إن التدخلات الإدارية التي تحدث من بعض أعضاء الأندية لتسهم في تأجيج النزاعات والمشاحنات الرياضية وتقود إلى توتير الجماهير وإفقادهم الثقة في الحكم المحلي خصوصاً إذا كان هذا الحكم حكماً مميزاً ودولياً ويحمل على عاتقه سيرة طويلة من النجاح وحصد الإعجاب في مشاركاته المحلية والدولية ونعني هنا الحكم خليل جلال الذي شرف التحكيم السعودي بقيادته لعدد من النجاحات في معظم المباريات التي يديرها.
ولو افترضنا جدلاً أنه أخطأ أو وقع في أخطاء عدة في مباراة فريقي الشباب والنصر الأخيرة وجانب التوفيق في بعض القرارات إلا أن ذلك كله لا يشفع لبعض إداريي فريق النصر التطاول على هذا المواطن السعودي المخلص الأستاذ خليل جلال واتهامه في ذمته والدعوة إلى شطبه.. والمطالبة باعتزاله التحكيم وممارسة الطيران!
لماذا كل هذا؟
فقط لمجرد أنهم سمعوا وجهة نظر اللاعب التونسي النفطي والذي ادعى على الحكم بأنه قال له: ارجع إلى بلدك.. لكنه -النفطي- حتى لو صدق فيما نقل فكان الأولى بالأمير فيصل بن تركي والأستاذ طلال الرشيد أن (يتبينا) ويتأكدا ويسمعا وجهة نظر الآخر (الحكم).
لكن الانفعال والعاطفة هو الذي يقودنا لتصديق لاعب أجنبي مجهول بالنسبة لنا في حين اتهمنا حكماً مواطناً معروفاً لدينا بنجوميته وأخلاقه.
.. والله إن هذا كثير ولابد من وضع الأمور في نصابها الصحيح والتحقق من ذيول الحادثة وإن ثبت براءة الحكم فلابد من اتخاذ ما يحفظ حق المواطن (خليل جلال) من الاتهام الخطير والقذف الصريح الذي طاله في أعز ما يملك وهي الأمانة وعلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تُفعّل قرارات منع تحديد المخول لهم بدخول الملاعب وأن تتخذ الإجراء اللازم بحق كل من يقذف أو يشتم أو يتهم كائناً من كان في ذمته وأخلاقه ويشهر به فوق أعمدة الصحف وعبر القنوات الفضائية، وما لم يتم الضبط على هذا النحو فإن الأمور قد تنقاد إلى الانفلات الذي يسهم في شحن الجماهير وتحضير الملاعب للشغب وتنفير كل الشرفاء من هذه الأوساط حين يكون ليس لها رادع ولا ضابط وعدم ترك الساحة للانفلات الكلامي الذي يوعز النفوس ويفسد المنافسات الكروية الشريفة.
ليس هذا فحسب حتى رئيس نادي الوطني الأستاذ محمد القاضي الذي للتو صعد للممتاز ومع كل ما قدم من مستويات إلا أنه لا يجب أن يصل إلى حد استكثار فوز الهلال على فريقه الوطني بهدف وهو أي الهلال قد فاز على الوطني في مباراته الأولى بخمسة أهداف نظيفة.. لكن تصاعد مستوى الوطني وحصده للنقاط أصاب مؤيديه بشيء من الغرور على نحو جعل رئيسه يغلط -أيضاً- ويتهم الحكم في ذمته حين صرح قائلاً: إن الأمور كانت تسير على ما يرام حتى جاءت رسالة فيها معانٍ كثيرة للحكم الأستاذ خالد الزهراني.
ما هذا الكلام.. يا قاضي.. هل تعرف ماذا قلت؟ وما معنى ما قلت؟
إنه اتهام صريح وقذف بيّن للحكم الزهراني وطعن في ذمته..
حتى أنت يالوطني؟!!
نعم حتى الوطني ورئيس الوطني ومشجعو الوطني يمكن أن يتطاولوا على ذمم المواطنين المسلمين من الحكام المحليين طالما أن الساحة لا تجد رادعاً ولا ضابطاً.. وطالما أن الرياضة تستقبل مثل هذه الاتهامات التي يجب أن تخلو منها الساحة ويمنع من دخول الملاعب من يثبت أنه تفوه بها فالنار من مستصغر الشرر.
بالمقابل علينا أن نهنئ الأمير فيصل بن عبدالرحمن رئيس نادي النصر على هدوئه وحكمته حين طالب بعدم تضخيم ما حدث.. والتأني في إصدار الآراء لحين التحقق من الأمور، بمعنى أنه لا يجوز المجازفة بإطلاق الأحكام المتهورة كما حدث من الأمير فيصل بن تركي والأستاذين طلال الرشيد ومحمد القاضي.