خرج منتخبنا الأول من دورة الألعاب العربية بلا ذهب بخلاف ما كانت تقوله الترشيحات، وتواصل غياب منتخبنا الأولمبي عن دورة الألعاب الأولمبية، وخسر منتخبنا للناشئين فرصة بلوغ البطولة الآسيوية لفئته، كل هذا حدث في أقل من شهر فقط من الزمان، وبات السؤال المحير يكبر مثل كرة الثلج... من السبب فيما يحدث ولماذا غابت الكرة السعودية عن سماء الإنجازات وهي التي كانت صاحبة الريادة وحاملة لواء التفوق؟
- الحقيقة هنا أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد كرة القدم لم يقصرا، وقد بذلا الكثير من أجل الكرة السعودية ومواصلة إنجازاتها، والحقيقة أيضاً -ومن وجهة نظر خاصة- أن الأندية تتحمل الوزر الأكبر من أسباب إخفاقات المنتخبات في المرحلة السابقة، فالأندية هي الرافد الأساس للمنتخبات والعنوان الأول لتفوقها، وعندما تجف هذه الروافد أو يقل عطاؤها فمن الطبيعي أن يتأثر المنتخب.
- لقد قدم اتحاد الكرة الكثير من التسهيلات للأندية في السنوات القليلة السابقة، ومن ذلك توسعة باب الاستثمار أمامها ومنحها المزيد من الحرية في ذلك، لكن غالب الأندية للأسف لم تستشعر بعد دورها الوطني كما يجب، وأجزم أن على المسؤولين عن الكرة السعودية الآن وقبل كل شيء أن يبينوا للأندية وبكل وضوح أنها شريكة في أي نجاح يتحقق، وأن عليها أن تساهم بشكل أو بآخر في صناعة هذا النجاح.
- إن قراءة سريعة لواقع فرقنا يكشف الكثير من الأمور التي تحتاج إلى وضع علاج ناجع لها.. فمثلاً.. الأندية أصبحت تبحث عن النجاح السريع وتضع لذلك خططاً قصيرة المدى فلا هي اهتمت بالدرجات السنية كما يجب ولا هي تعاقدت مع مدربين أكفاء لصقل مواهب لاعبي هذه الدرجات، بل إنها لم تعد تعتمد على مخرجات هذه الدرجات لدعم الفريق الأول، واقرؤوا قائمة أي فريق ممتاز ولاحظوا قلة عدد لاعبيه الذين تدرجوا في درجاته الثلاث وتعلموا أصول اللعب فيه.
والأندية للأسف لم تفهم الاحتراف وهدفه الأساس حتى الآن لذا فقد أصبحت محطة تجارب لأنصاف وأرباع اللاعبين المحترفين، وباتت كل فترة تسجيل تشهد عدداً كبيراً من القادمين الجدد والراحلين غير المأسوف عليهم، والخسائر بالملايين دائماً، وهذا ما ألقى بظلاله في النهاية على اللاعب السعودي وجعله يقف عند نقطة معينة يعجز أن يتجاوزها إلا فيما ندر واللاعبون يعدون على الأصابع.
والأندية السعودية لم تنفك عن عادتها القديمة باستقدام وترحيل المدربين، وهزيمة واحدة كفيلة بإلغاء عقد المدرب أياً كان تاريخه ونجاحاته السابقة، والمسألة لا تتجاوز كونه كبش فداء أمام الجماهير التي تصفق مع كل قرار لإدارة ناديها التي تؤكد أنها تبحث عن الأفضل (ونعيب زماننا والعيب فينا...) وهنا لا شك أن كثرة التغيير في المدربين تؤثر على اللاعب ومن وجهة نظري أنها واحد من أهم أسباب تأرجح عطاء لاعبينا من وقت لآخر كونهم يمضون كل فترة بسيطة تحت إشراف مدرسة مختلفة عن الأخرى.
إن على الأندية أن تسعى لتطوير آليات العمل فيها بما يساهم في تطوير الرياضة السعودية، وليس في كرة القدم فقط بل في كل الألعاب التي لم تقدم هي الأخرى المرجو منها في دورة الألعاب العربية التي انفض سامرها الأحد الماضي في القاهرة، وأن تضع الخطط المناسبة لذلك، خططاً طويلة المدى بغض النظر عن الأسماء التي تدير النادي.
إذا تطورت الألعاب في الأندية وقدمت المواهب الكافية والمصقولة فعلا ستكون مهمة الاتحادات الرياضية سهلة، صناعة النجوم مهمة الأندية وليس الاتحادات، فهل تعي الأندية ذلك.
الهلاليون لن ينسوا الهويدي
محاولة البعض وضع خطوط مقارنة بين تسجيل الهلال للاعبين الكويتيين بشار عبدالله وجاسم الهويدي موسمي (1419 و1420هـ) وقضية كالون الأخيرة التي انتهت بابتعاد رئيس الاتحاد المكلف منصور البلوي ما هي إلا محاولات خلط غريبة للأمور وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، هي أيضاً محاولات يائسة لإلباس الهلال ثوب التهمة وتأكيد أنه صاحب الأولوية في مثل هذه التصرفات المرفوضة في الوسط الرياضي.
الأحداث الأخيرة كانت واضحة جلية وقد انتهت بعد صدور القرارات الرسمية بشأنها ولا أجد ما يدعو للعودة إليها، وهي تختلف تماماً عن قصة تسجيل الهلال للاعبين الهويدي وبشار قبل عقد من الزمان، ففي تلك الأيام كان الهلال يفاوض والنصر أيضاً يفاوض وهذا حق مشروع لهما تكفله الأنظمة واللوائح إلا إذا كان البعض يريد أن يسحب الهلال من المفاوضات لأن غيره يفاوض، وما حدث أن الهلال دفع المبلغ الذي كان يريده نادي السالمية الكويتي ففاز باللاعبين كما فاز بالدعيع وياسر القحطاني، وكما فاز الشباب بالشمراني وخوجة مثلاً والاتحاد بالكريري والحكمي والودعاني... إلخ رغم أن هناك أندية كانت تفاوض اللاعبين لكن من قدم العرض المناسب فاز بمطلوبه.
وبالمناسبة فإن النصر مثلا قد دخل في خط المفاوض الهلالي في مناسبات سابقة ولم يتبرم الهلاليون أو يعودوا للملفات القديمة والحديث عنها، وآخر ما دخل به النصر في خط المفاوض الهلالي كان في صفقة لاعب القادسية الطريدي بداية هذا الموسم والتي انتهت بتراجع الهلال، كما أن الهلال أيضاً سبق وأن كان صاحب مبادرة في التنازل عن حقوقه في كسب الصفقة أو على الأقل إلحاق الضرر بمنافسيه عليها لكنه كان ينسحب ويتنازل تقديراً للأطراف الأخرى ولعل الذاكرة التي لا تعاني من الثقوب تتذكر جيداً أن الهلال تنازل عن قضية حارس الرياض راضي للنصر رغم أن الحارس كان قد وقع على ورقة التسجيل في الهلال.
إن السباق بين الأندية على اللاعبين المميزين على أشده في جميع المنافسات العالمية والكل يبحث عن الأفضل كما لا يمكن لأحد أن يمنع ذلك بدون مسوغ قانوني أو نظامي، لكن البعض ظل يتحدث عن صفقتي بشار وجاسم ويعيدهما في كل مناسبة ولا أدري ما سر الإصرار على عدم نظاميتهما من قبل البعض؟ وبالمناسبة فإن الهلاليين أنفسهم لا يمكن أن ينسوا جاسم الهويدي بالذات وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرتهم لكونه أحد المشاركين في الفوز بكأس المؤسس أهم وأبرز الإنجازات الهلالية طوال الـ51 عاماً الماضية في عمر النادي.
على كل حال فإن معظم من يتحدثون عن موضوع تسجيل جاسم وبشار يدركون نظامية ذلك ولا يمكن لهم إيجاد أي ثغرة نظامية واحدة فيها، وإن كان لهم مأخذ نظامي واحد فليذكروه، أقول نظامياً واحداً وليس عاطفياً أو إنشائياً كما يفعل البعض.
مراحل... مراحل
- مع تقديري لعمل أنجوس مع المنتخب إلا أن رميه باللائمة على الأندية فيما يخص هبوط مستوى بعض اللاعبين ما هو إلا هروب من الواقع الذي يجب عليه مواجهته من أجل تحقيق النجاح المنشود.
- من المؤكد أن نادي الاتحاد (الكيان الكبير) لن يتأثر بابتعاد البلوي عن كرسي الرئاسة، فالاتحاد له رجالاته القادرين على قيادته إلى المزيد من النجاحات والتفوق.
- الخاسرون يعرفون أنفسهم جيداً.
- قالت العرب في أمثالها القديمة.. (يداك أوكتا وفوك نفخ)، وهم يقولونها للشخص الذي وقع في مشكلة ما بسبب تصرفاته وليس بسبب الآخرين لذا فإن عليه أن يلوم نفسه دون الآخرين عندما يقع في خطأ لا يفيد معه الندم.
- كان الاتحاديون ينتظرون من البلوي أن يدفع مستحقات اللاعبين الذين وقّع معهم (تشيكو وألفيس) قبل أن يبتعد حتى لا يقع النادي في مشكلة البحث عن مورد مالي لسداد هذه المستحقات وضمان عدم إلغاء الصفقات.
- في حديث للشرق الأوسط، قال النجم الكويتي السابق بشار عبدالله إن الزمن لو عاد به فإنه سيفضل الهلال من جديد على النصر.
- الذين يقبضون أجرهم من صاحب العمل نهاية كل شهر لا يمكن أن يكون رأيهم عنه محايداً، لذا فهو رأي لا يعتد به ولا يؤخذ مأخذ الجد.
- بعد غيبة طويلة.. أطل الأستاذ فواز المسعد من جديد وكشف الكثير من الحقائق وعرى بالأدلة والبراهين محاولات البعض النيل من ناديه (الهلال).
- بالمناسبة أقولها مرة تلو أخرى رجل مثل فواز المسعد بخبرته وقدراته الإدارية واطلاعه الرياضي الواسع، يجب أن يستفاد منه ولاسيما في ناديه.
- خلاص.... (انتهت كل الحكاية).
للتواصل:
sa656as@yahoo.com