الإنسان السعودي هو محور كل خطط التنمية الثمانية التي شهدتها المملكة، ولذلك اهتمت الخطط التنموية الخمسية بالجانبين الإنساني والمادي على حد سواء، كي يكون المواطن مهيأ نفسياً واجتماعياً للتغيرات الاقتصادية والتقنية المصاحبة للتطور، وكي يكون قادراً على التعامل مع التغيرات بطريقة إيجابية ومنتجة.
هذه الإستراتيجية العلمية تهدف إلى تلافي الأخطاء التي صاحبت التنمية في بعض البلدان التي شهدت تطورا في الجوانب المادية من الحضارة، في حين بقي الإنسان متأخرا عنها نفسيا واجتماعيا الأمر الذي أحدث صدمة حضارية لديه، وجعله عاجزا عن استيعاب التغيرات الجديدة.
ولا يمكن تهيئة الإنسان للتطور والتحديث إلا عن طريق التعليم والثقيف، ولذلك اهتمت المملكة بهذا الجانب اهتماما كبيرا، حتى بلغ عدد الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم العام والعالي أكثر من خمسة ملايين وستمائة ألف طالب وطالبة، يقوم على تعليمهم أكثر من 452 ألف معلم ومعلمة من خلال نحو 32 ألف مدرسة في جميع أنحاء المملكة.
كما أن جامعات المملكة الإحدى والعشرين إضافة إلى الكليات المتخصصة تضم أكثر من 604 آلاف طالب وطالبة يشرف على تدريسهم نحو 27 ألف عضو هيئة تدريس?.
هذه الأرقام تؤكد بوضوح أن التعليم هو اللبنة الأساسية والأولى لأية تنمية ناجحة، وبدونه لا يمكن إحداث التطور اللازم، فالأمم الجاهلة تكون عقبة في وجه الحضارة، بل وهدامة لكل منجز جديد.
ولقد أثبتت الدراسات التي تعالج قضايا التنمية أن غير المتعلمين يقفون عثرة أمام الوسائل التقنية الجديدة، ويحاربونها، باعتبارها وسائل دخيلة على المجتمع، ومخالفة لقيمهم، على الرغم من أن الوسائل التقنية ما هي إلا وسائل محايدة، يمكن استخدامها في الخير والشر، بحسب طريقة الاستخدام.
ومن أجل ذلك حظي التعليم والبحث العلمي بأكثر من ربع اعتمادات الميزانية الجديدة، وخاصة أن عصرنا الراهن يشهد تسارعا متزايدا في وتيرة المخترعات التقنية الجديدة، ولا يمكن استيعاب هذه المخترعات إلا بعقول نيرة ومتعلمة قادرة على الاستفادة منها، بل وتطويرها بما يتفق مع حاجة المجتمع السعودي، وفوق ذلك المساهمة في ابتكار مخترعات جديدة لمجتمعنا البشري.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244