الظهران - حسين بالحارث
بحث عبد الله صالح جمعة رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين في مؤتمر وندوة بترولية شارك فيها أمس الأول مع مجموعة من أقطاب صناعة البترول الهندية والعالمية أمام (مؤتمر النفط والغاز العالمي)، وكانت بعنوان (تعقيدات المشهد المعاصر للطاقة) التي تواجه القوى الاقتصادية الناهضة مثل الهند والصين.
وقال إن النظرة الشمولية لمستقبل الطاقة هي النظرة الأمثل والأسلوب الصحيح الوحيد، وأشار إلى أن حصة استهلاك الفرد من الزيت في الهند تقل عن برميل واحد سنوياً، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ نحو خمسة براميل، والمتوسط في الولايات المتحدة الذي يبلغ 25 برميلاً.
وقال جمعة: (إن التفاعلات المعقدة بين عوامل عدة هي التي تحدد اليوم اتجاهات أسواق الزيت. ومن ذلك أساسيات العرض والطلب، وحالة الاقتصاد العالمي، إلى جانب الضغوط التي يتعرض لها قطاع التكرير العالمي، وتزايد حجم المضاربة بالأموال التي عرفت طريقها إلى أسواق الطاقة، والتطورات الجيوسياسية، والتغيرات في تشريعات الطاقة والأنظمة الضريبية والجمركية).
وأضاف إنه في سوق النفط العالمية فإن مشاعر المتعاملين في السوق وتصوراتهم هي كل شيء، بصرف النظر عن الحقائق على أرض الواقع، بمعنى أن النقص الفعلي في كميات الزيت ليس هو المحرك دائماً للأسواق، بل الخوف والقلق من حدوث انقطاع في الطاقة كثيراً ما تسبب في قفزات كبيرة في الأسعار.
وأعرب جمعة عن اعتقاده الراسخ بأن الأسواق ينبغي أن تكون هي الموجه لأسعار الطاقة وليس العكس، كما أعرب عن ثقته بأنه إذا ما سمح للأسواق بتوجيه أسعار الطاقة وابتعاد العوامل السياسية غير البناءة إلى أدنى درجة، وإذا ما عمل الشركاء معاً بما يخدم صحة السوق، يمكن للموارد البترولية العالمية أن تفي باحتياجات المستهلكين والمنتجين على حد سواء. وأضاف جمعة: (علينا أن ندرك أن التجارة في الزيت والغاز يمكن أن تكون في واقع الأمر بمثابة عامل موحد يعزز الأمن عن طريق إيجاد درجة أكبر من الاعتماد المتبادل بين المنتجين والمستهلكين).
وأشار إلى أن هناك حاجة إلى مجموعة كبيرة من مصادر الطاقة، بما في ذلك مصادر الطاقة البديلة، لتلبية الطلب العالمي المتنامي، داعياً إلى الواقعية في تحديد الحاجة إلى إسهام هذه البدائل بشكل فوري، مشيراً إلى أن العديد من الدراسات ترى أن هذه البدائل لن تكون قادرة على مزاحمة الزيت بشكل رئيس في المستقبل المنظور لجملة من الأسباب التقنية والاقتصادية والبيئية.
وأشار جمعة إلى أن ممارسة الإدارة السليمة في مجال المحافظة على البيئة مع توفير الطاقة في الوقت ذاته سيظل أمراً حتمياً بالنسبة للصناعة، داعياً إلى إجراء تحليل شامل للقضايا المطروحة وتبني سياسات واقعية وفعالة ونهج تعاوني بين الشركاء للنهوض بمسؤولياتهم، ليس فقط تجاه البيئة الطبيعية بل وتجاه الأجيال التي سترث هذا الكوكب وتسكنه.
واختتم جمعة كلمته لافتاً إلى الدور المحوري الذي يلعبه البترول في البلدان والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، والأهمية المتزايدة للهند بالنسبة للاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن المطلوب هو وضع استراتيجيات شاملة للطاقة، والالتزام المتواصل بعلاقات تعاونية في مجال الطاقة على المستويين الوطني والتجاري، مع تبني أسلوب عملي وهادف إزاء قضايا البيئة التي تؤثر على جميع البشر.
