«الجزيرة» - منيرة المشخص
إحباط معاناة فرص وظيفية قليلة رواتب متدنية انعدام الحوافز وغيرها من العوائق التي واجهتها طالبات العمل من ذوي الاحتياجات الخاصة ألا انه وبالرغم من كل هذا مازال الأمل يحدوهن لإزالة تلك المعوقات.
فتيات معاقات جسديا لكن لم يمنعهن ذلك ان يصبحنا منتجات (الجزيرة) التقت بهن واستمعت لهمومهن سارة واحدة من الفتيات اللواتي لم تقف الإعاقة حائلا أمام طموحها تحمل ثانوية بالإضافة دبلوم كمبيوتر ونظرا لعدم التحاقها بالجامعة قامت بتنمية مهاراتها في الأعمال والأشغال اليدوية فأجادت تطريز المفارش وكل احتياجات العروس إضافة إلى ابتكار تصاميم جديدة من هدايا المواليد وتغليف البوم الصور وتتحدث سهام عن معاناتها في عدم حصولها على أي فرصة للعمل سواء في القطاع الخاص أو العام وأوضحت ذلك قائلة: (كنت اعتقد أنني كفتاة سعودية أجيد عمل يدوي تحتاجه الكثير من السيدات باني ساجد بوابات الوظائف مشرعه أمامي خاصة أننا كثيرا ما نسمع ونشاهد ونرى عن دعمنا كذوي احتياجات خاصة ألا ان كل ذلك مجرد كلام تذروه الرياح).
وتتطرق سارة إلى موقف تعرضت له مع أحد مصانع الحلويات المشهورة فتوضح ذلك بقولها: في احد ملتقيات التوظيف الخاصة بالمعاقين كان هناك عرض لفرصة وظيفية من قبل احد مصانع الحلويات المشهورة وبحسب المقابلة الشخصية التي تمت لي مع الموظفة والتي أوضحت لها أنني أجيد تغليف وتجهيز الهدايا والعلب الخاصة بها فأخبرتني أن هذه هي وظيفتي وسيكون الراتب 1800 ريال وعند استلامي للوظيفة اكتشفت أنها خدعتني واعتقد أنها لم تسمعني جيدا فلقد وجدت ان مهمتي هي تغليف المأكولات والمصنع خارج المدينة ولا توجد مواصلات والراتب 1500 ريال بحجة ان الباقي ثمن مواصلات.
وتختم سارة لذا أتمنى أن تكون الحوافز المادية يجب ان تكون اكبر لان المجهود الذي نبذله أكثر كذوي احتياجات خاصة.
كذلك اقترح أن يقوم القطاع الخاص والحكومة بتوفير معمل لصناعة الملابس لاستيعاب خريجات مركز التأهيل ثم يتم التوسع بعد نجاح المشروع فهو مطلب ضروري أو أن تكون نوع الوظائف كشغل إداري مساعدة أو مراقبة مثلا...
رابعة عبد الله تحمل شهادة لكفاءة المتوسطة بالإضافة إلى شهادة تطريز تحدثت عن معاناتها في إيجاد وظيفة قائلة: يبدأ مشوار معاناتنا مع الوظيفة عند المقابلة الشخصية فهم يفرشون لنا الأرض بالورود والتسهيلات بدايتنا وثم بعدها تأتي المعوقات تنهمر كنهما السيل حيث لا توجد أي عقود.
تحفظ حقوقنا وهذا من ابرز الصعوبات التي نواجهها للحصول على ما وعدونا بة فهناك جهات تماطل في كتابة العقد ونحن نعمل على أمل الحصول علية ولا ننسى أن اغلب تلك الأماكن غير صالحة للاستعمال الإنساني فلعل من بينها أن أجهزة التكييف دائما ما تتعطل وتصوري حجم المأساة في ظل الجو الشديد الحرارة كيف سننتج إضافة إلى أن وسائل السلامة غير متوفرة بل ان تعرضنا للخطر هو الهاجس الذي نعايشة يوميا (فغياب الأمان بكافة أنواعه يجعلنا لا نعمل جيدا ولعل من بين تلك المخاطر عدم توفير سماعة اذن تحمي حاسة السمع لدينا من أصوات المكائن العالية).
وتوجه رابعة في ختام حديثها اللوم إلى وزارتي لعمل والشؤون الاجتماعية بعدم توفير الفرص الوظيفية وحمايتهم كفئة تحتاج إلى ذلك.
أما ريم فهي فتاة متزوجة تعاني من إعاقة جسدية عانة الأمرين للحصول على وظيفة ولم تستطع في ظل حائط الصد الذي تواجه كبقية زميلاتها من نفس البيئة فتحدثت لنا قائلة: سوف ادخل في صلب الموضوع ولن أنمق بعض الكلمات أو العبارات فقد آتيتي على الجرح الدفين الذي كونته السنين والأزمان قد تستغربين لماذا أنا أصرخ في بداية حديثي لقد جاء موضوعك في وقته المناسب أخاف ان أقول أنا المعاقة ريم فيعتبروني اني فعلا معاقة على فعل آي شي.
وتعتبر ريم ان أطلاق كلمة معاقة عليها وعلى غيرها خطا وتقول حول ذلك (هذه الكلمة خاطئة من المفروض ان أقول المواطنة أنا بنت البلد أريد ان أساعد في بناء هذا الوطن العظيم ونقف إلى جانب الأناس الأصحاء في المساهمة في النهوض بنهضة بلدي).
ولكن للأسف لم نجد من يستمع لنا أو يمنحنا تلك الفرصة.
هيلة سيدة في الأربعين من عمرها متزوجة وتعاني من شلل في الأطراف السفلى تحمل شهادة الكفاءة بالإضافة إلى شهادة تصميم بواسطة السيراميك وشهادة من معهد الخياطة طرقت جميع الأبواب ولم يفتح لها حتى نافذة بحسب قولها وتضيف قائلة: للأسف الشديد منذ عشرين عاما وأنا ابحث عن وظيفة دون جدوى.
أنا أعلم انه من المستحيل توظيف امرأة لا تحمل شهادة ذات مؤهل عالي وكذلك بالنسبة لوضعي الصحي ولكن ماذا أفعل فوضعي المادي والصحي حرمني من إكمال تعليمي وتحكي هيلة عن معاناتها في البحث عن مصدر رزق لها وذلك بقولها: منذ حوالي عشرين سنة قمت ومعي مجموعه من صديقاتي منذ ذوي الاحتياجات الخاصة بافتتاح مشغل خياطه من خلال ما كنا ادخرناه من المكافئة التي حصلنا عليها بعد تخرجي من المعهد حيث قاموا بإعطاء كل خريجة خمسين ألف ريال (وبالطبع كان هذا في السابق أما الان فلم يعودوا يعطون الخريجات تلك المكافئة واكتفوا فقط بالراتب الشهري حتى تتخرج الطالبة) وكذلك قام المعهد بفتح وتجهيز هذا المشغل وقمنا بإحضار العاملات ولكن للأسف كان المجتمع في ذلك الوقت يرفض وجودنا كمعاقين لذا فقد كانوا أذا حضروا للمشغل وشاهدونا خرجوا ولم يعودا لذا لم يستمر المشغل سوى عام وللأسف منينا بخسارة مالية كبرى ولم نعيد المحاولة.
الجزيرة قامت بإرسال عدد من الأسئلة منذ أكثر من أسبوعين إلى وزارة العمل حول آليات توظيف المعاق ألا انه وحتى نشر هذا التحقيق لم نتلق أي رد أو تجاوب.