Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/11/2007 G Issue 12844
رأي الجزيرة
الاربعاء 18 ذو القعدة 1428   العدد  12844
مؤتمر الفرصة الأخيرة

المؤتمر الدولي حول السلام في الشرق الأوسط أو ما يسمى اختصاراً مؤتمر أنابوليس نسبة للمدينة التي سيعقد فيها المؤتمر، هو مؤتمر الفرصة الأخيرة لإنجاز سلام حقيقي في الشرق الأوسط. وفي حال فشله فإن المنطقة ستكون مقبلة على مرحلة خطيرة من العنف المتجدد، ولقد أثبتت الأيام الماضية بأن فشل أية مفاوضات يعقبه عنف أشد ضراوة من سابقه.

لقد أضاعت إسرائيل فرصاً كثيرة للسلام، وإذا لم تستثمر إسرائيل فرصة السلام التي تقدمها الدول العربية فإنها لن تستطيع أبداً أن تنعم بالأمن والسلام من خلال القوة، لأنها وبكل وضوح فشلت في أن تنعم بالأمن طوال العقود الماضية، ولم تكن قوتها كفيلة بأن تحقق للإسرائيليين الأمن الذي ينشدونه، وبالتالي فإن عليها أن تفكر بطريقة أخرى تكون أكثر نفعاً وجدوى، وهذه الطريقة متمثلة في إرجاع الحقوق العربية لأصحابها، وفي مؤتمر أنابوليس الذي يجمع أكثر من خمسين دولة ومنظمة بما فيها نحو ست عشرة دولة عربية يمكن أن يتحقق سلام شامل يرجع للعرب حقوقهم، ويمنح إسرائيل الأمن والسلام.

كما أن على إسرائيل ألا تضيع فرصة الإصرار الذي تبديه الإدارة الأمريكية الحالية بعقد مؤتمر أنابوليس، وتحقيق سلام في الشرق الأوسط قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش.

إذ يبدو أن بوش يريد أن ينهي ولايته بشيء إيجابي في هذه المنطقة المتفجرة والتي زادها بوش تفجراً بسبب احتلاله للعراق وعدم قدرته حتى الآن على ضبط الأمن فيها.

والحقيقة أن الولايات المتحدة يجب أن تلعب دوراً أكبر كوسيط نزيه، إذ أثبتت المفاوضات السابقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأن النتائج دائماً ما كانت سلبية، وأن تدخلاً حيادياً يجب أن يحصل من قبل الدولة العظمى في العالم كي تدفع المفاوضات بالاتجاه الصحيح وتبعدها عن مواضع الفشل.

ولا يمكن لأية مفاوضات أن تنجح بدون معالجة القضايا الرئيسة المتمثلة بوقف المستوطنات، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، ووضع القدس الشريف، وهذا الأمر لا يمكن أن يترك لرغبات إسرائيل وإنما يجب أن تجبر على الخضوع للحق إذا أرادت السلام.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244










 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد