من بداية الموسم استبشرنا خيرا بالتحكيم ولجنة التحكيم. مضت الجولات الأولى من الموسم بنجاح كاسح حتى أيقنا حينها بأن الحكم الأجنبي لم يعد له مكان في ملاعبنا فحكامنا قد فهموا الدرس واستوعبوه جيدا لكن هذه الفرحة لم تدم طويلا فقد ظهر في الجولات الأخيرة ما يعكر صفو تلك الفرحة بداية بظافر أبو زندة في مباراة الأهلي والقادسية مرورا بمباراة الاتفاق والطائي التي قادها مطرف القحطاني إلى مباراة النصر والشباب، أخطاء تحكيمية غير مقبولة كانت مؤثرة في نتائج المباريات.
جميعنا نسلم بأن الحكم بشر ممكن أن يخطئ ويصيب لكن أن تتكرر الأخطاء فهذا أمر مرفوض تماما، من لا يستطيع أن يتعلم من أخطائه ويطور نفسه للأفضل ابتعاده أفضل حتى يُريح ويستريح. القائمون على الأندية من مسؤولين وأعضاء شرف يبذلون مجهودا ويضحون بأوقاتهم وأموالهم من أجل المنافسة فعندما يأتي حكم وبصافرة ظالمة ويسلب كل ذلك المجهود الكبير عندها سيجد ذلك المسؤول أو العضو نفسه أمام حقيقة الابتعاد وعدم الاستمرار والمواصلة في خدمة الرياضة وسيبتعد حتما عن هذا المجال بخيره وشره وهناك أمثلة كثيرة لمثل هؤلاء.
الجميع يعلم أن هناك مشاكل كثيرة في التحكيم السعودي لكن لم تكن هناك حلول كافية لتفادي تلك المشاكل بل نجد المستوى التحكيمي في هبوط من موسم لآخر ودائما ما نجد مطالبة من الشارع الرياضي بوضع الحلول، أي أن الأمر أصبح واضحا للجميع لأن الكل يشتكي من تدني مستوى الحكم السعودي.
كثيرون ممن يهمهم الوضع الرياضي نادوا وعبر وسائل الإعلام المختلفة بضرورة احتراف الحكم السعودي وجعل التحكيم مهنة أساسية يقتات منها الحكم، فكرة القدم لم تعد مجرد لعبة جماعية للتسلية فقط هي احتراف حقيقي ومصدر رزق للكثيرين ولها أهميتها الكبيرة لدى الجماهير، أليست معشوقتهم!!
وكرة القدم تحديدا لها في بلادنا، مثلما لها في أكثر الدول، النصيب الأكبر من الاهتمام والمتابعة بل والممارسة بين الشباب.. العمل على تطوير هذه اللعبة أصبح أمرا ملحا وضروريا جدا.
المطلوب منا هو كيف ومتى ندرك أهمية التحكيم؟ ومتى نقدم جيلا يتفوق في هذا المجال؟
احترافنا ناقص حتى ولو اعتبرنا دورينا دوري محترفين. نحن بالمملكة العربية السعودية وفي مجال كرة القدم قد تفوقنا في جوانب كثيرة لكننا أخفقنا في جوانب أخرى متعلقة بالاحتراف.
الشارع الرياضي أصبح ومن فترة ليست بقصيرة محتقنا بسبب التحكيم، ترى ما الذي جعل الكثيرين سواء كانوا مسؤولي أندية أو أعضاء شرف أو جماهير يخدشون في الذمم ويشككون في النوايا؟ هذه التهم الخطيرة التي لا يقبلها أي مسلم على نفسه، هذا السؤال خطير والإجابة عنه يجب أن تكون بحجمه.
في اتحاد الكرة الاهتمام بالتحكيم دون المستوى هكذا نشاهد ونلاحظ بدليل أننا لم نسمع عن برامج للحكم السعودي سواء داخلية أو خارجية ولو افترضنا أن هناك برامج فلماذا لا تعلن عبر وسائل الإعلام المختلفة؟ حتى يعلم الجميع أن الحكم السعودي يتم تدريبه بشكل سليم مما يجعل اتحاد الكرة يعطيه الثقة ويمنحه قيادة مباريات الدوري السعودي.
حكامنا أوزانهم مرتفعة وحركتهم داخل الملعب بطيئة هذا يؤكد أن الحكم السعودي لا يخضع لأي دورات تدريبية سواء فنية أو لياقية؛ ما يؤكد ضعف الحكم السعودي وأستثني منهم عبدالرزاق المقهوي. إن الشارع الرياضي وبلا استثناء أول ما يتحدثون عنه بعد أي مباراة هو التحكيم على عكس بقية الدول ومن خلال تصفحي واطلاعي على بعض المواقع الرياضية التي تهتم بالدوريات العربية والأجنبية لم ألاحظ نقدا حادا واتهامات خطيرة لحكامهم بقدر وحجم ما يحدث في ملاعبنا.
بعد كل هذا أنا لست ضد الحكم السعودي بل معه بشرط أن يتطور ويواجه أخطاءه. لن تعود الثقة للشارع الرياضي في التحكيم وهو بهذا المستوى. أدعو كل المسؤولين والمتخصصين مراجعة وضع التحكيم لدينا ووضع كل الحلول المناسبة التي تكفل لنا تحكيما مميزا حتى نستطيع أن نقول إن الدوري السعودي قوي وناجح وقبل ذلك يجب أن نكون واقعيين وصريحين مع أنفسنا ونعترف بأن الحكم السعودي مستواه ضعيف مما أثر بشكل سلبي على نجاح مسابقاتنا المحلية.
سلطان الزايدي - الرياض
zaidi161@hotmail.com