«الجزيرة» - نواف الفقير
تشهد الأيام القليلة القادمة موجة ارتفاع في الأسعار تسخن من البرودة التي تغطي أجواء الخليج هذه الأيام.. و هذه الموجة تحمل في طياتها أسعار حملات الحج لهذا العام والتي تزامنت مع تهيؤ المسلمين لإختيار حملات بأسعار تناسب دخلهم مع ملاحظة أن البعض منهم قد حجز حملة للحج قبل فترة لا تقل عن سبعة أشهر..
ارتفاع الأسعار مرتكز في المنطقة الوسطى ويزداد ارتفاعه كلما اتجهت نحو الشرق أما في المنطقة الشمالية فتتفاوت أسعار الحملات وعلى النقيض في المنطقة الغربية تكون الأسعار مرتفعة نسبياً كما هو الحال في المنطقة الجنوبية..
«الجزيرة» استطلعت آراء المواطنين حول أسعار حملات الحج بعد أن وصل معدل تكلفة الحاج الواحد بين الخمسة آلاف إلى 10 آلاف ريال وإذا كانت عائلة واحدة من ثلاث أفراد تكون التكلفة لا تقل عن 15 ألف ريال. المواطن فيصل عبدالرحمن أشار أن الحملة تقدم خدمات سواء المسكن أو المواصلات أو الغذاء ولكن أسعار هذه الحملات اتخذت منحنى ارتفاعات قياسية غير مبررة وفي الوقت نفسه دون رقابة تحكم وتضبط هذه الأسعار..
أما فيصل السامي فقال إن أسعار حملات الحج وصلت إلى أرقام خرافية مما ألزمني قبول أحد هذه الحملات وبسعر مرتفع أثر عليَّ مادياً..
كذلك وجه عبدالله الفايز النداء إلى أصحاب حملات الحج بضرورة مخافة الله.. ذاكراً في الوقت نفسه أن عليهم الالتزام بالعقد الذي يبرم بين الحاج والحملة مؤكداً أن هناك بعض الحملات تقدم مزايا خدمية للحاج في المشاعر المقدسة من خلال عروضها في موسم الحج ولكن نتفاجأ بعد ذلك أن هذه المزايا غير موجودة..
وانتقد سعود الدوسري عدم وجود ضابط لهذه الحملات وقال: إن أسعار الحملات بدأت تأخذ ارتفاعات في أسعارها مبالغاً فيها على الرغم من أن الخدمات التي تقدم هي نفس الخدمات التي كانت تقدم منذ سنوات ولا نعلم ما الدافع لهذه الارتفاعات..
وأوضح ل(الجزيرة) محمد الزكري صاحب إحدى حملات الحج أن هناك منافسة شديدة بين هذه الحملات لتقديم الخدمات المميزة ناهيك عن الدقة في المواعيد..
وحول ما يوجه لأصحاب حملات الحج حول ارتفاع الأسعار وكذلك عدم التزام الحملات ببنود العقد المبرم معهم، أشار الزكري إلى أن ارتفاع الأسعار سببه ارتفاع التكلفة على الحملة والمتضمنة أسعار التذاكر أو الطائرة الخاصة وأيضاً الفنادق والمواصلات والطعام..
وبخصوص اختلاف ما يجده الحاج في المشاعر من خدمات يختلف عن ما تم التوقيع عليه مع الحملة، قال إن السبب يرجع للحاج نفسه الذي يفترض أن يتعامل مع حملات موثوقة ولها باع طويل في السوق وكذلك أخذ الضمانات التي تكفل له تقديم نفس الخدمات التي تعرض أمامه وتكفل استعادته للمبلغ إذا حصل إخلال بالعقد من جهة الحملة..
وعلق المواطن محمد الفليح أن حجة أصحاب الحملات بارتفاع أسعارهم هو ارتفاع التكاليف عليهم وكذلك بسبب الخدمات التي يقدمونها.. ويضيف: نحن نأتي للحج للعبادة وليس للترفيه وأستغرب هذه الأسعار التي أصبحت تشكل عائقاً كبيراً على المواطن لأداء فريضة الحج.
وناشد الفليح بإيجاد هيئة تنظيمية مستقلة أو لجنة تضم عدداً من الجهات الحكومية لإيجاد أنظمة موحدة وإلزامية على الحملات تضمن تحقيق التوازن في الأسعار بالشكل الذي يكون ميسراً أمام المواطن..