Al Jazirah NewsPaper Tuesday  18/12/2007 G Issue 12864
رأي الجزيرة
الثلاثاء 09 ذو الحجة 1428   العدد  12864
الحج عرفة

يُعَدُّ يوم عرفة الركن الأعظم من أركان الحج، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة). وقد ورد في ذكر هذا اليوم المبارك أن صيامه لغير الحاج يكفِّر ذنوب سنتين, كما جاء في ذكر هذا اليوم العظيم أنه ما رُئي إبليس في يوم هو أصغر ولا أحقر، ولا أغيظ من عشية يوم عرفة.

وكيف لا؟ وهو يوم يتوحَّد فيه ضيوف الرحمن من حجيج بيت الله الحرام بلباس واحد, وقلب واحد, ولسان واحد, يلهج بالدعاء طلباً للمغفرة والعفو من آثام الدنيا وأثقالها, ويجتمع فيه الخلق بمناصبهم الدنيوية المتفاوتة متخلين عن أطماع الدنيا ومتجردين من نصبها المادي طلباً للمغفرة والعفو من رب غفور رحيم. ولعظم هذا اليوم وأهميته في أداء فريضة الحج فقد أولته حكومة خادم الحرمين الشريفين جل الاهتمام كغيره من أيام ضيوف الرحمن القادمين من شتى أصقاع الأرض لتأدية فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام. ففي كل سنة وموسم من مواسم استقبال الديار المقدسة لضيوف الرحمن تضرب حكومة خادم الحرمين الشريفين شتى الأمثلة في البذل المادي والتنظيمي والمرتبط بالسهر والجهد الفردي والجامعي للكوادر البشرية التي يتقدمها ولاة الأمر في الإشراف على راحة حجاج بيت الله الحرام والتأكد من تمكينهم من أداء فريضتهم بكل يسر وسهولة.

فمن التوسعات التي طالت الطرق وممرات الحجيج إلى اللوحات الإرشادية الكبيرة التي تقي الحجاج خطأ الإقامة في خارج المناطق المقصودة بالحج كعرفات ومنى إلى غير ذلك من إقامة الجسور الجديدة والممرات وتنظيم مسارات الحجاج وتوفير الخيام لهم وأماكن السكن والإقامة المريحة والنظيفة التي دعمت بإجراءات السلامة الطبية والتعقيمية لغرض الحفاظ على الجو البيئي للحجيج, بل إن حرص الحكومة الرشيدة قد تجاوز ذلك بكثير من المراحل ليصل إلى حد وضع الخطط الافتراضية للحوادث وخيارات التعامل معها في حالات توقع حدوث الحرائق أو السيول -لا سمح الله.

لقد بذلت السلطات والأجهزة الرسمية المنطوية تحت إشرافها كل السبل والإجراءت الضرورية واللازمة للحفاظ على سلامة الحجيج وإتمام مناسكهم بكل يسر وسهولة، وما بقي من الأمر إنما يقع على عاتق الحاج ذاته الذي تتطلب منه المسلمات والاستشعار بالمسؤولية والالتزام بكافة الإرشادات والتعليمات التي تصدر من قبل الجهات المنظمة لإنجاح هذا الموسم الديني المبارك.

*****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244












 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد