«الجزيرة» - حازم الشرقاوي
قدر متخصص في مجال استقدام العمالة الأجنبية حجم إنفاق السعوديين على العمالة المنزلية بنحو 17 مليار ريال سنويا، تذهب 10 مليارات منها للعمالة الاندونيسية فيما تتقاسم الباقي جنسيات مختلفة، وكشف للجزيرة عن تراجع مكاتب الاستقدام عن التمسك بقرار اللجنة الوطنية للاستقدام الذي حدد راتب العمالة المنزلية الاندونيسية بـ600 ريال والتعاقد معهم بالراتب الذي أقرته حكومة بلادهم وهو 800 ريال.
وقال رئيس شركة بيت العمالة فياض الفياض إن هذا التراجع يأتي استجابة من مكاتب الاستقدام لضغوط المواطنين الراغبين في الحصول على عاملات منزليات مشيرا إلى أن هذه التعاقدات تمت بناء على رغبة المواطنين، وقال إن نقص حجوزات الطيران نتيجة موسم الحج أدى إلى تأخر وصول حوالي 25 ألف عاملة من إندونيسيا في المواعيد المحددة كما تسبب في تراكم التأشيرات القديمة المتعلقة بتطبيق العقد الجديد للخادمات براتب 800 ريال شهريا.
من جهة أخرى قدرت دراسة عدد سكان مجلس التعاون الخليجي بانه يبلغ حوالي 33 مليون نسمة بينهم أكثر من 11 مليون عامل أجنبي تفوق تحويلاتهم المالية السنوية 25 مليار دولار. وتأتي الأغلبية العظمى من العمالة المنزلية من الهند وسريلانكا وبنغلاديش والفلبين واندونيسيا وباكستان وفي أغلب الأحيان من الريف وأكثر من نصفها من الأميات أو شبه الأميات. وطبقا للدراسة يبلغ متوسط عمر الخادمة حوالي 30 سنة لكن هناك خادمات تبلغ أعمارهن عشرين سنة واقل من ذلك وحوالي ثلثي الخادمات إما متزوجات أو كن متزوجات. على الصعيد الديني, تأتي المسيحيات في المقدمة تليهن المسلمات ثم البوذيات والهندوسيات. وتقل نسبة العربيات بين الخادمات عن 1%. وأشارت الدراسة إلى أن عددا من مواطني دول الخليج طالبوا بمنح الأولوية في جلب الخادمات إلى العربيات أولاً ثم المسلمات وذلك للتغلب على مشاكل لغوية ودينية سببتها الخادمات الأجنبيات وغير المسلمات للأطفال الخليجيين. وبينت الدراسة أن أهم عوامل انتشار الخادمات في الخليج هو خروج المرأة الخليجية للعمل وتدني أجور الخادمات وسهولة استقدامهن إضافة إلى ما يتطلبه استكمال متطلبات المكانة الاجتماعية لدى بعض الأسر خاصة مع توفر الإمكانيات المادية. وطالبت بعض دول مجلس التعاون بالتشدد في عملية استقدام الخادمات ورفع رسوم الاستقدام. وتشير التقارير إلى أن آلافا من الخادمات الآسيويات يهربن من بيوت مخدوميهن سنويا بسبب سوء المعاملة وتتم إعادة معظمهن إلى بلدانهن، يذكر أن إجمالي الخادمات اللائي يصلن شهريا للمملكة حوالي 25 ألف خادمة فيما يتم ترحيل حوالي 18 ألف خادمة وهو يعتبر عدداً كبيراً مقارنة بالدول الأخرى.