عديدة هي المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية التي تعقد والتي تناقش وتهتم بالعديد من النواحي والمواضيع التي تهم الإنسان والمجتمع، والمملكة كدولة نامية تسابق الزمن للحاق بركب الدول المتقدمة تستثمر وتوظف كل القنوات والأدوات لتحقيق أهداف التنمية المستديمة، ومنها عقد المنتديات العلمية والمؤتمرات واللقاءات الهادفة إلى الاستفادة مما وصل إليه العلم في كافة المجالات، ومن أجل هذه الغاية النبيلة تشهد المملكة عقد الكثير من المنتديات والمؤتمرات العلمية، إلا أن مؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني والذي يرعاه سمو ولي العهد نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، يُعد من أهم المؤتمرات العلمية التي تهتم بالإنسان والمجتمع من كافة النواحي، فالمؤتمر لا يهتم بالمواضيع الاستخبارية ولا في شأن الأمن الوطني فحسب، مثلما يتبادر للذهن منذ الوهلة الأولى كون الجهة التي تنظمه رئاسة الاستخبارات العامة إذ إن المطلع على محاور المؤتمر -الذي يبحث تفصيل تقنية المعلومات في تعزيز الأمن الاجتماعي وتعزيز الأمن الاقتصادي والأمن السياسي وخدمة رجال الأمن وأخيراً تطبيق التقنية في مجال الأمن الوطني- يظهر له أن أوراق العمل والبحوث التي ستناقش في جلسات المؤتمر تحيط بكل ما يهم الفرد والمجتمع في هذا العصر الذي تشابكت فيه المصالح والاهتمامات.
وتبرز أهمية المؤتمر العلمية والعملية فيما قدم من أعمال من كبار المتخصصين والباحثين من قارات العالم الخمس حيث وصل للرئاسة العامة للاستخبارات مائة وستون بحثاً علمياً، خصص بجلسات المؤتمر ثمانية وثلاثون بحثاً تلم وتشمل كل الاهتمامات والتطورات والمتغيرات التي يشهدها العالم في القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية ومنظومة مجتمع المعرفة ودورها في تحقيق الحكم الرشيد والأمن الشامل، إضافة إلى الاهتمام بالجوانب الأمنية والمعلوماتية ذات العلاقة بالأنشطة الإعلامية والاقتصادية والاجتماعية، مما يوفر مجالاً علمياً لوضع تخطيط استراتيجي لتحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي والنهضة المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية.
والشيء المؤكد أن هذا المؤتمر الذي يتزامن عقده مع الذكرى الخمسين لإنشاء رئاسة الاستخبارات العامة، هو إضافة علمية وعملية جداً مهمة ستحقق نتائجه -وما سيخرج به من أبحاث وتوصيات- إضافات مهمة تضاف إلى إنجازات رئاسة الاستخبارات العامة التي تدعم مسيرتها الرائدة بهذا العمل العلمي المثمر.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244