من حقنا أن نباهي وأن نتغنى بما حققناه من نجاحات ومن قفزات نوعية على المستوى الرياضي والشبابي، وعلى أكثر من صعيد، حتى بتنا نقارع العديد من البلدان التي سبقتنا في مضامير الرياضة بعشرات السنين، بل ونكسبها.
** غير أنه يجب أن يكون تعاطينا في هذا الشأن على جانب كبير من الحذر والعقلانية، وإعطاء الأطراف المنافسة حقها من الاحترام الذي لا يقلل من شأننا، وألا ننساق خلف الشعارات والعاطفة والنفخ المبالغ فيه، ولاسيما ذلك النوع من التعاطي الذي تأتي نتائجه عكسية وبما يخدم الأطراف المقابلة.
** وأعني هنا (الزفة) الإعلامية التي صاحبت بدء تحضيراتنا للمشاركة في فعاليات دورة الألعاب العربية الحادية عشرة.
** وكيف أننا نحن الذين ساهمنا من خلال بعض إعلامنا، وبدرجة كبيرة في فشل بعض منتخباتنا في إبراز قدراتها وإمكاناتها الحقيقية، وبالتالي عجزها عن تحقيق التطلعات.. مثل اليد والسلة والطائرة، ناهيك عن كرة القدم(؟!).
** هذه المنتخبات -وتحديداً القدم والطائرة- غادرت إلى أرض الكنانة حاملة معها بطاقات الترشح من قبلنا (كإعلام) لحصد الذهب دون عناء أو منافسة(؟!).
** وبدلاً من تحذير وحث عناصرنا على عدم الركون إلى مغبة مشاركة بعض البلدان العربية الشقيقة في هذه الدورة بطواقم وعناصر معظمها من الصفوف الثانية.. أو المستوى الثاني، باعتبارها سلاح ذو حدين.
** قام بعض إعلامنا بمهمة بث روح التراخي وعدم الجدية في مواجهة الخصوم، وبالتالي سحب عنصر التحدي والبذل من نفوس عناصرنا من خلال ترديد نفحة أفضليتنا المطلقة مقابل الضرب على وتر تدني مستويات الفرق المقابلة، فضلاً عن قلّة خبراتها، وإنها حضرت فقط لأداء واجب المشاركة ليس إلاّ(؟!!).
** لتكتشف الجماهير السعودية بأن عملية التخدير المعتادة لم تصدر عن الأطراف المنافسة.. بل إننا نحن الذين قمنا بهذا الواجب نيابة عن الآخرين.. حين تكفلنا بالترويج لهذه القناعات وزرعها في مفاهيم عناصرنا المشاركة فضلاً عن العناصر المنافسة عبر وسائل الإعلام المختلفة على طريقة (بيدي لا بيد عمرو)؟!!.
** وبذلك قدمنا خدمة العمر للمنافسين من خلال المبالغة في الحديث عن قدراتنا وإمكاناتنا أمام تواضع إمكانات وقدرات الآخرين(؟!).
** من هنا كان من الطبيعي أن تستغل الأطراف المنافسة تلك المبالغة وذلك الاندفاع الإعلامي (الغبي) في العمل على تهيئة وتحفيز عناصرها للكسب، وبالتالي نيل شرف (كسر شوكة) الغرور السعودي الذي روّج له إعلامه كثيراً(؟!!).
** أخشى ما أخشاه أن يأتي من يقول بأن ذلك كان لزوم إنجاح الدورة على غرار المشاركة بأكبر بعثة رياضية، فضلاً عن المشاركة بمنتخباتنا الأوائل بدعوى إنجاحها(؟!!).
** باختصار: قبل التفكير في إنجاح الدورات العربية، وقبل التفكير في تحقيق أي تفوق على أي مستوى وتجسيده على الأرض، على من يعنيهم الأمر (ضبط) مطافيق الإعلام الرياضي، وتحجيم تهافتهم وتسابقهم المحموم على تعاطي هذه الأنواع من الممارسات الإعلامية المتهورة ظناً منهم بأنهم بذلك يكسبون رضا وقبول من يعينهم أمر رياضتنا(؟!!).
