كتب - عبدالكريم الجاسر
تأهل الاتفاق لنهائي بطولة الأندية الخليجية بفوزه على الهلال بهدف دون رد في لقاء الإياب الذي جرى على إستاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض.
واستفاد الاتفاق من ظروف الفريق الهلالي الذي دخل اللقاء بغياب ستة من لاعبيه الأساسيين والمهمين ليحقق أبناء فارس الدهناء المطلوب بالفوز المهم الذي حققوه على أرض الهلال بين جماهيره.
المباراة جاءت متفاوتة المستوى في شوطيها.. فالشوط الأول جاء هادئاً ومتكافئاً مع أفضلية هلالية، بينما حفل شوط المباراة والثاني بالإثارة والندية والتنافس القوي وذلك بعد تسجيل الاتفاق لهدفه الوحيد في الدقيقة 61 من اللقاء.. حيث رمى الهلاليون بثقلهم فيما تبقى من هذا الشوط لكن عدم التوفيق لازمهم في الكثير من الفرص التي أهدرت على أقدام الكلثم تحديداً والتسرع الذي لازم اللاعبين أمام المرمى..
وجاء إشراك النجم الدولي محمد الشلهوب ليعزز من خطورة فريقه غير أن ذلك لم يكن كافياً في ظل الضعف الهجومي الواضح والتكتل الكبير للاتفاقيين داخل وأمام منطقة جزائهم.. حيث استبسل الاتفاقيون في إغلاق ملعبهم وإفساد الهجمات الهلالية وسط الميدان وقبل وصولها لمناطق الخطر ليحول لاعبو الهلال أسلوبهم للكرات الساقطة والعرضية داخل المنطقة لكن دون فعالية وخطورة.. لينتزع الاتفاق فوزاً مستحقاً ويتأهل لملاقاة الجزيرة الإماراتي دفاعاً عن لقبه الذي يحمله.
دخل الفريقان اللقاء بظروف متباينة، فالهلال غاب عنه ستة لاعبين أساسيين هم: الدعيع، والتايب، وياسر، والصويلح، والغامدي فيما بقي الشلهوب احتياطياً.. حيث أشرك السيد كوزمين المجموعة التي تتدرب معه فلعب في المرمى حسن العتيبي، وفي الدفاع نامي وتفاريس والمفرج والخثران.. وفي الوسط عزيز والخثران والكلثم والذياب ونواف.. وفي المقدمة محمد العنبر.
في الجانب الاتفاقي كانت الأمور أفضل بالنسبة للمدرب البرتغالي تونس.. حيث أشرك دولييه العائدين من البطولة العربية وهم في حالة بدنية جيدة ونظراً لعدم مشاركتهم المنتخب كثيراً.. فلعب في المرمى الخالدي، وفي الدفاع الرهيب وسياف والجمعان والسعيد، وفي الوسط السنغالي محمد والشهري والعبود والنجعي.. وفي المقدمة الثنائي تاجو وصالح بشير.
وجاءت البداية هلالية حيث تفوق الفريق الهلالي بتنظيمه الجيد وسط الميدان وسرعة نقل الكرة والانتشار الجيد ولعب معظم وقت الحصة الأولى في ملعب الاتفاق.. لكن الفعالية الهجومية كانت مفقودة نظراً لتواضع صناعة اللعب المتمثلة في الذياب ونواف واقتصرت الخطورة على تحركات الكلثم في الجهة اليمنى والذي كاد أن يحرز الهدف الأول لفريقه بعد 21 دقيقة لعب، حيث تلقى كرة طويلة من نواف انطلق خلفها مواجهاً الحارس الذي طرح لملاقاته لكنه لعبها بجوار القائم الأيمن للمرمى بعد مضايقة الحارس له.. ليعود اللعب وسط الميدان من الفريقين؛ نظراً لنجاح المدافعين ولاعبي الوسط وخصوصاً في الهلال في التصدي للهجمات من البداية.. واقتصرت خطورة الاتفاق على نشاط بشير وتاجو اللذين افتقدوا للتحويل لتبقى المحاولات خجولة وغير مؤثرة تماماً كحال الهجمات الهلالية ليعلن الحكم نهاية هذا الشوط بالتعادل السلبي.
شوط المباراة الثاني هو شوط الإثارة والسرعة والقوة فمع بدايته أشرك البرتغالي توني لاعبه إبراهيم المغنم مكان النجعي مركز هجماته على الجهة الهلالية اليسرى ومنها نجح الفريق في بناء العديد من الهجمات وتشكيل خطورة حقيقية..
وبالمقابل واصل الكلثم إهداره للفرص السهلة أمام المرمى حين هيأ له النامي كرة سهلة أمام المرمى في الدقيقة الخامسة يسددها برعونة من فوق العارضة وهو قبالة المرمى..
