رؤية - أحمد الغفيلي
أحسنت صنعاً لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم وهي تتعامل بديناميكية وسرعة وحزم ووضوح مع محاولة وضعها بموقف حرج واستثارة الشارع الرياضي وخداعه وإيهامه بأنها تتعامل بمكيالين وتقف بوجه ناد لمصلحة آخر.
فالانتظار لحين توصل الهوساوي مع ناديه لطريق مسدود ومن ثم وبعد أن أصبح انتقاله مرتبطاً بما تقرره لجنة الاحتراف المسارعة للتوقيع خلسة وبعيداً عن أروقة اللجنة محاولة مكشوفة إنما أريد بها تأليب الرأي العام وخلق مشكلة وبلبلة وانتزاع الثقة المطلقة بحيادية لجنة الاحتراف فالهوساوي ليس أول لاعب يتم عرضه على لائحة الانتقال وسبق آخرون وكان تعامل الأندية مثالياً ونموذجياً ينم عن فهم مسؤوليها ما تقره اللوائح والبنود.
والهوساوي شأنه شأن غيره رفض عرض ناديه ولم يقتنع الوحداويون بما حملته العروض المقدمة فكان الخيار الرفع للجنة الاحتراف عبر خطاب رسمي برغبة مشتركة بوضعه على قائمة الانتقال، وتم الرد عليه وقبوله من لجنة الاحتراف والتعميم على الأندية الراغبة بكسب وقيد اللاعب بمخاطبة اللجنة رسمياً بخطاب سري متضمن ضمانا بنكيا بما يعادل 30% من قيمة العرض الاجمالية خلال فترة تم تحديدها بعد نفاذها يتم آلياً وبحضور اللاعب ووكيل أعماله ومندوبي الأندية المتنافسة، ومن بينها ناديه فتح المظاريف وتحديد وجهة اللاعب بناء على ما احتوته المظاريف من قيمة مادية تحدد نصيب اللاعب وناديه ووكيل أعماله.
سير المفاوضات المخجلة والغريبة بكل تفاصيلها بداية بما حدث بمنزل الرئيس المستقيل منصور البلوي مروراً بتوقيع الهوساوي بمكتب رعاية الشباب بجدة ونهاية برفض اعتماد لجنة الاحتراف مساء نفس اليوم التصديق على الاتفاقية وإصدار بيان بإعادة الهوساوي لناديه وتغريم الناديين ولفت نظر مسؤولي مكتب رعاية الشباب بجدة لدورهم بتسهيل عملية التوقيع تصرف لا مسؤول، ولا يمكن قبوله بذريعة الجهل بأهم بنود ولوائح الاحتراف المعروفة والمعلن عنها والمعمول بها والمتفق عليها.
ولو افترضنا جدلا بأن أيا من أطراف الاتفاقية الثلاثة الوحدة ممثلا بمسؤول الاحتراف والمشرف على الفريق عبدالله خوقير والاتحاد برئيسه المكلف جمال أبو عمارة وبدعم البلوي واللاعب ووكيل أعماله تركي المقيرن فات على أحدهم عدم قانونية الانتقال كنتاج جهل وعدم إلمام باللوائح فهل من المعقول أن تكون الأطراف الثلاثة مجتمعة وهي من دأبت على إبرام الصفقات وإتمامها بنجاح ولم يسبق للجنة الاحتراف الاعتراض على أي من عقودها السابقة تعاني من قصور بالفهم والاستيعاب وتعتمد على اجتهادات فردية ولا تملك القدرة على مواكبة التطورات والمستجدات ومتابعة ما تم تداوله رسمياً وإعلامياً لفترة تجاوزت الأربعة أشهر كانت خلاله مفاوضات الهوساوي على وجه التحديد وناديه الشغل الشاغل والحدث الأكثر حضورا بالتغطية الإعلامية واهتمام الجماهير.
مؤسف أن يصل الحال بالبعض لحد يخيل لهم القدرة على استثمار حلم وحكمة القيادة الرياضية بصورة سلبية لاستثارة الشارع الرياضي والسعي لجعله مجالا للتنافر والضدية، وأن يتعامل مع مثل حالة الهوساوي كوسيلة مجردة من رغبة صادقة واحتياج فعلي لخدمات الهوساوي ولهدف لا يخرج عن نطاق تأليب بعض من يوافقه التوجه واستثارتهم تجاه لجنة الاحتراف بصفة خاصة والاتحاد السعودي لكرة القدم بوجه عام، وتعمد رفع قيمة الانتقال المحتملة لأطراف أفصحت عن رغبتها وسلكت الطرق الرسمية وفاوضت اللاعب وناديه قبل وضعه على قائمة الانتقال ومحاولة خلق وإيجاد حدث وموقف لصرف أنظار الجماهير الرياضية عن قضية كالون الشهيرة التي كان نتاجها ومردودها الهروب والتنصل من تحمل المسؤولية بدلا من الشجاعة والاعتراف بالخطأ الجسيم والتعدي الصارخ على حقوق منافس يتعاطى مع المنافسة بمثالية ونموذجية.