«الجزيرة» - فيصل الحميد - الوكالات

أبقت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على إنتاجها من النفط دون تغيير أمس الأربعاء عقب اجتماعها الاستثنائي في أبوظبي عند مستوى 27.25 مليون برميل يوميا دون إنتاج العراق.

وتفاعلت أسواق النفط مباشرة مع القرار إذ قفزت أسعار برنت والخام الأمريكي الخفيف أكثر من دولارين للبرميل فور تأكيد وزير الدولة النيجيري لشؤون النفط أودين أجوموجوبيا أن منظمة أوبك التي تنتج 40 في المائة من إجمالي إمدادات النفط اتفقت على ترك الإنتاج دون تغيير.

وتجاهل وزراء النفط بقرارهم مطالب الدول المستهلكة للنفط وعلى رأسها الولايات المتحدة ووكالة الطاقة الدولية التي طالبت أوبك على لسان مديرها التنفيذي نوبيو تاناكا بمد السوق بمزيد من النفط وان الزيادة في الإنتاج أمر ضروري.

وكانوا قد اتفقوا قبل الاجتماع الذي لم يستغرق أكثر من الساعة من أن إمدادات السوق كافية ولا مبرر لضخ كميات إضافية خاصة مع الهدوء النسبي للأسعار الذي يتداول بنحو 10 بالمائة أقل من أعلى سعر للبرميل في 21 نوفمبر.

وأكد عدد من وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أن التوصية بالإبقاء على مستوى الإنتاج الحالي للمنظمة خطوة في محلها.

وقال علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية بأن سوق النفط لا يعاني في الوقت الحالي من نقص الكميات المعروضة. وأضاف: (السوق ليس بحاجة لزيادة الإنتاج).

ووافقه عبدالله العطية وزير الطاقة والصناعة القطري بأن التوصية بالإبقاء على مستوى الإنتاج الحالي خطوة جيدة.

مضيفا بان أوبك تتفاعل مع السوق وقال: (يجب أن نربط أي إمدادات إضافية للسوق بالطلب الحقيقي على النفط وليس بالمضاربات).

وجدد العطية التأكيد على أن سوق الطاقة العالمية متوازنة جدا ولا تستدعى ضخ المزيد من الإمدادات.

ومما يدعم موقف الدول المصدرة باتخاذ القرار هو التوقعات بانخفاض الطلب على النفط خلال النصف الأول من العام القادم خاصة بعد الركود الاقتصادي المحتمل في الولايات المتحدة بتأثير من أزمة الرهن العقاري، إضافة إلى تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي توقع انخفاض الطلب في تلك الفترة.

من جهته أكد وزير النفط الليبي شكري غانم أن توصية لجنة المراقبة بالإبقاء على مستوى الإنتاج الحالي دون تغير (توصية في محلها)، وقال: (السوق لا تحتاج إلى قطرة إضافية من النفط).

وفي الكلمة الافتتاحية لاجتماع أوبك قال محمد الهاملي رئيس المنظمة: إن مخزونات النفط كافية، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار النفط ليست بسبب نقص الإمدادات ولكن المخاوف من نقصه مستقبلا أدت إلى ازدياد المضاربة في السوق مما أدى بدوره إلى انفصال الأسعار عن أساسيات السوق.

وأكد الوزير العراقي حسين الشهرستاني أن أحد أسباب ارتفاع أسعار النفط هو التراجع في سعر صرف الدولار الأمريكي.

وفي مؤتمر صحفي أعقب الاجتماع قال الأمين العام لأوبك عبدالله البدري إن مخزونات النفط العالمية كافية ولا مبرر لوصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، لافتا إلى أن أوبك ليس لديها سعر مستهدف للنفط.

وعن قرار المنظمة أمس قال البدري: (قرار المنظمة يستهدف إشاعة الاستقرار في سوق النفط).

وأكدت أوبك في بيانها الختامي أنها ستجتمع في الأول من فبراير شباط المقبل ثم في الخامس من مارس آذار. وستعقد المنظمة الاجتماعين في فيينا.

كما أكد البيان أن إنتاج المنظمة سيظل دون تغيير لكن مع إضافة مستوى إنتاج مستهدف بواقع 1.9 مليون برميل يوميا و520 ألف برميل يوميا للعضوين الجديدين انجولا والإكوادور اعتبارا من الأول من يناير كانون الثاني.