Al Jazirah NewsPaper Monday  17/12/2007 G Issue 12863
الريـاضيـة
الأثنين 08 ذو الحجة 1428   العدد  12863
عذاريب
فن الإدارة بدون زيارة!
عبد الله العجلان

هل مطلوب من أي وزير في كل وزارة خدماتية أن يقوم بزيارة لجميع المرافق التابعة لوزارته وفي كل القرى والمدن والمحافظات للاطلاع عن قرب والتأكد بنفسه من حجم مشاكلها ونوعية مطالبها وكمية احتياجاتها؟! وإذا كان الأمر كذلك فما هو دور الجهات والإدارات والأقسام المعنية بالمتابعة والتخطيط في هذه الوزارة أو تلك..؟!

في حائل على سبيل المثال.. وأثناء زيارة معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع وبتصرف إداري ووطني مسؤول من مدير عام الشؤون الصحية الدكتور زكي الشمري ومدير مستشفى الملك خالد الدكتور أحمد الرشدان ومدير مستشفى حائل العام الدكتور عبد العزيز النخيلان.. هناك اكتشف الوزير فجأة أن الخدمات الصحية في حائل سيئة، وأن مبنى مستشفى حائل العام البالغ عمره (50) عاماً آيل للسقوط ويجب إخلاؤه فوراً، وأن مستشفى الملك خالد بأمس الحاجة لزيادة عدد أسرته ومبلغ بند تشغيله وصيانته إلى الضعف أي من (25) مليوناً إلى (50) مليون ريال، وضرورة إنشاء وحدة متكاملة للقسطرة وأمراض القلب، وتوسيع وتجهيز أقسام العناية المركزة.

حدث هذا ليس لأن الوزير زار حائل فحسب وإنما بتأثير مباشر وبمواقف نبيلة من المديرين الثلاثة الذين أدوا واجبهم وتحملوا مسؤولياتهم الوطنية بشرف وبأمانة أهم من أي شيء آخر.. لكنني أعود وأقول ماذا لو لم يقم الوزير بالزيارة؟! أو لو أن المسؤولين عن القطاع الصحي في حائل تعاملوا مع زيارة معاليه بذات الإجراءات الشكلية الروتينية المعتادة؟! وهل المطلوب من الوزير أن يقوم بزيارة مماثلة في وقت لاحق للاطمئنان ومتابعة تنفيذ توصياته وتعليماته وتوجيهاته حول المستشفيين..؟!

نحن أمام خلل إداري يشير إلى أن كثيراً من الإدارات والمديرين، والمسؤولين والموظفين في الوزارات يعملون هكذا بلا معنى ولا قيمة ولا فائدة، وقبل ذاك بلا آلية تبرر وجودهم وتستثمر طاقاتهم وعقولهم وخبراتهم.. مما يعني ضرورة إعادة هيكلة وتنظيم أداء القطاعات في المناطق، وتوسيع دائرة صلاحياتها لتكون قادرة ومعنية ومسؤولة مباشرة عن أي قصور في التجهيزات والإمكانات أو تقصير في أدائها.

مطبات الدوري!

كلما بدأ الدوري يسخن ويتحسن جاء استحقاق محلي أو خارجي ليعيده إلى نقطة الصفر، وبأيدينا وبقراراتنا الارتجالية نضع الدوري في مأزق الإيقافات وتداخل وتضارب المسابقات.. فبعد التوقف للدورة العربية وبعد أن زادت قوة وإثارة ومنافسات الدوري، ها هي بطولة الخليج الأولمبية لتكرر نفس المشهد، ومثلها ستفعل مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، أي أن فرق الدوري والجماهير الرياضية عموماً ستصاب ب(دوار) الإيقافات وزحمة المؤجلات.

إن العامل الرئيس والعنصر الفاعل لنجاح الدوري أن يحظى ببرمجة منضبطة وواضحة، وأن تخضع جميع البطولات المحلية والخارجية ل(روزنامة) تمنع من تداخل المسابقات المختلفة مع بعضها، كما أن إلغاء بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد أو تخصيصها لمرحلة سنية لا علاقة لها بالفريق الأول بات أمراً ملحاً لمنع الازدواجية وتخفيض الضغط على الدوري وعلى البرنامج الكروي للموسم عموماً.

الأكيد أن ذلك لن يحدث في ظل وجود أسماء غير مؤهلة لفهم ما يعانيه الدوري، وما هو مفترض أن يكون عليه في كل المواسم والظروف.

الكثيري نموذجاً

كان طبيعياً ومتوقعاً أن يخفق الحكم المتميز هذا الموسم سعد الكثيري في احتساب ضربة جزاء غير صحيحة لمصلحة النصر، لأنه - أي الكثيري - دخل أجواء اللقاء وما زالت عبارات الشتم والقذف والتهديد التي قيلت ضد زميله خليل جلال حاضرة بقوة ومتدخلة بحدة في مستوى استعداده وطريقة تفكيره وكيفية تعامله مع لقاء مصيري جماهيري ملتهب، ولأنه كذلك أيقن بأن عدم معاقبة أو محاسبة أو على الأقل إنذار من هاجموا بتهور الحكم جلال، سيدفعهم ويتيح لهم فرصة أن يتخذوا ضده الموقف ذاته أو أسوأ منه إذا لم يتجاوب معهم ويحقق رغبتهم.. وهذا ما حدث منه بالضبط في احتسابه ضربة جزاء خيالية لا تليق بسمعته وبإمكاناته وبأدائه اللافت والمتصاعد في هذا الموسم تحديداً.