** ذلك أنه قد ولّى زمن التطبيل بمناسبة وبدون مناسبة وحل محلهما زمن العمل الجاد والبذل وصولاً لتحقيق التطلعات، ولاسيما وأن ذلك هو ديدن وهدف قياداتنا الرياضية المتعاقبة بعيداً عن التملق.
** على فكرة: أنا لا أنتقد حجم البعثة أو الوفد المشارك في الدورة الحادية عشرة في حد ذاتها.. بقدر ما أتساءل فقط عن مدى موازاة وملاءمة حجم المحصلة النتائجية مع ضخامة حجم الوفد.. هذا سؤالي لا أكثر ولا أقل(؟!!).
** أما عربياً، وفيما يتعلق بالالتزامات وأداء حقوق الانتماء، فضلاً عن التضحيات والدعم غير المحدود بكافة أنواعها وأشكالها المادية والمعنوية سواء رياضياً أو سياسياً أو حتى اقتصادياً، فلا أحد يستطيع المزايدة علينا إلاّ من كان في عقله خبل.
مسك الختام
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم.
هذه لا يمكن (زحلطتها)!
** (أقسم بالله) ما كان لرئيس نادي الاتحاد أن يمارس كل ما يمارسه من عبث بحق سمعة الرياضة السعودية.. لو لم يكن على يقين بأنه لن يحاسب على تصرفاته التي يكررها دون أن يواجه ولو بسؤال عن تصرفاته المخالفة للأعراف والأنظمة.
** الآن فقط زالت كل علامات الاستفهام والتعجب التي تتناثر هنا وهناك عقب كل كارثة يصنعها، ومع ذلك سرعان ما يُسلّ منها كما تُسلّ الشعرة من العجين(!!!).
** عشرات المخافات الرياضية التي يخرج منها بطريقة أو أخرى، بعد أن يتم تجيير أسبابها وتبعاتها ووضعها على أكتاف غيره على طريقة (شيلني وأشيلك) رغم أن القاصي والداني على علم ودراية بمن هو رأسها وأساسها وواضعها(!!).
** اليوم أتساءل: ما الذي منع البلوي من الاتفاق مع (كالون) سواء قبل مفاوضة الهلال له أو حتى من خلال الدخول على خط المفاوضات الهلالية إذا كان يرغب في استقطاب اللاعب.. لا أن ينتظر إلى أن ينجح الهلال في الاتفاق النهائي مع كالون وبالتالي حضوره إلى الرياض لإتمام آخر بنود الاتفاق..ليقوم بخطفه.
** المسألة هنا واضحة، والأهداف أكثر وضوحاً.. ألا وهي تعمد الإضرار بالهلال كثيراً في أكثر من جانب وأكثر من اتجاه(؟!!).
** فهو يعلم أن الهلال فقد الثقة تماماً في كالون (المتلاعب)، وبالتالي فلن يكمل معه مشروع التعاقد لهذا السبب حتى وإن كان النظام في صفه، بما في ذلك إبطال مفعول المؤامرة، هذا أولاً، وثانياً: كون المدة المتبقية من فترة التسجيل لن تسمح للهلال بالتحرك السليم وبتعدد الخيارات في مسألة التعاقد مع الأجنبي الثالث وتعويض كالون(!!!).
** كل هذه الممارسات ما كان لها أن تتطور وتتنامى لتصل إلى هذا المستوى الكريه من العمل الذي سيؤدي حتماً إلى دخول رياضتنا في نفق التآمر والتآمر المضاد، وعندها لن يدفع البلوي الثمن، بل ستدفعه الرياضة السعودية من سمعتها ومن مقدراتها(؟!!).
** أقول ما كان لهذه الممارسات أن تصل إلى ما وصلت إليه.. لو كانت هناك عقوبة رادعة لأي مسؤول في أي ناد يقوم بمثل هذه الأعمال.
** أما لماذا وكيف، ولمصلحة من يحدث هذا، فكلها تساؤلات لا أستطيع الإجابة عنها لأن في فمي ماء كثيراً(؟!!).