Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/11/2007 G Issue 12840
رأي الجزيرة
السبت 14 ذو القعدة 1428   العدد  12840
أولوية السلام في التواصل مع الآخرين

لم يتوقف السعي نحو السلام يوماً لدى أولئك المهمومين بشؤون المنطقة ومنهم المملكة، فهذا الأمر هو على الدوام في أعلى أولوياتها، كان ذلك على صعيد الاتصالات المستمرة مع الإخوة الفلسطينيين أو مع الشخصيات الدولية ذات الاهتمام بالأمر، أو في التواصل مع دول العالم الكبرى، ولهذا كان من الطبيعي أن يكون الحديث عن السلام فقرة مهمة في لقاءات سمو ولي العهد خلال زيارته لروسيا.

فقد حذّر سموه مجدداً من الآثار الكارثية لغياب التسوية على العالم ككل ومن ذلك التوترات المستمرة والهجمات الإرهابية التي يعاني منها العالم أجمع، ومن هنا جاءت مطالبته إلى المجتمع الدولي بتجفيف منابع الإرهاب من فكرية ومادية، مشيراً سموه أيضاً إلى مشاعر الإحباط الناجمة عن الفشل في حلّ الصراعات على أسس الشرعية الدولية، دافعة بذلك بالمزيد من التغذية للإرهاب.

دعوة سمو ولي العهد، خلال كلمة له في موسكو، تتزامن مع التحضيرات الأخيرة لاجتماع أنابوليس الذي يستهدف إطلاق محادثات للتسوية في المنطقة، وهي بذلك تأتي كتذكير مهمٍّ لأقطاب دول العالم وأطراف المشكلة في المنطقة لحث الخطى والتقدم بجسارة نحو أسس الحلّ القائم على الشرعية الدولية، وسيكون من المهم أن تبذل كل الأطراف الجهد اللازم باتجاه هذه التسوية بعد تقاعس على مدى قرون عن مواجهة حقيقية للمشاكل القائمة، والنتيجة هي هذا العنف الماثل أمامنا ليل نهار.وتبقى موسكو محطة مهمة في الطريق إلى التسوية باعتبارها عاصمة لدولة كبرى ذات تأثير في كامل الشأن الدولي، وقد أشار سمو ولي في أكثر من مناسبة خلال هذه الزيارة إلى هذه الأهمية التي تأخذها روسيا ومساندتها للقضايا العربية العادلة، وذلك موقف تاريخي لتلك البلاد تجاه منطقتنا، ومن المؤمل أن تلعب روسيا الدور المنتظر منها خصوصاً مع تشعب القضايا وتعقيدها، وسيكون من المفيد لهذه العلاقات بين المنطقة وروسيا أن تتحقق درجات أعلى من التنسيق يتيح التقدم نحو التسوية، ومن المؤكد أن مثل هذه الزيارات التي تحرص المملكة على القيام بها توفر مجالاً طيباً لاستعراض القضايا ودعم المبادرات التي من شأنها التركيز على أسس التسوية الحقيقية.

زيارة الأمير سلطان التي تأتي بعد أيام قليلة من الجولة الأوروبية لخادم الحرمين الشريفين، وفي الزيارة والجولة تقدم موضوع سلام المنطقة على ما عداه من موضوعات باعتبار الأهمية القصوى للمسألة، وفي استباق للمآلات الوخيمة لما يعتمل في المنطقة من فوران ينبئ بانفجار الأوضاع إذا لم يتم تداركها بالسرعة والحكمة اللازمتين.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد