من المقرر أن يصبح الإيطالي فابيو كابيللو مدرباً لمنتخب إنجلترا الأول لكرة القدم بفضل نجاحاته السابقة وتمكنه من الفوز ببطولة واحدة على الأقل مع كل من الفرق الأربعة التي سبق له تدريبها. وإضافة إلى ذلك فإن كابيللو كان المرشح الوحيد لتولي مهمة تدريب إنجلترا، وقد أعلن رغبته في ذلك على الملأ بعدما رفض البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي السابق هذا المنصب.
وأعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم موافقته على تعيين كابيللو، وما يتبقى هو الاتفاق على بعض الشروط والتفاصيل المتعلقة بالتعاقد. ويؤمن كابيللو (61 عاماً) بأن عمره الحالي هو العمر النموذجي لدخول عالم تدريب المنتخبات بعد سنوات طويلة من النجاح في قيادة الأندية التي تحتاج إلى جهد كبير في إيطاليا وإسبانيا. وقد تكون الطريقة التي يعتمد عليها كابيللو في اختيار خططه خير مساعد لمنتخب إنجلترا الذي عاني في السنوات الأخيرة من فشل أكثر من مدرب في صنع فريق قوي قادر على الفوز رغم وجود عدد كبير من اللاعبين الموهوبين. وأقيل ستيف مكلارين مدرب منتخب إنجلترا من منصبه الشهر الماضي بعد هزيمة المنتخب الإنجليزي على أرضه بنتيجة 3-2 أمام كرواتيا ليفشل في التأهل لنهائيات كأس الأم الأوروبية 2008 المقرر إقامتها بالنمسا وسويسرا. وقد تكون الطريقة الدفاعية التي يلعب بها كابيللو سبباً في ألا يكون الأداء ممتعاً، لكن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يعلم أنه يقوم بتأمين الخط الخلفي للفريق.
ورغم ذلك أقال نادي ريال مدريد الإسباني كابيللو من منصبه في يونيو - حزيران الماضي بعد الفوز بدوري الدرجة الأولى الإسباني بدعوى أن طريقة لعب الفريق كانت مملة إلى حد كبير. ولن تهتم الجماهير الإنجليزية كثيراً بمستوى أداء منتخب إنجلترا طالما يحقق الفريق الفوز.
وكتب كابيللو منذ عدة أيام (كيف لنوعية لاعبين مثل ديفيد بيكام ومايكل أوين أن تؤدي بشكل مختلف تماماً مع منتخب بلادها. من الواضح أن قميص المنتخب يمثل عبئاً كبيراً على كاهل لاعبين كبيرين مثلهما). وأضاف (في مثل تلك المواقف يكون دور المدرب حيوياً؛ لأنه يحتاج إلى أن يكون طبيباً نفسياً أكثر من الاهتمام بالخطط والنواحي الفنية. التفسير المنطقي الواضح يؤكد وجود حاجز نفسي).
وشارك كابيللو في 32 مباراة مع منتخب بلاده، ونجح في 14 نوفمبر - تشرين الثاني في عام 1973 في تسجيل هدف إيطاليا الوحيد الذي فازت به على منتخب إنجلترا في استاد ويمبلي اللندني، وهو الفوز الأول لإيطاليا على إنجلترا في عقر دارها. ولعب كابيللو لفرق فيرارا وروما ويوفنتوس وميلانو قبل أن يصبح مدرباً ويفوز بأول بطولة دوري درجة أولى إيطالي مع ميلانو عام 1992 عندما تولى المهمة خلفاً للمدرب المخضرم اريجو ساكي. وواصل كابيللو نجاحه وفاز بثلاث بطولات دوري أخرى في أربع سنوات، كما فاز بدوري أبطال أوروبا عام 1994. وفاز كابيللو ببطولة دوري آخر في إسبانيا عندما قاد ريال مدريد في 1997 لمدة موسم واحد قبل أن يعود مجددا لميلانو دون تكرار النجاح السابق. ونجح كابيللو في تحقيق إنجاز آخر ربما كان الأفضل له عندما قاد فريق روما للفوز بدوري الدرجة الأولى الإيطالي عام 2001 .
وكان فوز روما باللقب هو الأول له بعد 18 عاماً، وشهد تألقاً واضحاً لقائده الحالي فرانشسكو توتي الذي لعب أيضا دوراً كبيراً رغم وجود خلافات مع مدربه. وفاز كابيللو بلقبين جديدين للدوري الإيطالي مع يوفنتوس عامي 2005 و2006 لكن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم جرَّد الفريق منهما كعقوبة لتلاعبه في نتائج المباريات رغم أن كابيللو لم يكن متهماً في تلك القضية. وكرر كابيللو ما قاله السويدي سفين جوران إريكسون وهو أن قيادة منتخب إنجلترا هي أكبر وظيفة في العالم لمدرب ليصبح المدرب الإيطالي ثاني مدرب أجنبي يتولى هذه المهمة. ولا يتوقع أن يتسبب كابيللو في دخول منتخب إنجلترا في فضائح بعيدة عن كرة القدم كما فعل إريكسون باعتباره محباً للفنون التي يمتلك منها مجموعة يقدر ثمنها بحوالي عشرة ملايين جنيه إسترليني (نحو 20 مليون دولار). وعمل أيضاً كابيللو في بعض الأعمال ما بين وجوده في الملاعب وعلى مقاعد المدربين. وتبقى سلبيات كابيللو تتمثل في عدم إجادته اللغة الإنجليزية بالإضافة إلى تاريخه مع اللاعبين الذين يشعر بأنهم لا يلعبون بشكل جيد. ودخل كابيللو في تصادم مع توتي في روما قبل أن يتسبب في رحيل البرازيلي رونالدو عن ريال مدريد، وقد نقلت تقارير عن المدرب قوله لرونالدو (ألا تخجل من كونك بديناً للغاية).
واستبعد كابيللو أيضاً بيكام في الموسم السابق عندما أعلن الأخير انضمامه لفريق لوس أنجليس جالاكسي الأمريكي قبل أن يعتمد عليه في نهاية الموسم مجددا ليساهم اللاعب الإنجليزي في فوز الريال بلقب الدوري. وقد استبعد مكلارين أيضا بيكام من تشكيلة منتخب إنجلترا قبل أن يختاره في قائمة الفريق مجدداً. ويبقى استبعاد بيكام هو عنصر التشابه الوحيد الموجود بين كابيللو ومكلارين غير الموفق، لكن قد يكون لتلك الواقعة تأثيرها على المدرب الإيطالي. وسيكون منح بيكام فرصة اللعب في مباراته رقم 100 مع منتخب إنجلترا أمام سويسرا في فبراير المقبل بمثابة بداية لعلاقة قوية بين المدرب الإيطالي مع الجماهير الإنجليزية.