Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/11/2007 G Issue 12845
رأي الجزيرة
الخميس 19 ذو القعدة 1428   العدد  12845
متطلبات السلام

هل سيتمكن الرئيس عباس وإيهود أولمرت من تحقيق السلام قبل نهاية العام 2008م ؟، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت دفعة قوية لبدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتعهدت بالتدخل مباشرة لتذليل العقبات التي قد تواجه المتفاوضين من خلال رئاستها لآلية متابعة المفاوضات؟.

هناك تفاؤل ولكنه تفاؤل حذر، فإسرائيل دولة لم تبدِ يوما رغبة حقيقية في السلام، وظلت تطالب بالأمن، على الرغم من أن الأمن هو نتيجة وليس سببا، فإذا ما تحقق السلام وعادت الحقوق لأصحابها تحقق الأمن، وليس العكس، وهنا تكمن المشكلة، فهناك مخاوف من أن تشدد إسرائيل في المفاوضات الجديدة على مسألة الأمن من خلال تفكيك ما تسميه بالمنظمات الإرهابية، وهذا يدفع الرئيس عباس إلى مواجهات مع منظمات فلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، وهو الأمر الذي سيضعف جبهته الداخلية، وبالتالي يضعف موقفه التفاوضي، ومن المعروف أن المفاوضات بين الخصوم تحتاج إلى مفاوضين أقوياء، ومستندين إلى دعم سياسي كبير حتى يستمروا فيها ويحققوا نتائج ترضي جميع الأطراف.

وفي المقابل لا يتمتع أولمرت بشعبية كبيرة داخل إسرائيل، وليس ذا شخصية كاريزامتية قادرة على فرض السلام على المتطرفين الإسرائيليين، وخاصة نواب اليمين في الكنيست، وفوق هذا وذاك يواجه أولمرت قضايا مرفوعة ضده في المحاكم الإسرائيلية، الأمر الذي أضعف من قدرته على المناورة واتخاذ المبادرات السياسية، وخاصة فيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل.

لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تتدخل وبكل قوتها ومكانتها الدولية في المحافظة على سير المفاوضات القادمة، وألا تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية خاصة فيما يتعلق بمسألة الأمن، ذلك لأن المفاوضات إذا وصلت إلى طريق مسدود قد يؤذن ذلك بمزيد من العنف، ليس على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية فحسب، وإنما على مستوى الشرق الأوسط كله.

يجب على إسرائيل أن تكون جادة اليوم في إعلانها عن رغبتها في تحقيق تسوية، وألا تنظر بعين واحدة، وأن تتخذ خطوات إيجابية ملموسة تؤكد حسن النوايا، وإن كان أولمرت يسميها تسوية مؤلمة فلتكن مؤلمة كما يزعم لأن البديل أشد إيلاما.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد