صحيح أن الهلال كسب نقاط الاتفاق، وهذا مهم، وأن الفريق كسب لاعباً أجنبياً على قدر كبير من المهارة، ولكن هناك نقاطاً يجب أن يتنبه إليها المعنيون بهذا الفريق قبل أن يندموا ولات حين مندم عندما يخرجون بخفي حنين من هذا الموسم كما كان سابقه.
مدرب الفريق الهلالي إن كان صاحب الصلاحية المطلقة في التشكيل ويفعل ما يفعل بالفريق فتلك مصيبة، وإن كان المدرب تُفرض عليه وجهات نظر فنية من آخرين فالمصيبة أعظم وإلا فما تفسير الآتي:
في مباراتي الهلال أمام كل من فريقي الاتحاد والوطني كان خط الدفاع في أفضل حالاته الفنية في سابقة لم يمر عليها الدفاع الهلالي من فترة طويلة وخاصة في منطقة العمق الدفاعي وكان الناظر الحكيم في شؤون الفريق يرى أن ذلك التشكيل وذلك الاستقرار في منطقة العمق بوجود تفاريس وماجد المرشدي مع ظهيري الجنب الرائعين النامي والزوري هو ضالة الهلال وهو مكسب هلالي كبير، ولكن لم تدم تلك السعادة والفرحة حتى عاود هذا الكوزمين باختياره أو من ورا خشمه بهز الصورة مجدداً أمام الاتفاق وأعاد القلق والتوتر لكل صاحب رؤية فنية دقيقة وفهم كروي كبير.
فأبعاد المرشدي عن التشكيل الأساسي خطأ بحق منطقة الأمان الهلالية ولن يرحم تاريخ الهلال كل من يعبث باستقرار الفريق، سواء كان مدرباً أو لاعباً أو إدارياً أو رئيساً.
على صعيد منطقة الوسط كيف يكون لدي في الاحتياط لاعب بقدرة ومكانة وإمكانات الغنام وأشرك في المحور سلطان البرقان، من وجهة نظر الكثيرين هو مجتهد، ولكنه ذو أداء لا يشفع له باللعب إلا في أواخر المباراة من أجل إغلاق المنطقة حال التفوق على الخصوم، وإن كان العذر في أن الغنام مصاب، فكيف يوضع أصلاً في التشكيل الاحتياطي للفريق من البداية؟
عندما أصيب الغامدي قام المدرب باختراع تغييرات غريبة عجيبة لا تمت للفكر والمنطق بصلة؛ فبدلاً من أن يزج بالغنام في مركز المحور قام بإدخال ذئب الشمال المرشدي في مركز الظهير الأيسر ولم يراع خطورة هذا الأمر على نفسية هذا اللاعب فيما لو فشل في هذه المهمة، فلو أشرك الغنام بما أنه في دكة الاحتياط، وهذا يعني جاهزيته وأبقي الخثران في منطقة الظهير لكان أولى.
نواف التمياط وما أدراك ما نواف هذا النجم الذي أفل لم يقدم من بداية هذا الموسم ما يشفع له إطلاقاً كي يستمر في الفريق الأساسي، وكان من المفترض الابتداء بالنجم القادم الكلثم أو الفريدي دائماً مكانه، ولكن الرؤية الفنية المنعدمة لدى مسؤولي الفريق جعلت من نواف أساسياً، وعندما لم يقدم ما يشفع له بالاستمرار في الشوط الثاني فبدلاً من إشراك الكلثم ابن العشرين ربيعاً الذي يحترق في الاحتياط ويكون بديل نواف، جاء المدرب بعجيبة جديدة وأشرك الكابتن خالد العنقري، وهو المجتهد، لكن بالكاد مستواه يليق بأن يكون احتياطاً لمنطقة الظهير الأيمن، وهو ابن الثلاثين؛ فتلك طرفة من طرائف كوزمين أو من هو وراءه بالرأي والمشورة.
لا أعلم حقيقة كيف ستكون الأمور في هذا الفريق إن استمر الجهاز الفني والإداري في الفريق بتخبطه وتلاعبه بسمعة هذا الكيان العملاق ومن ورائه مجلس إدارة غير قادر على قيادة الدفة وتصحيح المسار؟
الفريدي والكلثم والمرشدي والدوسري لو كانوا في أي فريق آخر لكانوا في التشكيل الأساسي ولكن أدعياء الفهم في الفريق الهلالي لهم رأي آخر.
إن خسر الهلال المنافسة على بطولة الدوري بوجود هذه النخبة الرائعة من نجوم المنتخب الأول ونجوم الأولمبي الشباب فستكون تلك طعنة لتاريخ هذا الكيان بخنجر من داخله، وفتش عن المدرب ومدير الفريق، وعندئذ ستتكرر أسطوانة العام الماضي وسيكون الاعتذار بدم بارد هو عذر أولئك.