الدمام - الجزيرة
أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أن المملكة مستعدة وقادرة على إمداد عملائها في آسيا بحاجتهم من البترول في كل الأوقات موضحا أن النمو الاقتصادي في القارة يعني زيادة الطلب على البترول في السنوات القادمة جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام مؤتمر الطاقة للشرق الاوسط وآسيا الذي بدأ أعماله أمس في سنغافورة، وقال سوف نتخذ جميع التدابير اللازمة لإمداد دول القارة بحاجتها من البترول لدفع التنمية الاقتصادية بها، وقد تعهدنا بأن نكون أهلا للمسؤولية ليس فقط كموردين للطاقة، ولكن كشركاء في الأعمال وأعضاء متكاملين في المحيط الآسيوي الأوسع.
وجدد النعيمي التأكيد على أن المملكة لديها الكثير من احتياطيات البترول وأنها ستواصل من خلال احتياطياتها الضخمة وطاقتها الفائضة الكبيرة تلبية احتياجات جميع عملائها والمساعدة في توازن العرض والطلب العالميين على البترول.
وقال: إن المملكة تراقب ببالغ القلق هذا الارتفاع الأخير في أسعار البترول مشيراً إلى أن السوق العالمية تملك إمدادات بترولية كافية بكميات تبعث على الارتياح، وقال: إن الدافع وراء هذا الارتفاع عدة عوامل من ضمنها ضعف الدولار الأمريكي، والمضاربة، والعوامل الجيوسياسية ، والخوف من حدوث اضطراب كبير في الإمدادات.
وعن العلاقة بين المملكة ومختلف الدول الآسيوية خاصة فيما بتعلق بالطاقة قال: إنه على مر السنين كانت العلاقة بين الطرفين على قدر كبير من الخصوصية وعلى صعيد التجارة أوضح أن المملكة والدول الآسيوية شكلت تحالفات اقتصادية مهمة على المستوى الدولي، حيث يزداد حجم التجارة السنوي في كلا الاتجاهين عاما بعد عام .وأضاف :فيما يعد البترول هو أساس التجارة بين المملكة والبلدان الآسيوية نجد حجم التجارة غير البترولية في زيادة مستمرة سنويا، فقد أشارت التقديرات إلى أن حجم التجارة غير البترولية مع البلدان الآسيوية بلغ أكثر من خمسين بليون دولار في عام 2006، مقارنة ببضعة بلايين في أوائل الثمانينيات.
وأشار إلى أنه أمام هذه المصالح المشتركة والمتكاملة التي ساعدت على تشكيل العلاقة الخاصة بين المملكة والدول الآسيوية المستوردة للبترول فالتقديرات تشير إلى أن الطلب على البترول في جنوب شرق آسيا خلال النصف الأول من هذا العام قد زاد أكثر من 17 مليون برميل في اليوم، مما جعل هذه المنطقة تحل ثانية بين أكبر مناطق استهلاك البترول في العالم، وهذا أمر ينبغي للدول الآسيوية أن تفخر به لأنه يعكس مستوى الإنجازات الاقتصادية الذي تتطلع إليه هذه الدول لا فتا النظر إلى أن المملكة تزود القارة الآسيوية بأكثر من 4.5 ملايين برميل في اليوم من البترول، وهو ما يمثل تقريبا نصف إنتاج المملكة وأكثر من 60% من صادراتها، ونحو 25% من إجمالي الواردات الآسيوية.
وسلط الضوء على السياسة البترولية للمملكة تجاه القارة الآسيوية وقال: إن المملكة التي تملك نحو ربع الاحتياطيات العالمية من البترول تقف موقفا بناءً على صعيد التنمية الاقتصادية العالمية بشكل عام والآسيوية بشكل خاص وتتمسك بضرورة إيجاد سوق بترولية دولية مستقرة .. ولقد كانت المملكة على الدوام سباقة إلى تلبية الاحتياجات البترولية العالمية في أوقات الشدة والرخاء في تعاون وثيق مع نظرائها في منظمة أوبك وغيرهم من المنتجين الرئيسيين خارج أوبك، كما أوضحنا دائما أننا ملتزمون باستقرار السوق البترولية العالمية، والعمل على اعتدال الأسعار بما يشجع على التنمية العالمية وخاصة التنمية الاقتصادية في البلدان النامية.
وأضاف (أن المملكة هي القوة الاقتصادية الأكبر في غرب آسيا حيث يبلغ إجمالي الناتج المحلي فيها نحو خمس الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط برمتها، وهي سادس أكبر اقتصاد في آسيا ككل، ولقد شهدت المملكة، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز زيادة ملحوظة في ثقة المستثمرين، وكلنا أمل في استمرار هذه الثقة ، فبالإضافة إلى الإصلاحات المستهدفة بعناية لتشجيع الاستثمار نسعى إلى الاستفادة من ميزاتنا التنافسية في مجالات البتروكيميائيات، والمعادن، والكهرباء، وتحلية المياه، والصناعات الثقيلة، فهذه المزايا إنما تسفر عن إقامة العديد من المجمعات الصناعية المناسبة التي تشارك فيها شركات من آسيا، ونحن نفتح ذراعينا لمثل هذه الشراكات.
وأوضح أن ظهور آسيا كقوة اقتصادية يعيد تشكيل الساحة السياسية والاقتصادية الدولية، حيث ينتقل مركز الثقل في التجارة العالمية والاستثمار إلى آسيا لتصبح هذه المنطقة هي المحرك للنمو الاقتصادي العالمي.
وأكد أن النمو الاقتصادي الآسيوي سبب كبير للزيادة في الطلب العالمي على البترول منذ فترة، ومن المتوقع أن يظل كذلك لسنوات عديدة قادمة . وقال معاليه: إن من حسن الحظ أن آسيا قارة شاسعة ومتنوعة وغنية بكل مصادر الطاقة غير أن البترول يظل المصدر الرئيس للطاقة التي تغذي الاقتصاديات الحديثة للدول الآسيوية، وهناك خمس من أكبر البلدان العشر المنتجة للبترول العالمي في آسيا وتستحوذ على نحو70% من إجمالي الاحتياطي العالمي، أو نحو 700 بليون برميل كما تنتج القارة أكثر من 31 مليون برميل من البترول في اليوم، أو نحو 44% من إجمالي الإنتاج العالمي، وهو أعلى من استهلاك القارة .. ونحن في المملكة، وانطلاقا من مبدأ الاعتدال مستعدون دائما لسماع ومناقشة أبعاد الاهتمام الآسيوي حول الطاقة، خاصة فيما يتعلق بانتظام إمدادات البترول لجميع دول القارة.
وأوضح أن النمو الاقتصادي الآسيوي وإعادة هيكلة الصناعات البترولية في بعض بلدان القارة أدى إلى تهيئة الفرص للمملكة للدخول في استثمارات مشتركة في صناعة التكرير والتسويق الآسيوية، حيث قامت خلال السنوات السبع عشرة الأخيرة باستثمار بلايين الدولارات في مشاريع مشتركة للتكرير والتسويق، في كل من كوريا الجنوبية، والفلبين، والصين، واليابان ومن شأن تلك الشراكات أن توفر لبلدانها، في الوقت المناسب، إمدادات موثوقة من الزيت الخام تتماشى بشكل دقيق مع مواصفات المصافي في هذه الدول.
وعد هذا النوع من الاعتماد المتبادل في مجال البترول هو مكسب استراتيجي لجميع الشركاء كما يزيد من متانة الروابط البترولية مع البلدان الآسيوية حيث قامت أرامكو السعودية بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة سوميتومو كيميكال اليابانية لبناء مجمع ضخم ومتكامل للتكرير والبتروكيميائيات على الساحل الغربي من المملكة حيث يتوقع لشركة هذا المشروع، بترورابغ، التي ستبدأ العمل في العام القادم أن تكون واحدة من أكبر المجمعات البتروكيميائية في العالم وأكثرها تنافسية مؤكداً ان العلاقة التي تربط المملكة بأي بلد آسيوي ليست مجرد علاقة بائع بمشتر، بل هي شراكة حقيقية ونحن محظوظون بهذه العلاقات الجيدة التي مهّدت الطريق لنا لإقامة مثل هذه الشراكات، ليس فقط فيما يتعلق بالاستثمارات السعودية خارج حدود الوطن، بل وما يتعلق بالمناخ الاستثماري داخل المملكة.