وبدا واضحاً أن الحسابات الاتفاقية كانت في الشوط الثاني حين تحسن الأداء الاتفاقي وبادر الفريق بالهجوم على المرمى الهلالي وتهديد مرماه أمام محاولات هلالية تركزت على التسديد من خارج المنطقة فسدد الذياب ثم عزيز من فوق العارضة نظراً لصعوبة الوصول لمناطق الاتفاق الدفاعية في ظل التكتل الجيد للاعبيه أمام مرماهم.
(د61) هدف المباراة
الدقيقة 61 شهدت هدف المباراة الوحيد، وشهدت أكثر من حدث مصاحب.. من ركنية أبعدها الدفاع الهلالي ترتطم الكرة بالمفرج ويسقط أرضاً وحوله بعض زملائه.. فيما واصل الاتفاقيون اللعب ووصلت الكرة للسعيد الذي حولها خلف الدفاع للمتسلل إبراهيم المغنم الذي لعبها لحظة خروج العتيبي لتتجاوزه الكرة وتسقط في المرمى هدفاً اتفاقياً أثار الكثير من اللغط. ويغادر المفرج الملعب ويدخل الشلهوب مكانه ليعود الذياب للظهير والزوري لقلب الدفاع.. وتشتد المباراة قوة وسرعة، فالهلال يحاول التعديل مع تسرع ظاهر للاعبيه أفقدهم البناء الصحيح للهجمات فضلاً عن غياب اللاعب القادر على صناعة الكرات للمهاجمين.
وبعد عشر دقائق كاد بشير أن يعزز تقدم فريقه بلدغه للكرة التي حولها العبود عرضية أرضية لكن كرته مرت بجوار القائم الأيسر للعتيبي ويشرك أولاريو مهاجمه سلطان السعود مكان الكلثم غير الموفق في اللمسة الأخيرة ويواصل الهلاليون التسرع ومسابقة الزمن لتأخذ المباراة طابع السرعة.. دفاع اتفاقي ومحاولة بناء هجمات معاكسة واندفاع هلالي وفوضى فنية من حيث تغير مراكز اللاعبين وضياع الكرات بسهولة.. وبعد 80 دقيقة لعب أشرك أولاريو الموري بدلاً من العنبر ونجح الموري في تشكيل خطورة مع نامي لكن التحرك الهجومي الهلالي أمام المرمى كان ضعيفاً وذهبت الكرات لمصلحة الدفاع الاتفاقي.. وأمام هذا المد الهلالي قام مدرب الاتفاق توني بتعزيز دفاعه بمشاركة الظهير الأيسر وليد الرجاء مكان العبود وبعد 87 دقيقة كاد السعود أن يعدل النتيجة برأسية من عرضية الموري وكذلك فعل الزوري لكن الكرات كلها كانت تصطدم بتألق الحارس الاتفاقي أو تمر بجوار المرمى ومن حول العارضة، وأمام ارتفاع رتم اللعب وخطورة المحاولات الهلالية أشرك توني مدافعه ماجد العمري مكان صالح بشير لزيادة الكثافة العددية داخل المنطقة وهو ما تحقق له بالفعل نتيجة الروح العالية والقتالية في الأداء التي كان عليها لاعبو فريقه حتى النهاية ليعلن الحكم الكويتي انتهاء المباراة بفوز اتفاقي مثير.
من المباراة
- قاد اللقاء طاقم تحكيم كويتي بقيادة الجطلي ومنح بطاقات صفراء لكل من مشعل السعيد والخالدي والمغنم من الاتفاق.
- الفريق الهلالي غادر البطولة بنفس الطريقة التي غادر بها البطولة الآسيوية تقريباً.. حيث النتيجة الإيجابية في الذهاب والسقوط في الإياب.
- الغيابات المؤثرة أخرجت الهلال فلاعبون بحجم ياسر والتايب والدعيع والغامدي هم فريق الهلالي الحقيقي.
- الشلهوب حاول كثيراً رغم الإرهاق وضعف اللياقة البدنية فيما قدم الآخرون أقصى ما لديهم لكن هذه إمكاناتهم.
- الاتفاق قدم مباراة جيدة عرف كيف يحقق منها مبتغاه.. بينما لم يستطع المدرب الهلالي اللعب وفقاً للقاء الذهاب ونتيجته التي جاءت لمصلحته.. فاندفع وفتح ملعبه ليغادر البطولة!!
- هدف الاتفاق مخالف تماماً للروح الرياضية.. حيث استمر اللعب في ظل سقوط لاعب هلالي مصاب (المفرج) وسجل الاتفاقيون الهدف في وقت كان يفترض فيه إيقاف الكرة سواء من الاتفاقيين أو حكم المباراة.
- علامة استفهام كبرى حول إبعاد ثنائي الأولمبي عبدالعزيز الدوسري وأحمد الفريدي ومشاركة نواف بهذه الحالة الفنية المتردية.. واستمراره طوال المباراة!!
- جماهير قليلة حضرت المباراة بالنظر للكثافة المعروفة للجماهير الهلالية.. ويبدو أن الهلاليين غير راضين عما يدور داخل ناديهم والتحضير السيئ للمباراة!!