Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/12/2007 G Issue 12861
الريـاضيـة
السبت 06 ذو الحجة 1428   العدد  12861
أزمة قيم!
إعداد: خالد الدوس

في الوقت الذي نشاهد فيه نجوماً وأندية عالمية.. تكرس جهدها وتفعل دورها خدمة للجوانب الإنسانية والأعمال الخيرية كهدف نبيل من الأهداف التي تحرص معظم هذه الأندية (المتحضرة كروياً) على ترسيخها على أرض الواقع.. وذلك انطلاقاً من كون الرياضة رسالة إنسانية قبل أن تكون ميداناً لركل الكرة بالقدم أو قذفها باليد.. لازالت هذه الجوانب للأسف (مغيبة) داخل دهاليز أنديتنا حتى إشعار آخر..!!

* فمعظم الرياضيين شاهد قبل أيام مضت.. اللقاء الخيري الذي جمع نجوم العالم وشارك فيه نجمنا الدولي السابق (سامي الجابر) وذلك لدعم الأعمال الإنسانية والمشاريع الخيرية.. في بادرة رائعة جسد هؤلاء النجوم الكبار.. مدى أهمية هذا المفهوم الذي يفترض أن يكون شعاراً لأنديتنا الرياضية في كل الأحوال والظروف.. وليس شعار (الجحود والنكران)..!!، ففي الشهرين الماضيين.. شهدت الساحة الرياضية وفاة أربعة لاعبين سابقين وهم: فيصل عتيق الله من النادي الأهلي ونادر الحسن من الشباب وعبدالرحمن شمروخ وعبدالرحمن بن عمر من الهلال -رحمهم الله- لم نقرأ أو لم نسمع قيام الأندية المعنية بتقديم مساعدة مالية لأسرهم أوتكريمهم حتى بعد الوفاة وذلك عرفاناً ووفاء لما قدموه من جهد وتضحية وعطاء خدمة لأنديتهم.

بل إن هناك لاعبين خدموا أنديتهم سنوات طويلة ومثلوا المنتخب خير تمثيل لم يحظوا بلمسة إنسانية أو حتى زيارة تشعرهم بقيمتهم ومكانتهم - وهم في أحلك ظروفهم الصحية والمادية -.. فعلى سبيل المثال لا الحصر (سالم مروان) لازال يقبع في مستشفى النقاهة بجنوب الرياض منذ أكثر من أربعة عشر عاماً لم يحظَ بزيارة من النصراويين أو وجهت له دعوة لحضور مناسبات النادي الرياضية.. بل مارسوا معه كل أنواع الجحود والنكران رغم معاناته العضوية والصحية والمادية..!!!

أيضاً صقر الكرة السعودية والمدافع العملاق (السابق) سمير عبدالشكور كان أحد النجوم المؤثرين ممن ساهموا في صنع أول إنجاز سعودي (كأس آسيا 1984م) حالياً يمر بظروف مادية صعبة جداً لدرجة وصلت (...)!! وكذلك أسطورة الهلال في الثمانينيات (مبارك العبدالكريم) لعب ضمن أول جيل مثل المنتخب السعودي خارجياً وخدم ناديه لكنه لم يحظَ بالتكريم الذي يتناسب مع حجم عطائه وتضحياته التي قدمها وأصبح حالياً بلا وظيفة أو زوجة أو سكن، ونماذج كثر ممن هم على شاكلتهم تدمى القلوب لأوضاعهم المأساوية وتحزن الأنفس لأحوالهم المتردية..!! وإذا كان شعار هذه الأندية (الجحود والنكران) فمن المفترض أن يكون (صندوق اللاعب) بالرئاسة العامة لرعاية الشباب حاضراً ومتواجداً في المناسبات الإنسانية فلم نسمع أو نقرأ أن الرئاسة قدمت مكافأة مالية لأسر هؤلاء اللاعبين المتوفين أو مساعدة الرياضيين المحتاجين.. كما كان في السابق!! وقد يكون (صندوق اللاعب).. خارج الخدمة حتى إشعار آخر..!! وهنا يكشف لنا الحال أننا نعاني من (أزمة قيم) تنطلق من غياب الدور الحقيقي لهذا المفهوم الذي يفترض أن يكون شعار الرياضيين في كل الأحوال..!

***

* المؤرخ الرياضي المعروف الزميل عبدالله جار الله المالكي.. شكراً على إشادتك المهنية ب«الجزيرة» حول موضوع (هم جهلاء التاريخ)..!

المحرر


k- aldous@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد