Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/12/2007 G Issue 12855
الاقتصادية
الأحد 29 ذو القعدة 1428   العدد  12855
بعد سنة الكوارث: ماذا تحمل 2008م؟
نجيب صعب: صندوق الملك عبدالله للطاقة مبادرة تضع العرب على خريطة العالم الحديث

الرياض - «الجزيرة»

نوه نجيب صعب بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أطلقها في قمة الدول المصدرة للبترول أوبك التي عقدت مؤخرا في الرياض، بتخصيص 300 مليون دولار كنواة صندوق لأبحاث الطاقة والبيئة وتغير المناخ، ومساهمة الكويت والإمارات وقطر في الصندوق بمبلغ150 مليون دولار لكل منها، وتعهد الدول النفطية في (إعلان الرياض) بالتزام ثلاثة مبادئ هي: تأمين الإمدادات، واستقرار الأسعار، والحفاظ على البيئة، واستنتج صعب (في افتتاحية العدد 117 من مجلة (البيئة والتنمية بعنوان) مبادرة تضع العرب على خريطة العالم الحديث. وتابع: في هذه العملية استجابة لدعواتنا المتكررة إلى العرب بأن يتغيروا، قبل أن يغيرهم المناخ!).

وبين صعب أن هذا التحول في موقف (أوبك)، وعلى لسان زعيم أكبر دولة مصدرة للبترول، جاء في الوقت المناسب. فبينما كانت قمة (أوبك) تدور رحاها كان الأمين العام للأمم المتحدة يعلن من مدينة فالنسيا الإسبانية التقرير التحليلي الرابع للهيئة الحكومية لتغير المناخ بكلمات صريحة: (المناخ حتما يتغير، وعلى العالم العمل فورا لمواجهة الكارثة. بعض المضاعفات الناجمة عن تغير المناخ لا يمكن تصحيحها، لكن يمكننا العمل لتخفيف أثرها والإعداد للتأقلم معها. مستوى البحار سيرتفع حتما حتى 59 سنتيمترا خلال هذا القرن، لكن هناك احتمالا لحصول تغيرات سريعة ومفاجئة قد تؤدي إلى ذوبان جبال الجليد وانهيارها في جزيرة غرينلاند في المنطقة القطبية الشمالية، مما يرفع البحر سبعة أمتار. إحدى عشرة سنة من السنوات الاثنتي عشرة الماضية كانت الأكثر حرارة منذ بدء تدوين سجلات لدرجات الحرارة قبل 160 سنة. غازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ وفي طليعتها ثاني أوكسيد الكربون، ازدادت بنسبة 80% بين 1970 و2004م. ومن أكثر المناطق تأثرا حوض البحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية). وعلى إثر ذلك يتساءل الأستاذ صعب عن (ماذا يفعل العرب للتأقلم مع النتائج الكارثية ومجابهتها، من ازدياد الجفاف وأثره على الزراعة، إلى تفاقم ندرة المياه العذبة، إلى أثر ارتفاع البحار على امتداد 18 ألف كيلو متر من الشواطئ العربية المأهولة؟) وذلك لكون الاستنتاجات السالفة، لا يجد البعض فيها جديدا).

مؤكدا في نفس السياق على أنه من الظلم تحميل الدول المنتجة للنفط مسؤولية تفاقم ظاهرة تغير المناخ رغم أن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الناتجة من الوقود الأحفوري هي المسؤول الأول عن الظاهرة، وذلك لأن النفط كان المحرك الرئيسي للنشاط الصناعي والتقدم الذي شهده العالم خلال العقود الماضية. وما رفع (الطلب) على النفط هو نهم الدول الصناعية إلى الطاقة لتحريك العجلة الاقتصادية، فكان من الطبيعي أن توفر الدول المنتجة (العرض) الكافي لتأمين الاحتياجات. وهي أمنت النفط لعقود طويلة وبأسعار رخيصة تقل كثيرا عن قيمته الفعلية.

(وما نشهده اليوم من ارتفاع في سعر برميل النفط ما هو إلا تصحيح طبيعي. ويقول صعب (كتبنا منذ سنوات أن السعر الحقيقي للبرميل، هو أقرب إلى مئتي دولار منها إلى مئة). ويضيف (كنا اقترحنا في بداية التسعينات، في تقرير رفعناه بطلب من جهة عربية نفطية، حين بدأت الدول الأوروبية تتحدث عن (ضريبة الكربون)، أن تطالب الدول المصدرة للنفط بحصة من هذه الضريبة لا تقل عن نصفها، بدل معارضتها بحجة أن لا إثباتات علمية على أن المناخ يتغير).

وتابع صعب بقوله: (المبادرة الشجاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بإنشاء صندوق لأبحاث الطاقة والبيئة والتغير المناخي، هي بداية الاستجابة الجدية لهذا التحدي. لكن هذه المبادرة لا تأتي من فراغ، بل هي استمرار لنهج جديد يعبرعن نظرة متطورة تؤمن بضرورة استثمار دخل النفط في العلم والتكنولوجيا. ألم يطلق الملك عبدالله منذ أسابيع مبادرته لإنشاء (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد