سنغافوره (رويترز)
أبدى وزيرا نفط خليجيان انزعاجهما أمس الأربعاء من اقتراب أسعار النفط من 100 دولار للبرميل، لكنهما أكدا من جديد أن المعروض النفطي كاف بالأسواق وتجنبا الحديث عما إذا كانت منظمة أوبك سترفع الإنتاج الأسبوع المقبل.
وتتعرض أوبك لضغوط متزايدة من الدول المستهلكة لزيادة انتاجها من أجل وقف ارتفاع الأسعار حتى لا تؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي.
إلا أنه قبل أسبوع واحد من الاجتماع الذي تعقده أوبك في أبوظبي في الخامس من ديسمبر كرر المهندس علي النعيمي، أكثر وزراء أوبك نفوذا ورئيس المنظمة محمد بن ظاعن الهاملي من الإمارات التصريحات المعتادة عن كفاية الامدادات في أسواق النفط، وأن الأسعار خرجت عن سيطرة المنظمة.
وقال النعيمي في كلمة ألقاها في مؤتمر عن الطاقة بسنغافورة (نحن نلاحظ بقلق شديد التصاعد الأخير في أسعار النفط. لكننا نعتقد أن السوق العالمية بها امدادات كافية وأن المخزونات البترولية مريحة).
وسئل النعيمي عن الاجتماع الذي تعقده أوبك الاسبوع المقبل فقال: (يجب أن ندرس البيانات والمعلومات ثم نقرر).
وقال النعيمي والهاملي إنهما لا يعلمان بأي مقترحات محددة بشأن الانتاج ونفيا بذلك تقارير إعلامية بأن وزراء خليجيين يدرسون زيادة تصل إلى 750 ألف برميل في الانتاج.
وقال الهاملي (لم نبحث جدول الاعمال ستعلمون به الاسبوع المقبل).
وكانت أوبك التي تسيطر على أكثر من ثلث امدادات النفط العالمية زادت انتاجها بمقدار500 ألف برميل يوميا بدءا من أول نوفمبر الجاري لكن المتعاملين يخشون ألا تكفي هذه الكمية للحيلولة دون انخفاض المخزونات بشدة عندما يرتفع الاستهلاك في العالم الغربي خلال فصل الشتاء.
وردد النعيمي ما قاله وزراء آخرون من أن أسباب ارتفاع النفط 40% منذ منتصف أغسطس تتمثل في ضعف الدولار الامريكي والمضاربات والتوترات السياسية، وأن اقتراب السعر من 100 دولار ليس له ما يبرره على أساس العرض والطلب.
وقال النعيمي (لا علاقة بين العوامل الاساسية وسعر اليوم.
يوجد تناقض ومن يقول لك غير ذلك مخطئ... ليس لنا سيطرة على الاسعار، فالسوق هي التي تحددها.
وانخفضت أسعار النفط بشدة أمس الثلاثاء لتزايد التوقعات بأن تقرر أوبك زيادة أخرى في الانتاج الشهر المقبل فانخفضت دون 95 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ خمسة أيام.
وتراجع سعر الخام الامريكي الخفيف 42 سنتا اليوم إلى 94 دولارا للبرميل.
وقال الهاملي الذي يشغل أيضا منصب وزير النفط بالامارات إن الاقتصاد العالمي استطاع حتى الآن تحمل التكلفة المتزايدة للطاقة.
وقال الهاملي للصحفيين (نحن قلقون لارتفاع أسعار النفط لكن على مدى العام الماضي شهد الاقتصاد العالمي نموا نشطا).
ويخشى بعض المحللين أن يدفع ارتفاع أسعار النفط واقترانه بأزمة الرهن العقاري بالاقتصاد الامريكي إلى الكساد.
وقال النعيمي إن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم لديها طاقة انتاجية احتياطية تبلغ 2.3 مليون برميل يوميا وإنها ستضيف إليها 500 ألف برميل يوميا أخرى في ديسمبر. وقال الهاملي إن اجمالي الطاقة الاحتياطية لاوبك تبلغ الآن نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا.
وقال وزير النفط الايراني في مطلع الاسبوع إن بعض أعضاء أوبك يطالبون بزيادة الانتاج وذلك رغم أن معظم المسؤولين قالوا علانية إنهم يعتقدون أن السوق لا ينقصه النفط.
وقال وزير الطاقة القطري عبدالله العطية أمس الأول: إن سوق النفط (مشبع) وإنه لا يرى داعيا لزياد الانتاج.
أما اندونيسيا التي يتناقص انتاجها فقد قالت أمس إنها ستؤيد زيادة الانتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا. واليوم قال وزير المناجم والطاقة الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو للصحفيين في جاكرتا إنه لم يسمع بأي مناقشات لحجم زيادة محتملة في الانتاج.