وصلتني رسالة sms عبر الجوال من الزميل العزيز إبراهيم الجريسان تحمل خبر انتقال الزميل عبدالله بن محمد الملحم مدير مكتب جريدة الجزيرة بالأحساء إلى رحمة الله، متضمنة أن جثمانه سيوارى الثرى بمقبرة أم زرينيج بالهفوف. هذا الخبر نزل عليّ كالصاعقة حيث إن المرحوم الملحم كان زميلاً طوال فترة تتجاوز أعوامها اثنين وعشرين عاماً وهي فترة وجودي كمحرر في جريدتي المسائية ومن ثم الجزيرة والتي تجمعها مؤسسة الجزيرة للصحافة والإعلام قبل توقف المسائية صحفياً واستمرار الجزيرة في إبداعها ورسالتها الإعلامية حيث كان يعمل المرحوم في بدايته محرراً بجريدة الجزيرة ومن ثم تولى إدارة المكتب، وطوال فترة عمله كان مثالاً للمرح والتعامل المثالي، وكان حاضر النكتة؛ حيث التقيته آخر مرة قبل نحو شهرين في مكتب الجزيرة بالأحساء بصحبة محاسب المكتب الزميل المحب (أبو العباس) وكان بشوشاً ولم يخل ذلك اللقاء من الدعابة التي كان يطلقها على أخينا (أبو العباس) في قفشات على الإخوة السودانيين.
ولكن ما أحزنني كثيراً وما جعلني أدعو له بالشفاء العاجل والخروج من أزمته الصحية أنه قبل أن يذهب إلى الرياض، وتحديداً مستشفى الملك فيصل التخصصي؛ لإجراء عملية القلب المفتوح بنحو أسبوعين اتصل بي المرحوم الملحم عبر الجوال مرحباً، وتحدث عن أزمته الصحية، وأنه سيجري عملية قلب مفتوح، وأخذ يسألني كثيراً عن العملية التي أجريتها أنا قبل نحو العشرين عاماً في المستشفى العسكري حيث كنت أطمئنه عند كل سؤال يسأله عن عمليات القلب المفتوح ومدى نجاحها حيث كان المرحوم يبدي تخوفاً من إجرائها وكأن قلبه يحدثه عن دنو أجله، وفي نهاية المحادثة تمنيت له الشفاء العاجل، ولكن للأسف لم أستطع أن ألتقيه شخصياً.
وفي اليوم التالي لإجراء العملية الجراحية تحدث مع محاسب مكتب الجزيرة بالأحساء الزميل المحب العجباني (أبو عباس) حيث طمأنني على نجاح تلك العملية، وقال إنه تحدث مع أخي المرحوم عبدالله الملحم، وهو الأستاذ خليفة المرافق له في رحلته العلاجية في مستشفى الملك فيصل التخصصي حيث أفاده خليفة الملحم بنجاح العملية، ولكنه يتحدث بصعوبة وهو ممنوع من الزيارة في ذلك الوقت.
بعد سماعي بخبر وفاة الزميل عبدالله الملحم تحدثت مرة أخرى إلى المحب حيث سمعت في نبرة صوته حزناً شديداً حيث قال إن المرحوم خرج من المستشفى وإنه بالمنزل ولكنه ممنوع من الزيارة وفوجئنا بخبر وفاته رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
عصر يوم الثلاثاء ذهبنا إلى مقبرة أم زرينيج بعد أن تمت الصلاة عليه بجامع جمال الملحم بحي السلمانية بالهفوف وكذلك تمت الصلاة عليه في المقبرة مرة أخرى نظراً للحشود الكبيرة التي حضرت مراسم دفن المرحوم عبدالله الملحم والذي لا يسعنا من خلال منبر الجزيرة إلا أن نتقدم إلى أسرة الملحم بأحر التعازي والمواساة وأخص بالذكر أشقاء المرحوم خليفة وإبراهيم وعبدالعزيز ونور الدين وأبناءه محمد وأحمد وكريمته وشقيقته، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
salhirz@hotmail.com