التعاطي الإعلامي السعودي مع مباريات منتخبنا الوطني الأول في الدورة العربية الحالية جاء ليواصل رحلته المجنونة نحو المجهول والذي لم يستفد طوال أربعين عاما من عثراته و خطورة رمي كلمته في الحدث ..!! فالبرازيلي انجوس مدرب المنتخب تحول من رجل المرحلة الكروية إلى متخبط وفاشل وذي قدرات متواضعة هكذا بلمحة بصر وبسبب نتيجة مباراة في دورة ودية لاتقدم ولاتؤخر لدينا نحن العرب..!!
هكذا هو الإعلام الكروي السعودي (في غالبه ) يتقمص دور المشجع بالمدرجات فلا وجود للوسطية مطلقا بين جنباته اما جلد خطير للذات او صعود لسطح القمر من الفرح ..!!
مشكلة الإعلام الكروي أنه خلق حالة خطيرة في ذهنية المشجع تتضمن ان منتخبات بلاده لايمكن أن تقهر ابدا، فالهزيمة تعني الكثير لنا دون النظر الى مستويات الدول الاخرى او دون الأخذ بالاعتبار بفنيات التنافس الشريف الذي يؤكد الاعتراف بقوة الخصم ويبارك الفوز للآخرين ..
احيانا من الممكن ان يتسبب لاعب واحد في الفريق وبغلطة بانهيار أحلام كبيرة للمسؤولين والجماهير، ومع هذ فالكل يدفع ثمن تلك الغلطة فنحن ندخل المعتركات ( ياقاتل يامقتول ) وان صبرنا قليلا وحاولنا التماشي مع الأنظمة الحضارية للتخطيط نفشل في منتصف الطريق وتواصل فرقة الاعلام الكروية سيرها الحثيث نحو المجهول, كالديرون - باكيتا - فاندرليم - وسيلحقهم انجوس بالتأكيد بعد ثاني مباراة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم القادمة هم ضحايا الإعلام المتشنج الذي لايترك فرصة للمسؤولين كي يخططوا بهدوء ويرسموا مسار الكرة بطريقة احترافية متأنية..
الفجوة...!!!
أخطر ما يواجه طموح المسؤولين في إيجاد منتخب سعودي كبير قادر على تخطي الكثير من العقبات هو ردم الفجوة بين المنتخب والاندية المحلية واعني الفجوة الفنية فاللاعب في ناديه يعيش أجواء مختلفة تماما عن تلك التي يعيشها مع المنتخب من جميع النواحي، ولذلك تتباين مستويات أغلب اللاعبين عندما يلعبون في المنتخب او مع انديتهم وهذا ناتج من التخبطات الفنية وعدم الاحترافية داخل الاندية السعودية.!!
امر مهم آخر يتعلق بعيوب اللاعبين السعوديين عموما والتي تتلخص بأمرين لاثالث لهما ( من وجهة نظري) الاول ضعف مساندة اللاعب السعودي داخل الملعب لزملائه عند استلام الكرة فالبطء واضح جدا جدا وهو أمرخطير فنيا يجب ان توضع له حلول عاجلة ..
الثاني اعتماد اللاعب السعودي على الحلول الفردية في مربع دفاع الخصم بشكل متكرر وهي لزمة سلبية اساسها ضعف المساندة وعمودها فكر اللاعب وحبه للمراوغة والتسجيل دون زملائه..
تصويبات
- اعتذار المعلق عبد الله الحربي للرائديين بسبب ذكره لمعلومات تاريخية مغلوطة يؤكد شجاعته واعتزازه بنفسه ..
- تحية كبيرة لفريق سدوس ولرئيسه محمد المعمر فالفريق يسير بشكل منظم نحو تحقيق تطلعات محبيه..
- حذرت رئيس نادي التعاون أكثر من مرة ان ينتبه لفريقه ويترك الرائديين بحالهم إن أراد النجاح لكنه لم يفعل ولذلك فعليه ان يتقبل نتائج نظرته..!!
- بعد أن تأكدوا بأنهم نشاز في منظومة النجاح عادوا على استحياء لكن الجماهير تدرك ان النشاز لايمكن ان يتعدل مهما طال الزمن..!!
- خسر التعاون لقاء الرائد ومن بعده سدوس وعلى الرغم من ذلك فالفرصة مازالت موجودة والسكري يمرض ولايموت بشرط ان يتم التعامل مع المرحلة القادمة بهدوء تام وعدم الالتفات للآخرين..
قبل الطبع
أجمل ما يتباهى به الانسان أمام نفسه أن يكون موضع حب الآخرين..
msultan444@hotmail.com