Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/11/2007 G Issue 12840
الريـاضيـة
السبت 14 ذو القعدة 1428   العدد  12840
نبض الحرف
الأولمبي.. وضياع التأهل..!
عبد الواحد المشيقح

عدم تأهل منتخبنا الأولمبي إلى بكين كان طبيعياً ومتوقعاً.. وكان يمثل النتيجة الحتمية لوضع غير طبيعي عاشته منتخباتنا السنية بشكل عام.. وتحديداً منذ ابتعاد الأمير نواف بن سعد عن مهمة الإشراف على المنتخبات السنية.. منتخبنا للناشئين خرج بمستويات هزيلة ونتائج متواضعة.. ولحقه منتخبنا الأولمبي بنفس الصورة.. وإن كان المنتخب الأولمبي حاول ببعض الاجتهادات الوصول إلى بكين بعد إشراف ناصر الجوهر.. لكن في النهاية المنتخب لم يتأهل لأن المنتخب بكل وضوح لم يكن مؤهلاً للوصول إلى بكين..!!

أما لماذا خسرنا التأهل (؟) فلأننا نفتقد أشياء عديدة وأشياء مهمة.. لم نكتشفها إلا في وسط التصفيات.. أي بعد فوات الأوان.. وكل ما يحدث من إصلاحات ما هو سوى مسكنات وعلاج وقتي.. وعمر الاجتهادات المتأخرة ما أصلحت حال فريق..!!

في التصفيات ووسط المعمعة.. غابت وجوه.. وحضرت أخرى.. بعضها أثبتت أنها لم تكن تستحق حتى التواجد على مقاعد البدلاء.. في المقابل غابت أسماء يفترض تواجدها.. ولا يختلف عليها اثنان ممن يعرف أبجديات الكرة..!!

حتى تسليم المهمة لبندر الجعيثن كانت مهمة أكبر منه ومن قدراته.. وكل هذه الأمور لم نكتشفها إلا بعد فوات الفرصة.. بمعنى أنها كانت كلها اكتشافات متأخرة..وما كان يجب أن تفوت على مسيري المنتخب!

هنا وهذا هو الحل المنطقي.. والحل العلمي ألا نبحث كثيراً عن هوية المتسبب في كل ما حدث.. فقد وقع الفأس على الرأس كما يقولون.. وكل ما نأمله ونرجوه هو أن نستفيد مما حدث.. لأننا في كل مرة نخرج بذات الأخطاء.. ولا تكون هناك استفادة مما يحدث لنا..!!

يجب أن يكون هناك تخطيط أوسع وأشمل لمنتخباتنا السنية.. ولا بد من معالجة كافة السلبيات التي تعرضنا لها.. والتي يأتي في طليعتها برنامج إعداد المنتخبات وأن يتم اختيار الأجهزة الفنية وفق رؤية فنية صائبة وأن نشرك في اختياراتنا للمدربين أصحاب الاختصاص ممن يملكون الرؤية الفنية الصحيحة.. نتمنى أن نعي هذه الدروس.. وأن نصحح كافة الأخطاء.. لنحافظ على مستقبل كرتنا السعودية..!!

كالعادة.. الضحية مدرب..!!

يلاحظ أن بعض التعاونيين شمروا عن سواعدهم وصوبوا سهام نقدهم كله تجاه البرازيلي كليبر.. وإنه المتسبب الوحيد فيما يحدث لفريقهم في الوقت الحاضر.. من عبث.. وفوضى.. وارتجالية لا حدود لها..!!

وحتى لا يتهمني أحد بالتناقض إن حملت كليبر جزءاً كبيراً من مسؤولية إخفاق الفريق.. وتراجع نتائجه.. وسوء عروضه.. بودي أن أطرح عدة أسئلة مهمة.. هل كليبر سيئ إلى هذه الدرجة (؟) وهل هو الأسوأ من بين قائمة المدربين الكثر الذين مروا على أزمنة التاريخ التعاوني..؟!

ثم ننتقل إلى أمور معينة أخرى.. هل هذا الإخفاق أو التراجع الذي يحدث بالتعاون حالياً محدد بشخص هذا المدرب (؟) وهل درجات ومؤشرات قياس قدرات هذا المدرب من عدمها ما زالت غامضة.. أم أنها غير قائمة أصلاً.. سواء على الصعيد الرسمي أو حتى الجماهيري..؟!

أسئلة عديدة كلها بكل تأكيد مهمة.. إننا في حالة التدقيق والإمعان في الحال التعاوني الآن.. سنجد ونكتشف.. إن الإخفاق الحالي للتعاون لا يقف عند حدود هذا المدرب لوحده.. فهو بكل تأكيد يتجاوزه وبمراحل كبيرة.. ليصل في النهاية إلى حدود غيره.. هم في منأى دائم عند حدوث أي إخفاق للتعاون..!!

يرى البعض أن مسؤولية تراجع أداء الفريق تتحملها الإدارة مع أعضاء الشرف بمشاركة المدرب.. ولكن هذا ربما يكون منطقياً في مباراة أو اثنتين.. ولكن في عدة مباريات يظهر الفريق متأرجح المستوى وبتشكيل غير ثابت.. وبهزائم كثيرة لم يألفها التعاونيون من قبل.. فهذا تحليل غير منطقي فالإدارة ربما تسأل عن بعض تصرفات اللاعبين الخارجية ولكن الأشياء الفنية البحتة مسؤوليتها للمدرب فقط...!

وكليبر لا تزال في ذهنه طريقة معينة يريد تطبيقها.. ودون النظر لنوعية وإمكانات اللاعبين الموجودين في الفريق.. لذلك فشل.. فلكل مباراة ظروفها فهناك مباريات تحتم ظروفها اللعب بطرق (حذرة) إلا أن كليبر لا يفرق بين أي من الفرق.. وهذا الواقع الذي شاهدناه..!!

ووجهة نظري الشخصية لا تمثل عداءً شخصياً لكليبر.. ولا تبين أنني غيرت رأيي عندما امتدحته في مناسبة سابقة، فكليبر مدرب جيد.. امتدحناه عندما استحق المديح.. وننتقده عندما تنكشف أخطاؤه.. ورغم هذا أقول إن المشكلة ليست في كليبر وحده.. فلاعبو التعاون يتحملون وبدرجة كبيرة ما يحدث لفريقهم.. فبعضهم روحهم تتوارى من مباراة لأخرى وبالذات من كبار اللاعبين الذين يمتلكون الإمكانات الفنية التي لا يسخرونها لمصلحة فريقهم..!

ومن أراد التأكد مما أقول عليه مشاهدة المباريات السابقة ليشاهد بعض اللاعبين الذين يؤدون المباريات وكأنهم مجبرون على اللعب.. المشكلة التي عانى منها التعاونيون طوال سنواتهم الماضية إنه في حالة أي إخفاق يلقى اللوم كله على المدرب ثم ينهى عقده بينما يكون الإداريون واللاعبون وخصوصاً اللاعبين في منأى عن النقد وتحمل المسؤولية مما يحدث للفريق.. ولا تسألوني عمن ينتظر سقوط التعاون ممن يدعون أنهم من أبنائه..!!

وأخيراً.. عودوا لأشرطة لقاءات التعاون الماضية.. وافغروا أفواهكم مع كل فرصة تسجيل تعاونية ضائعة.. ومع كل هجمة للمنافس تسبب ربكة للفريق بأكمله وليس للدفاع وحده.. وشاهدوا كيف هي روح اللاعبين المفقودة.. أما نحن فما زلنا بانتظار الإجابة (الحائرة) على كل هذه الأسئلة..؟!

خاتمة

ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع..!



yazid1-5@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6933 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد