Al Jazirah NewsPaper Sunday  02/12/2007 G Issue 12848
الريـاضيـة
الأحد 22 ذو القعدة 1428   العدد  12848
(الفوزان) يكتب عن إنجاز ياسر من منظور اقتصادي
بين ياسر الآسر وكالون الخاسر والاستثمار الأمثل

مثير فوز ياسر الآسر، فاز بأفضل لاعب آسيوي على مستوى القارة الآسيوية، دفع الهلال مقابل ذلك 20 مليون ريال، أم 25 مليون ريال لا فرق ابن وطني يستحق، 25 مليون ريال استثمرت في لاعب فرض نفسه أمام الخصوم قبل المحبين، الهلاليون لهم الحق بالافتخار بلاعب حفر اسمه على مستوى القارة مع ناد عملاق كبير، أصبح اسمه الآن يشكل علامة تجارية (BRAND) أو اسم ماركة تجارية، تقدير قيمة ماركة كوكاكولا ما يقارب 88 مليار دولار، وماركة مايكروسوفت ما يقارب 56 مليار دولار، هي أسماء تأتي تحتها سلعة وخدمة ناجحة، الهلاليون يستثمرون بطريقة صحيحة حتى حين، كان ياسر الآسر يمثل استثماراً وحقق الآن قيمة تفوق ما دفع الهلاليون، وهو ابن وطن، ويزداد قيمة مع الوقت، أصبح كالمعدن والذهب، أصبح ككل سهم يحقق نمواً سنوياً وبمكرر متدنٍ جداً، يعود عليك بالعائد خلال سنة، أثق بأن ياسر الآسر مكرر الربحية لديه هو صفر، أي استثماره يحقق العائد على المدفوع به خلال يوم واحد وليس سنة، لأن تستثمر باسم ماركة اسمها (ياسر الآسر) الآن أينما ذهب ستشير إليه الصحافة والتلفزيون والإعلام هذا ابن السعودية ابن نادٍ قيادي في الكرة السعودية، نادٍ كبير وزعيم لونه أزرق، ولاعب آسر أفضل لاعب في أكبر قارة، الهلاليون للحق لم يدفعوا أي تكلفة للاعب الآسر، لأنهم استرجعوا كل قيمته كل بمكرر ربحي صفر، الآن لو قدر للهلاليين أن يعرضوا عقد الآسر كم سيحقق؟

بعد أن حقق ما حقق مع الأزرق، كم مليوناً.. عشرة، عشرين، ثلاثين، يظل استثماراً مكرره صفر، المواهب لا تجدها بسهولة، يذكرني بالتنقيب عن الغاز في أرضي المملكة أصبح صعباً، كصعوبة الغاز اللقيم للشركات الصناعية البتروكيماوية، من الصعوبة أن تجد عقلاً وفناً ومهارة، لأن المهارة موجودة لدينا، لكن عقولهم في أرجلهم، استعرضوا التاريخ كم لاعب انتهى ومسح تماماً، لم يستثمر المهارة بعقل ونضج، ويكررها أستاذنا تركي الناصر السديري (العقل السليم بالجسم السليم) في كل مقالة وكل مناسبة لكن لا حياة لمن تنادي، نحتاج إلى عقول بوعي وثقافة ونضج وتمكن، الآسر يملكها يعرف من أين تؤكل الفرصة، تعلم من ذئب يدور حوله، تعلم من الخبرات السابقة للهلاليين، تعلم من أخطاء من سبقه، أقصر طريق للمرمى خط مستقيم، مثل (الترند) الصاعد في التحليل الفني للأسهم إذا ما كسر تأخر الصعود والترند الصاعد، الآسر ياسر أو ياسر الآسر هو ترند صاعد لم يصحح نهائياً حتى الآن ولم ينخفض لمرة واحدة، كسر قاعدة (فيبوناتشي وداور وجون ميرفي) وكل فطاحل التحليل الفني، هي ظاهرة أن يعيش لاعب لدينا ويحقق كل هذا النجاح في ظل احتراف غير مكتمل ووسط رياضي غير مشجع، ومستويات ثقافية في الملاعب متدنية، لا أعمم لكن لا نتعلم، الآسر ياسر، يقدم دروساً لجيل جديد لدينا، لا أعرف سر (أسره) للأطفال والكبار رجال أعمال ودكاترة، حتى طفلي الصغير أول حروف تعلمها في الرياضة (ياثر) لا ينطقها حتى يتمكن لكنه يقول (ياثر) وأقول له اسمه (ياسر) يصر (ياثر) فكرت ووجدته أبعد نظر وأشد بعداً في النظر، لأنه يقول (ياثر) من سن الخامسة، ونحن في سنه لم نعرف من نقول كقدوة حسنة، الآسر وجدته برعاية الأيتام وزيارته لهم، وزيارة المرضى بالمستشفيات، دور إنساني واجتماعي كبير يقوم به، لكن وجدت غيره إما في سفر خارجي لا يعرف متى يعود أو أمام المحاكم لسوء أخلاق لديه، أو صحافة تسن أقلامها لشجبه وهضم حقوقه وحقوق الآخرين.

