعمل بالمنطقة.