على الرغم من المواقف المتعددة المتناقضة مع أخلاقيات وقيم المنافسة الرياضية الشريفة التي تكرر حدوثها من رئيس نادي الاتحاد ضد الهلال والأهلي، والأول على وجه الخصوص والتي أججت مشاعر العداء بين الجماهير الرياضية وأشاعت روح التعصب وأوقدت الحرارة في نفوس الجماهير إلى درجة الغليان وجعلت المدرجات تموج بمظاهر شغب وعبث لم تكن معهودة من قبل، جراء تلك الاستفزازات التي ما فتئ رئيس الاتحاد يسخر من أجلها ما حباه الله من نعمة مال وفير.
فبدلا من أن يوظفه لدعم البناء الرياضي وتعضيد الجهود المخلصة من القيادة الرياضية لإعلاء قيمة الرياضة السعودية نجده اتخذ مسارا معاكسا لذلك تماما وجعل من ماله معول هدم يقوض به ما بنته قيادة الرياضة من قيم متسامية عالية التهذيب في نفوس الشباب الرياضي مثلما يهدم المنافسة الشريفة ويطلق عليها سهام ماله ونقده، حيث وظف من أجل ذلك (عمالة) تقبض أجرها وفق ما يرسم لها من أدوار، فهناك السماسرة الذين جندهم لخدمة أغراضه في إفساد صفقات الهلال، وهناك أصحاب الأقلام من عديمي الأخلاق والضمير المهني الذين لاهم لهم سوى شتم الهلال ونجومه وإدارته وجماهير أناء الليل وأطراف النهار وكل واحد منهم يزداد سعير قلمه شتما وقذاعة وبذاءة بقدر ما تزداد حصيلة قبضه.
وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن حركته الأخيرة بخطف اللاعب السيراليوني محمد كالون من الهلال بعد مجيئه إلى الرياض والتحليق به إلى جده في طائرة خاصة يوجب على الهلاليين توجيه الشكر له وإغداقه عليه لأنه أنقذهم من لاعب سهل الانقياد سهل التطويع وسهل الإغراء.
فقد كان يمكن أن تكون الكارثة على الهلال أكبر وأفدح لو أن هذا الخطف تحقق ليلة مباراة حاسمة أو نهائية (مثلما حدث مع لاعبين آخرين في مناسبات سابقة).
ولكن انكشاف كالون منذ البداية بأنه من نوعية القابلين للقبض والتآمر والخيانة والهروب فذلك ما يجب أن يحمد الهلاليين ربهم على أنهم عرفوه وعلموه قبل أن يوقعوا معه وتذهب أموالهم وآمالهم هباء.
أما عبث رئيس الاتحاد في ساحتنا الرياضية فهذا أمر يوجب على أصحاب القرار المسارعة بتطويقه والقضاء عليه حتى ولو أظهر براءته المزيفة وحاول التملص من هذه السمعة بعدد من المبادرات الإيجابية التي يهدف من ورائها حجب ممارساته العابثة.
فلا يمكن أن تبقى منافستنا الرياضية أسيرة لهذا العبث وهذا التخريب والإفساد في نفوس الشباب والرياضيين قبل أن يكون إفسادا للمنافسات.
فإذا كان القيادة الرياضية تسير في اتجاه البناء وتبذل من أجل ذلك الجهود المضنية وتنفق الأموال الطائلة فإن رئيس الاتحاد يبذل جهودا أكبر للهدم وينفق أمولا باهظة للإفساد والعبث وهو يحقق في مساعيه نتائج أكبر وأكثر وضوحا لأن الهدم دائما أسرع وأسهل من البناء.