Al Jazirah NewsPaper Friday  07/12/2007 G Issue 12853
الريـاضيـة
الجمعة 27 ذو القعدة 1428   العدد  12853
قراءة في كتاب (الاستثمار في الرياضة)
الخصخصة ستنقل الرياضة السعودية إلى العالمية

اسم الكتاب: الاستثمار في الرياضة: خصخصة الأندية الرياضية السعودية دراسة استطلاعية ميدانية مقارنة بين الأندية السعودية والمصرية والإنجليزية.

المؤلف: الدكتور صالح بن عبدالله المالك.

تاريخ الطباعة: الطبعة الأولى 1425هـ - 2004م.

وقبل البدء في استعراض ما ورد في الكتاب أشير إلى أن هذا الموضوع قد تناوله عدد من الكتاب الرياضيين في مقالاتهم، ولكن يتميز هذا المقال بأنه عرض لدراسة رياضية بنيت على أسس علمية، ومن ثم فإن نتائجها تقترب من المصداقية.. لذا فإنه من الواجب عليّ أن أشكر المؤلف على هذا الجهد المتميز، وهذا العرض جزء من الشكر العملي والإشادة الإعلامية بجهده.

وقد لا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا إن المملكة اليوم تعاني ندرة في الدراسات العلمية التي تناولت موضوع الرياضة والخصخصة، هذا الموضوع الذي حظي باهتمام كبير في الآونة الأخيرة، لذا فقد هدفت الدراسة إلى التعرف على الأوضاع الراهنة للرياضة في المملكة العربية السعودية واتجاهاتها نحو الخصخصة، والتعرف على التجارب الدولية الرائدة في مجال الاستثمار الرياضي وخصخصة الأندية الرياضية.

الأندية السعودية

خلص الباحث من خلال زيارته الميدانية للأندية السعودية إلى العديد من النتائج، من أبرزها ما يلي:

- إن الأندية الرياضية في المملكة العربية السعودية لديها مقومات عديدة للاستثمار والتمويل الذاتي.

- تعاني الأندية الرياضية في المملكة من نقص الإيرادات المالية الذاتية، كما أنها تحتاج إلى مصادر متنوعة للتمويل واستثمار ما لدى الأندية من مقومات كفتح المحلات التجارية وتأجيرها، وزيادة الوجود الجماهيري في المباريات من خلال تدابير متنوعة.

- تعاني الأندية الرياضية السعودية بعامة من عدم كفاية الإعانات التي تصرف لها من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

- إن ديون الأندية الرياضية قد تقف حجر عثرة في سبيل الخصخصة، لذا يجب مواجهة هذا التحدي قبل الخصخصة.

- إن الخصخصة ستقضي على شكوى لاعبي الأندية المحترفين من تأخر تسليمهم لمستحقاتهم.

- إن الخصخصة لن تؤدي إلى سحب الإشراف والرقابة من الرئاسة بل ستظل لها مسؤوليات كبيرة تقوم بها.

الأندية المصرية

توصلت الدراسة إلى أن من أهم مجالات الخصخصة والاستثمار في الأندية الرياضية المصرية ما يلي:

- إصدار صحف ومجلات أسبوعية باسم الأندية الرياضية.

- إقامة المطاعم الحديثة والبوفيهات داخل الأندية التي تقدم وجبات مختلفة وبأسعار مناسبة.

- الاستفادة من أسوار الأندية في الدعايات والإعلانات المضاءة والمتحركة لبعض الشركات لترويج منتجاتها، وإقامة محلات تجارية وأنشطة تجارية أخرى متنوعة حول السور.

- إنشاء مدارس التربية الرياضية للموهوبين والهاوين وذات التكلفة والرسوم المناسبة.

- تسويق شعارات الأندية واستثمارها على المنتجات الرياضية للنادي.

- رسوم الاشتراك التي تبلغ قيما مرتفعة، وهي مصدر رئيسي في التمويل الذاتي.

الأندية البريطانية

من أهم الرؤى التي توصلت إليها الدراسة حول الأندية الرياضية في بريطانيا ما يلي:

- تنوع النشاطات الرياضية والأندية والخدمات والمنتجات الصناعية المتعلقة بالرياضة.

- إن الرياضة وسيلة للربط الاجتماعي، لما تقوم به الأندية من تهيئة الفرص لشرائح المجتمع المختلفة للانتماء إليها والمشاركة في أحداثها.

- إن الرياضة تسهم في الاقتصاد البريطاني، وتعد أحد القطاعات سريعة النمو في هذا الاقتصاد.

- نشر أندية الحارات وتشجيعها ودعمها مالياً وإشرافياً من اتحاد الفرق الممتازة، إضافة إلى إسهامات الحكومة في هذه الأندية.

نتائج الدراسة

توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج، يمكن إجمالها في الآتي:

1- إن الأندية الرياضية في الدول المتقدمة جزء من النسيج الاجتماعي، يمارس فيه المشتركون كثيراً من هواياتهم في الرياضة والأنشطة الاجتماعية والثقافية، لذا فهي تضم مئات الألوف من المشتركين الذين يعج بهم النادي ليلاً ونهاراً.

2- حققت كثير من الدول مكاسب كبيرة للرياضة عموماً والأندية الرياضية خصوصاً عبر اعتماد برامج رعاية القطاع الخاص.

3- أسفرت نتائج الدراسة عن أهم المعطيات التي يمكن أن تحققها خصخصة الأندية الرياضية السعودية، ومنها:

- تخفيف العبء المالي عن كاهل ميزانية الدولة وميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

- زيادة توظيف العمال والموارد الإنتاجية المتاحة.

- إعادة توجيه الموارد المالية للرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى الأندية الرياضية الأقل حجماً، بما يخدم توسع رقعة الرياضة السعودية ووصولها إلى المناطق المختلفة وبصورة جيدة.

- توجيه الاهتمام لمختلف الألعاب الرياضية، وعدم التركيز على لعبة واحدة فقط.

توصيات الدراسة

1- يجب أن نحمي قطاع الرياضة والشباب من الانحراف عن نطاق الخدمة العامة، وأغراض النادي في خدمة المجتمع، إذ إن الرياضة مرتبطة بتنمية المجتمع تربوياً.

2- يجب السعي إلى تهيئة الأندية الرياضية للتخلص من ديونها أولاً ثم التحول إلى مؤسسات استثمارية.

3- إعادة هيكلة الأندية الرياضية.

4- هناك ضرورة إحداث نقلة نوعية في الأندية الرياضية بحيث لا يكتفي لها بالدور الترفيهي فقطن بل لابد من استكمال.

5- تطوير مستوى الخدمات والأنشطة الرياضية التي تقدمها الأندية الرياضية للأعضاء أو غير الأعضاء بحيث تنافس الخدمات التي تقدمها الجهات الأخرى مثل الأندية الخاصة.

6- تحويل رعاية الأندية من مجالس الإدارات ورجال الأعمال إلى الشركات الكبيرة والبنوك.

أخيراً: أتمنى أن يكون عرض هذا الكتاب الرياضي الاستثماري داعياً للرياضيين في المملكة إلى قراءته ثم ترجمة بعض ما فيه إلى حقائق واقعية نلمس آثارها في أنديتنا الرياضية وفي رياضتنا السعودية، مع ضرورة الاستفادة من جميع الخبرات في شتى المجالات لتحقيق هذا الهدف الكبير (استثمار وخصخصة الأندية الرياضية السعودية).

حمد عبدالله القميزي- نائب رئيس مجلس إدارة نادي الشرق الرياضي


gomaiziy@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد