لا يزال المفهوم الرياضي لدى بعض الرياضيين قاصراً ولا يعكس الصورة المثالية التي يجب أن يتسم بها هذا المفهوم حيث أصبح المسؤول الرياضي يمارس عمله في النادي بلا هوية أو نهج واضح يسير عليه وصار الهدف الأول له هو العمل من أجل الإساءة إلى المنافسين ومحاولة إسقاطهم.
إننا لا زلنا نعاني من تصرفات غير سوية ودخيلة على رياضتنا فلم نكن نتصور يوماً من الأيام أن تدار بعض الأندية بهذه العقلية الضيقة التي أكاد أجزم أنها أحد أسباب هذا الإخفاق لرياضتنا، ومن الأسباب التي ساعدت على تفشي التعصب الرياضي الذي نعيشه اليوم فضلاً عما يفرزه لنا ذلك من احتقانٍ جماهيري وإعلامي كبير.
لماذا لا يكون لدينا الثقافة الرياضية الممزوجة بالخلق والأدب الرفيع والقدرة على التحكم بأعصابنا بما يتوافق مع هويتنا ومبادئنا وأن تكون نظرتنا للأمور نظرة تعقل بعيداً على الانفعال الذي يؤثر على أفعالنا وتصرفاتنا والذي بدوره ينعكس سلباً على تعاملنا مع الآخرين، لماذا لا نتقبل الهزيمة بصدر رحب ونكون أكثر هدوءاً واتزانا وواقعية، فالفوز والخسارة شيء طبيعي في عالم الكرة، لماذا لا نصل إلى المثالية والنظر إلى هذه المباريات نظرة التنافس الشريف بعيداً عن أي مؤثرات أخرى.
إننا بحاجة إلى أن نكون أكثر وعياً ورقياً، وأن يكون مفهومنا الرياضي حضارياً ويتماشى مع المعنى الحقيقي الذي من أجله يتم التنافس ويتوافق مع الأهداف السامية التي نطمح إليها، كثيرة هي تلك المباريات الجميلة التي يفسدها ذلك الانفعال وتلك التصريحات غير المسؤولة والتشكيك بنوايا الآخرين ورمي الاتهامات في صورة تخدش جماليات الكرة في بلادنا الحبيبة.
جاء القرار الذي اتخذته الإدارة الشبابية بحق اللاعب حسن معاذ بعد اعتدائه على زميله اللاعب سعيد لبان والمتمثل بإيقافه حتى نهاية الموسم والخصم من راتبه وإجباره على الاعتذار لزميله.. أقول جاء ليؤكد أنه لا مجال لمثل هذه التصرفات الخاطئة في هذا النادي النموذجي وأنه مهما حصل من خلاف بين اللاعبين فإن هناك إدارة تفصل في هذا الخلاف وتعطى كل ذي حق حقه دون اللجوء إلى هذه التصرفات اللامسؤولة التي تنم عن عدم إحساس بالمسؤولية وعدم إدراك لعواقبها وأبعادها السلبية وكما تنبئ عن ضعف الوعي لدى هذه النوعية من اللاعبين وكان من الواجب أن يكون الحوار هو الشعار السائد بينهما فهو أفضل وأسرع وسيلة للتفاهم وحل ما اعترضهما من خلاف أو سوء فهم فلا يمكن حل أي خلاف إلا بالحوار الهادي بعيداً عن الشحن النفسي.
أرجو أن يكون هذا القرار درساً تربوياً يستفيد منه اللاعب ويفتح صفحة جديدة عنوانها التفاهم والود والتكاتف والاحترام المتبادل لينعكس ذلك على مسيرته وناديه.
كما أنني بهذه المناسبة أطالب بأن يكون لإدارات الأندية دور في نشر الوعي بين لاعبيها عن طريق النشرات والدورات والمحاضرات ليكون دورهم متكاملاً في إعداد اللاعب بدنياً ونفسياً وسلوكياً خاصة وأن اللاعب سفيراً لبلده في الدورات والمناسبات الرياضية التي يمثل بها بلده.
فهد محمد الدوسري- بريدة