Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/12/2007 G Issue 12857
رأي الجزيرة
الثلاثاء 02 ذو الحجة 1428   العدد  12857
يد واحدة قلب واحد

الملمح الأبرز للمملكة هو هذه الوحدة الوطنية الرائعة التي تراكمت مقوماتها طوال عقود عديدة لتتعزز مع مضي الوقت ولتكتسب المزيد من المنعة مع ممارستها عملياً على أرض الواقع، ومثلما أن هذه الوحدة هي الأولى في منطقتنا في الوقت الذي كانت ترزح فيه معظم الدول العربية تحت نيران الاستعمار ومظاهر التشتت، فها هي المملكة ما زالت تمثل أيضاً واحداً من النماذج المضيئة من جهة الاستقرار الذي تنعم به هذه البلاد ومن جهة ما يوفره هذا الاستقرار من تواصل واطراد وتيرة البناء والنماء..

وفي صلب وأساس هذه المسيرة خصوصيتها المنبثقة من اتباعها شرع الله وسنة رسوله المطهرة، فضلا عما تتفرد به من مزايا هي نتاج لهذا الالتزام القوي بالثوابت الإسلامية، إلى جانب الحرص الشديد على تطوير التجربة والانتقال بها إلى رحاب المؤسسية التي يمكن أن تزيد من فاعليتها ومواكبتها للمستجدات والتطورات..

وفقاً لهذا الفهم كانت هناك التشريعات والقوانين التي نشأت بموجبها أنظمة الحكم الثلاث: نظام الحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق، وأمس أعلن خادم الحرمين الشريفين عن اكتمال تكوين هيئة البيعة لإكساب المسيرة المزيد من المنعة والقوة ووضعها في إطار العمل المؤسسي، فالمؤسسية هي الصيغة المثلى العصرية لمختلف الهياكل الإدارية كان ذلك على مستوى الحكم أو على المستويات الأدنى..

وكان مهماً التمعن في الكلمات الطيبة لخادم الحرمين الشريفين في هذه المناسبة، مذكراً - حفظه الله - بالمآثر التي صاحبت هذه المسيرة والقواعد المتينة التي تأسست عليها، ومن ذلك إشارة الملك عبد الله إلى بعض من وصايا الملك عبد العزيز (وأوصانا بأن نكون يداً واحدة وقلباً واحداً).

لقد أدركت الأجيال المتعاقبة من قادة هذه البلاد مغزى هذه الوصية وغيرها من الوصايا الحكيمة التي مكنت بلادنا من التقدم إلى الأمام دوماً في مسيرتها الخيرة وجنبتها الكثير من مصاعب العصر وتعقيداته، وبفضل تمسكها بثوابتها الإسلامية وتلك الأسس المتينة التي أرساها الأب المؤسس حافظت المملكة على اللحمة الوطنية التي تتفيأ ظلالها الآن..

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد