أجرت صحيفة (الكورونه) النمساوية استفتاء عاما شارك فيه مائة ألف شخص لاختيار الفائز بلقب (أكثر النمساويين حماقة) ونظرا لمساحة الحرية وانتشار الديموقراطية فلم يتردد المصوتون في اختيار شخصية بمنصب (وزير) لنيل هذا اللقب، فقد تم اختيار وزيرة الصحة أنداريا كدولسكي كأكثر النمساويين حماقة وفق معايير واضحة وموضوعية كتصرفاتها الحمقاء التي تثير الإزعاج والغيض أمام الإعلام الذي لا تغيب عنه بمناسبة وبدون مناسبة ولارتباطها بتصرفات غير موزونة وغير لائقة اجتماعيا.
وهذا الاستفتاء هو أقوى علاج للسلوك السلبي للوزيرة التي اصطدمت بموقف قوي وواضح من الرأي العام ضد حماقاتها. فماذا لو طبقنا التجربة النمساوية على وسطنا الرياضي وأجرينا استفتاء رياضيا موضوعيا لاختيار أكثر الرياضيين ارتكابا للحماقات وفق معايير محددة سلفا لاختيار لقب أكثر الشخصيات الإدارية حماقة ثم لقب أحمق لاعب وأحمق إعلامي وأحمق مشجع، بشرط قيام لجنة مؤهلة بتحديد وصياغة معايير ومواصفات لكل شخصية تتناسب مع دوره فعلى سبيل المثال نجد الإداري الذي يفجر الخلافات مع كل الأطراف ويحيك المؤامرات ويبث التعصب مرشح قوي لهذا اللقب واللاعب الذي يهبه الله موهبة فنية ويحتضنه النادي وحين يصل لأول النجومية يعميه الغرور ويدمن التدخين والسهر وملحقاته هو أيضاً مرشح لهذا اللقب والإعلامي المتقلب الذي ترتبط مبادئه بسعر الصرف ومكارم السفهاء هو أيضا مرشح للقب والمشجع الذي يسيء السلوك في المدرجات منافس جيد على اللقب وكل من يؤتمن بموقع رياضي ويخل بالأمانة والأخلاقيات السليمة فهو أيضاً مرشح للقب بصوت وقوة الرأي العام الرياضي.
وباعتقادي الشخصي أن لكل قارئ مرشحه الخاص إلا أنني آمل أن يعد هذا الاستفتاء بطريقة علمية موضوعية تخدم الفكرة بعيدا عن الحسابات الشخصية، مع أنني أخشى أن يصل الهوس الإعلامي والحمق بالبعض للسعي للحصول على هذا اللقب والمطالبة بتوسيع المنافسة إقليميا وعربيا للحصول على شهرة أكبر بالفوز بلقب (أحمق رياضي عربي)!!
سقوط أخلاقي
انتشرت في الآونة الأخيرة قنوات الجوال حيث تقوم شركات ببث رسائل لتغطية أخبار الأندية الرياضية والأخبار السياسية والاقتصادية والشعر والأدعية.. ووسط التنافس التجاري المحموم أسقطت إحدى الشركات المحلية كل المعايير الأخلاقية وابتكرت قناة فاضحة مغلفة بشعار (للمتزوجين فقط) لتحقيق أعلى عوائد ربحية وبدأت بإرسال رسالة تصف بالتفصيل (طرق المعاشرة الجنسية) وهي منقولة حرفيا من موقع إلكتروني إباحي غربي ترجم للعربية وأضيفت له زوراً عبارة للمتزوجين فقط بقصد الحماية القانونية وجذب المراهقين للاشتراك التجاري بالقناة وتزويدهم برسائل لا أخلاقية.
والخطير في الموضوع أن هذه الشركة مرتبطة بعقود مع عدد من الأندية الرياضية أي أنها تتعامل مع الجماهير الرياضية وغالبيتهم من فئة الشباب والأطفال والفتيات حيث بثت الرسالة الدعائية الأولى مجانا لعينات عشوائية دون معرفة أعمارهم، وكان من حق أولياء الأمور الذين وجدوا هذه الرسائل في جوالات أطفالهم أن يرفعوا دعوى قضائية ضد هذه الشركة لولا أن شركة الاتصالات السعودية قامت بواجبها الأخلاقي وتداركت الموقف وألغت هذه القناة وقامت حسب معلوماتي بمحاسبة هذه الشركة المحلية حماية لأخلاقيات المجتمع من العابثين.. ونحن إذ نقدر هذا الموقف المشرف لشركة الاتصالات إلا أننا نطالب بإعلان العقوبة المتخذة لتكون عبرة لمن يتاجر بأخلاقيات الشباب ولحماية الجماهير والأندية من التعامل مع مثل هذه الشركات التي قد تعود لنفس النهج بأسلوب آخر.