كل ما يتصل بالحرمين الشريفين وضيوف الرحمن والعمار والزوار يلقى الاهتمام اللازم ضمن أولويات المملكة، ولا يحتاج الأمر إلى تأكيد، بل إن التطورات المتلاحقة في الحرمين الشريفين تغني عن كل شرح وإسهاب في هذا الجانب، فهذه البقاع الطاهرة تشهد عاماً بعد الآخر جديداً يتفق وحجم التدفقات البشرية المتزايدة باستمرار..
فخلال الحج الحالي يستفيد ضيوف الرحمن من توسعة جسر الجمرات في مرحلته الثالثة، وهذه توسعة مهمة من جهة منع الزحام، وهو أمر أدى في السابق إلى مصاعب جمّة، وليس الأمر مقتصراً على هذا الجسر، فهناك تجاوب متواصل مع كل احتياج، وهناك من يرصد مواقع الخلل ليتم تجاوزها في العام التالي، والذين أتيح لهم أداء الفريضة أكثر من مرة يلاحظون كيف أن التطورات عملية مستمرة لا تتوقف وكيف أن الاستجابات الفورية تغطي مواقع النقص أينما كانت في هذه البقاع..
فهذه المناسبة الجليلة تحظى بما تستحقه من اهتمام حكومة وأبناء المملكة الذين جنّدوا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، فاللقب (خادم الحرمين) يشير بصورة مباشرة إلى التوق الشديد والاستعداد الكامل لتقديم كل ما يمكن أن يسهم في مساعدة الحجيج وراحتهم، والمنشآت القائمة تتحدث بصدق عن ذلك، كما أن طواقم الخدمة من صحية وأمنية وفي مجالات النقل والسكن تفي تماماً بالاحتياجات..
سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا تحدث إلى الصحفيين عن مختلف الشؤون المرتبطة بالحج، وكانت الفرصة مناسبة أيضاً لمخاطبة ضيوف الرحمن والدول التي أتوا منها بضرورة الالتزام بالتعليمات، وهذا أمر مهم، فالالتزام بها يعني انسياب مختلف مراحل الحج بسهولة ويسر، وهناك قائمة من المتطلبات تعقب الحج لعل أولها عدم تخلف الحجاج، وفي هذا المقام تحديداً فإن تعاون الدول التي يأتي منها الحجاج أمر مهم وضروري، حتى تتكامل جهودها مع تلك التي تبذلها المملكة، وهناك دور للمواطن في ذلك وأدوار أخرى مهمة لمؤسسات الطوافة من أجل تفادي مشكلات التخلف.
هذه المناسبة الدينية المهمة التي تتشرف المملكة ببذل كل جهد من أجل إتاحتها لجميع المسلمين، والتي تهفو نفوس الجميع لأدائها تستوجب أيضاً عدم استغلالها في أي نشاط آخر، أو من أجل تنفيذ مخططات معينة، فمثل هذه التوجهات تتناقض تماماً مع جلال المناسبة وقدسيتها، ومن هنا فإن عنصر التوعية يمكن أن يؤدي دوراً مهماً حتى قبل أن يغادر الحجاج دولهم..