** كالون، اعتقد أن الهلاليين لهم من يدعو منتصف الليل وآخره، وإلا من يقنعني بدفع 20 مليوناً للاعب تاريخه لا يشجع، ولاعب لا يملك أي شيء، يا هلاليون، يا سمو الأمير محمد بن فيصل حفظك الله، الملايين لا يعني أن تأتي يجب أن تصرف، ولا يعني أن تضعها في صفقة خاسرة، هل استشرت؟ هل سألت؟ هل قارنت؟ هل فتحت تاريخ اللاعب؟ هل تعرف أن مبلغ 20 مليون ريال يستهلك نصف ميزانية موبايلي الموقعة في سنة؟ هل ترضي الجمهور بلاعب لا يملك من حطام الملاعب أي شيء، فكر في وطني لم تتجاوز سنه العشرين وتستطيع أن تستقطب عشرة بواحد، وليس (واحد وخاسر)، ارجع لتاريخ الهلال من وقع معه، من دعيع أخوان، وبعض اللاعبين بدون حصر لهم، يا سمو الأمير ملايين الهلال يجب ألا تقررها أنت، يجب أن تشكل إدارة وأكرر إدارة محترفة، لماذا الإدارة لدينا في النادي تستقدم من يحمل الملابس وشنط اللاعب وتختار مدربين من كل الألعاب وتستقدم الأطباء، هل هي إدارة كل شيء، هل لديكم القدرة العلمية والخبرة لكل ذلك، الآن تحصلون على المال، ولكن من أول (ركزه) كالون؟ أي فكر إداري يمكن أن يبرر هذه الأخطاء، لماذا لا نوجد الاحتراف في القرار، لماذا لا تسود العقلانية والدراسة والبحث والتقصي الحقيقي لديكم، هل يوجد لديكم باحثون عن لاعبين في إفريقيا أو أوروبا أو آسيا؟ نفس الأخطاء تكرر.. المدرب هو من يرشح والمدرب يقرر من يجلب ولا يجلب.. إذاً ما دوركم؟ ملايين الهلال ليست ملكاً لأحد، هي ملك لكيان كبير يجب أن يستثمر، وتوفيق الله سبحانه أنجى الهلال من صفقة لا تستحق في العرف المالي أو الفني أي شيء حقيقة، لأن مبدأ الجدية والثقة والالتزام مفقود، فبأي مبرر يجلب مثل هذه النوعية من اللاعبين، إذا انتفت الجدية والثقة والالتزام لا يعني أي شيء للاعب مهما كانت مهارته، فماذا فعلت مهارة لاعبين اندثروا في تاريخ الهلال وغيره لسبب أهوائهم وجديتهم المنزوعة والتزامهم المعدوم، ماذا يجدي إذا انتفت كل هذه الأسس في أي لاعب وقبلها الأخلاق والمبادئ الأساسية، يا سمو الأمير أكررها لك: الهلال يحتاج إلى تروٍ وإدارة محترفة ومتخصصة، ودور مؤسساتي يعرف أين يضع كل ريال، ويعرف العائد منه.

يا سمو الأمير كان الهلال سيدفع أكثر من 20 مليوناً (للمدعو كالون) وياسر دفع له 20 مليوناً، هل تجد مقارنة بين الاثنين؟ إذاً لو عرض عليك ياسر كم ستدفع؟ إضافة لأنه (آسر) أخلاق، ثقافة (ثاني لاعب أجده يتحدث لغة إنجليزية بعد سامي الجابر) منضبط، ملتزم، هذا اللاعب حافظ عليه لأنه (ماركة) أين ما وضعتها ستنجح بضاعتك، الهلاليون يفتخرون بهذا النموذج وغيره موجود بالهلال، من الغبن الشديد للاعب الهلالي أن يدفع في نوعية (كالون) 20 مليوناً، هل تعرف ما الأثر السلبي في كل لاعب هلالي، وهو ينتظر راتبه أو يجدد عقده لا يتجاوز المليون، يا سمو الأمير أنت تقود نادياً ليس ملكاً لأحد، هو لجمهور حاد لا يرضى بغير القمة والتميز وهذا قدرك ولن يرحمك أحد من النقد مع الفشل ومع الانتصار سيقولون لا جديد إلا أن تخترق إنجازاً لم يحقق من قبل، أعرف أن سموك أخلص للهلال بدرجة الاحتراق وصرف عليه ما يزيد على 100 مليون، حقك لا ينقصه أحد ونقف له احتراماً وهنا أمثل نفسي فقط، لكن هذا الهلال قدره في القمة دائماً، وجمهوره لن يرحم، وكالون لا يستحق احتياط الهلال فما بالك بدفع 20 مليون ريال!!

استثمر في لاعبي الهلال واجعل منهم ماركة مميزة كما يحدث مع الآسر ياسر، وشدد وشدد عليهم، كن في الحق عادلاً ومنصفاً، لا يغلبك الحماس والاندفاع، وثق بأن الهلال معك سيحقق ما لم يحقق، لكن بشروط، التخصص والاحتراف في العمل لكل من يعمل إلى جانبك.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد