رؤية - أحمد الغفيلي
أبدع الأستاذ خالد البلطان بتصريحه الهادئ والرزين والنموذجي بعد لقاء فريقه بالنصر، فأبو وليد تحدث بواقعية مارس حق النقد المشروع وتقييم أداء حكم المباراة الدولي خليل جلال بأسلوب راقٍ وبحدود لا يفقد حكمنا القدير والمونديالي هيبته ويمس كرامته ويجرده من كونه الأفضل محلياً وخليجياً أو يوهم المتلقي بتعمده الانحياز لطرف والإضرار بالطرف الآخر.
البلطان لم يشاء أن يساير الأجواء المحيطه به لثقته المطلقة بحيادية جلال ومكانته كحكم دولي سبق له أن شرف الصافرة المحلية بمحافل عالمية ونال بعدها ثناء القيادة الرياضية ولإدراكه بأن الانجراف والتهور والتلفظ بعبارات من شأنها أن تزيد الاحتقان الجماهيري وتؤجج المشاعر منهج عفا عليه الزمن ووسيلة لم تعد مجدية في ظل الوعي الجماهيري والقدرة على فهم وتقييم ما تحفل به اللقاءات التنافسية من هفوات تحكيمية غير مقصودة يجب التعامل معها وأخذها بحسن نية في إطار الأخطاء الشائعة والمعتادة محلياً وعالمياً.
الجماهير الرياضية بمختلف ميولها بقدر انزعاجها من تفشي ظاهرة النقد السلبي ووفق توجه يندى له جبين الغيورين على سمعة الحكم السعودي والتجاوزات غير المقبولة وتعدد مصادرها من كل صوب وحدب وتعمد البعض لرمي تبعات الفشل على كاهل حملة الصافرة المحلية دون الأخذ بالاعتبار خطرها على جمالية المنافسة أثلج صدورها الظهور الإعلامي الأخير لخالد البلطان وما تخلله من رؤية منطقية معتدلة كسب بعدها المزيد من التقدير الذي يستحقه بلا أدنى شك لحرصه على بقاء المنافسة محلياً وسيلة للارتقاء والتطور وترسيخ مفاهيم إيجابية تثري التنافس ولا ترمي به بوحل التعصب المقيت مهما كانت المحصلة والنتائج.
فالظهور الإعلامي لأي منتمٍ للوسط الرياضي بكافة وسائله المقروءة والمشاهدة مسؤولية ورسالة لمخاطبة شريحة كبرى من المفترض أن لا يخرج عن إطار ما تقتضيه المصلحة العامة وممارسته بمنأى عن التجريح والإساءة وهو ما جسَّده البلطان كواقع نتمنى الاحتذاء به وإبرازه والتركيز عليه لما له من أثر بتعميق أخلاقيات وسلوكيات نأمل ونتطلع لأن تسود أجواء ما قبل وبعد المناسبات الرياضية بكل درجاتها وفئاتها.