هنا تكمن وتكبر وتتفاقم وتتعقد الإشكالية التحكيمية، فعدم توفر وتأمين الحماية الكافية والحصانة المفترضة للحكم اللامع دولياً خليل جلال بعد مباراة النصر والشباب لم يؤثر سلباً على الحكم خليل وحده بل امتد ليشمل سائر الحكام بما فيهم المتميزون، مثلما رأيناه بوضوح على الحكم جلال في لقاء الهلال والاتفاق ثم الكثيري في اللقاء الأخير بين الهلال والنصر، والبقية تأتي..!

قلناها ونكررها.. التساهل مع المرجفين والمفسدين سيؤدي بالكرة السعودية إلى الهاوية، وإلى المزيد من الفوضى والأزمات الخطيرة والمواجهات العنيفة..!

من يضبط من؟

حينما عوقب الهلال الموسم الماضي بنقل مباراة واحدة خارج أرضه بسبب ما صدر وقتها من بعض جماهيره في لقاء الاتحاد، لم تكن لجنة الانضباط لتتردد في اتخاذها، أو أن تسأل نفسها ما ذنب فريق الهلال؟! ومن قال إن الكلمة إياها مصدرها مشجع أو مشجعون هلاليون؟! من يؤكد أن المقصود بها فريق الاتحاد..؟!

على النقيض تماماً نجد فاجعة الليزر المكشوفة والمعروفة والموجهة مباشرة ضد حارس الهلال محمد الدعيع في لقاء الذهاب الذي كان تنظيمياً حسب جدول الدوري على ملعب وتحت مسؤولية نادي النصر قد تكررت (مع سبق الإصرار والترصد) في لقاء الإياب الأخير، لأن لجنة الانضباط رأت بعد لقاء الذهاب أن فريق النصر لا يتحمل أخطاء جماهيره، وأن (الليزر) لا يعتبر سوء سلوك جماهيري، ولا مشكلة منه حتى لو أضر بالدعيع أو تسبب في إزعاجه وإحراجه والتأثير على رؤيته.. كل ذلك لم يكن مهماً بالنسبة للجنة يطلق عليها (الانضباط)، طالما أن مصدر الخطأ والتجاوز والعبث والتهور والإيذاء ليس هلالياً..!!

وهكذا يستمر (الكيل بمكيالين) ويستمر معه التمادي والتلاعب على المكشوف..!!

نواف وقرار الإنقاذ

لم يعد نواف التمياط ذلك النجم القاري والصقر العربي والفتى الذهبي، لم يعد ذلك اللاعب المؤثر والهداف الماهر وصانع اللعب الماكر، نواف اليوم انقلب إلى مجرد اسم من الماضي، يلعب بلا أسلحة وبلا مقومات ولا حتى عضلات، يركض بتثاقل لإثبات أنه ضمن القائمة وأنه جدير بارتداء قميص الهلال والدفاع عن ألوانه وألقابه وبطولاته، لكن هذا لا يكفي لاستعادة شيء من بريقه ووهجه ونجوميته، أو لإقناع الجماهير الزرقاء وكسب رضاها وتأييدها واحترامها..

نواف.. لأننا عرفناك واعياً ومثقفاً وذكياً، فلا تكن مكابراً وعنيداً وعاجزاً عن فهم نفسك وتشخيص واقعك، لست في حاجة إلى وقت آخر لتشويه صورتك المشرقة وتاريخك المضيء مجداً الناصع جمالاً والسخي عطاءً.. لديك من الفكر والعقل والمعرفة ما يجعلك شجاعاً في اتخاذ قرار الاعتزال بنفسك قبل أن يأتي من غيرك..!

صحيح القرار صعب لكن الأصعب منه أن تبقى لزيادة رصيد إخفاقاتك وتسمع من محبيك وجماهيرك صيحات الاستهجان والتذمر والمطالبة بإبعادك..!

***

* بعض برامج القناة الرياضية عدمها أفضل من وجودها!

* ياسر القحطاني بحاجة ماسة لإجازة التقاط أنفاس بعد مواصلته اللعب مع الهلال والمنتخب لعدة سنوات وبدون توقف يذكر.

* ليت إدارة الطائي وفرت جهدها وفلوسها ولم تتعاقد مع العجوز المتهالك (باولو) الأقل مستوى وفائدة من أي لاعب في الاحتياط.

* تخيلوا لو أن الهلال تعادل مع النصر بضربة جزاء مشابهة لتلك التي احتسبها الحكم الكثيري في اللقاء الأخير..!

* وماذا لو تعرض النصر للأخطاء التحكيمية الفادحة نفسها التي حرمت الأهلي من نقاط عديدة..؟!

* تخطئ إدارة الهلال كثيراً إذا هي تصورت أن الحكم سعد الكثيري هو السبب الوحيد في عدم الفوز على النصر.

* خالص العزاء وصادق المواساة والدعوات في هذه الأيام المباركة للزميل سعود الصرامي في وفاة نجله. غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.



abajlan@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5297 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد