العنوان أعلاه جملة فعلية سهل إعرابها، لكنها حقيقة ماثلة للعيان فهي حقيقة واقعة بعيداً عن نظريات الورق، وبعيداً عن تخرصات المدرجات وعواطف الاتحاديين.
|
ومن أكثر الأمور غرابة في وسطنا الرياضي هي مناداة بعض الإعلاميين من محبي فريق الاتحاد بعودة نور إلى قائمة المنتخب، وهذه دعوة بريئة في الظاهر غايتها المصلحة العامة، لكن في باطنها دعوة عاطفية هدفها إعطاء لاعبهم دفعة معنوية لا يستحقها هي شرف تمثيل منتخب الوطن، وهذا شرف حصل عليه اللاعب سابقاً ولكنه مع الأسف كان أسوأ من المرأة التي ضيعت اللبن في الصيف، فغالباً ما خيب ظن مواطنيه حين يرتدي قميص الصقور الخضر، ولا زالت ذاكرة أبناء البلد تختزن كيفية حصوله على البطاقات الحمراء في آخر بطولة خليجية شارك فيها وقبلها مباشرة كان شرف تمثيله للمنتخب في كأس العالم التي أقيمت في اليابان وكوريا، عندما انفرد بحارس المنتخب الاحتياطي (وعندما يقال انفرد) فالكل يعتقد أنه بهجمة مرتدة في الملعب، ولكن الحقيقة المؤلمة أن محمد نور (انفرد) بالحارس الاحتياطي للمنتخب آنذاك محمد خوجلي في مصعد الفندق وكسر إصبعه، طبعاً علل فعلته هذه للمسؤولين بأنه كان (يمزح).
|
هكذا تصرفات محمد نور مع زملائه في المنتخب يختار (إصبع الحارس) فما فائدة حارس المرمى بإصبع مكسورة هل يستطيع حماية مرماه، ماذا تقولون عن عقلية يتصرف صاحبها مع زملائه بمثل هذه الرعونة وعدم الإحساس بأهمية المناسبة التي اختير لها.
|
هذان مثالان عن محمد نور إبان مشاركته لمنتخب بلاده، ومما يستره زملاؤه من تصرفاته كثير، ومما يعلمه المسؤولون أكثر، وكعادة كل الطيبين من أهل هذا الوطن الطيب نؤثر (الستر) فنصمت ويكون العقاب بين المسؤولين واللاعب ولا يعلم به إلا قلة لعل وعسى أن الأيام تعلمه أنه أضاع شرفاً كان كل مواطن مخلص لوطنه يتمناه.
|
بقيت ملاحظة مهمة هي أن محمد نور لاعب موهوب فقط في فريقه وفي الحواري التي يعشقها، أما في المنتخب فهو غير ذلك وأقرب إلى الخمول وهذا ما أدركه مدربو المنتخب فاستبعد من القائمة.
|
|
الكابتن حمد المنتشري مدافع موهوب مستواه ثابت تقريباً في ناديه والمنتخب -هذه الصفة يفتقدها محمد نور- لم يذكر عنه أنه يلعب في الحواري -كمحمد نور الذي ما إن ينتهي من مشاركته في تمارين أو مباريات فريق الاتحاد إلا ويذهب إلى مكة المكرمة للمشاركة في فريق الحواري الذي يرعاه- والمنتشري لاعب مقاتل وقد يكون -وطنياً- المدافع الأول في ملاعبنا، وبالإضافة إلى قدرته في منع المهاجمين من الوصول إلى مرمى فريقه فلديه القدرة على تسجيل الأهداف في شباك الخصوم، وقد تراجع مستواه في الموسم الماضي قليلاً ولعل ما حدث حين استبعد من قائمة المنتخب في بطولة آسيا الأخيرة يكون (قرصة أذن) تعيد له كامل توهجه في فريقه والمنتخب والذي من أجله أحبته غالبية الجماهير الرياضية التي ترى في المطالبة بعودته إلى القائمة الخضراء ضرورة يجب النظر إليها بعين الاعتبار.
|
بقي لاعب ثالث هو خالد عزيز الذي ظهرت بشأنه مؤخراً نغمة نشاز للمطالبة بعودته للعب محلياً، وخالد عزيز لاعب لا يستفيد من أخطائه خارج الملعب التي سبق له ارتكابها مع فريقه عندما تخلى مرتين عن مبارياته المهمة وهرب إلى خارج البلاد، وهروبه الأخير من المعسكر الاستعدادي للمنتخب يندرج تحت قائمة التصرفات غير المسؤولة من لاعبين يرون أنهم فوق الاستبعاد وأن الفريق لا يستطيع التخلي عنهم، وحقيقة هناك من انتقد إيقافه (محلياً) فقط وعدم إيقافه أيضاً خارجياً، لأن هروبه لو كان مع ناديه لكانت العقوبة مناسبة لفعله، إنما تصرفه الخاطئ كان في المنتخب فالأولى أن تشمل العقوبة حتى تمثيله الخارجي، ولنا عبرة في حارس الوحدة عساف القرني الذي أخطأ مع المنتخب وتم إيقافه داخلياً وخارجياً وعاد بعدها إلى مستوى أرقى وتصرفات أفضل.
|
|
كانت آمالنا كبيرة بحجم مشاركتنا العربية وذلك لحيازة الذهب العربي خصوصاً ذهب كرة القدم لعل ذلك يداوي جراح المباراة النهائية في البطولة الآسيوية ولكن الممرن البرازيلي أنجوس أعماها وهو من اعتقدنا أن بيده الكحل، فهذا الممرن كان مغموراً إلى أن ساقه حظه الجميل إلينا وأصبح بيده الحل والربط لأصحاب القمصان الخضراء فاشتهر آسيوياً وعربياً، وهو من النوع الذي (يجب أن تقلل من شأنه ليبرز) وهذا ما أوضحته الأيام فقبل بطولة آسيا نال الكثير من الانتقادات في صحفنا فأبدع معه اللاعبون في الآسيوية، والتي بعدها تمت الإشادة به حتى ظن هو أن المنتخب البرازيلي سيستدعيه غداً فنام على وسادة الغرور ونام معه مستوى الأخضر لدرجة أن المنتخب الليبي المتواضع فنياً فاز على منتخبنا بجدارة في مباراة لم يفز بها بهدف الغفلة أو بالتحكيم أو بسوء أرضية الملعب أو بسبب هطول الأمطار وهبوب العواصف، فاز الأخضر الليبي على الأخضر السعودي فقط لأن مدرب منتخبنا هو الممرن البرازيلي أنجوس.
|
أبرز عيوب هذا المدرب هو عدم استفادته من نقص الخصم وهذا ما اتضح في البطولة العربية فكل الفرق التي قابلها المنتخب (السودان - ليبيا - الإمارات) طرد منها لاعب واحد ففاز المنتخب بشق الأنفس على الأولمبي السوداني وهزم من الليبي وتعادل مع الأولمبي الإماراتي، عيب آخر أوضحه محللو القنوات الفضائية هو تهوره باللعب أمام الإمارات بتشكيلة احتياطية تفتقد الانسجام لأنه لم يلعب بها قبلاً مباريات تجريبية ومن هذا يتضح العيب الكبير لديه وهو (التخبط) وافتقاد التخطيط.
|
|
- تاريخياً مشاركتنا العربية هذه هي الأكبر.
|
- انظروا إلى جدول الميداليات وتمعنوا في ترتيبنا وتذكروا كم أنفقنا ورددوا المثل الشعبي (ياكد مالك خلف).
|
- خيبة منتخبنا في البطولة العربية أعطت المنتفعين فرصة للمطالبة بعودة محمد نور إلى القائمة الخضراء.
|
- المنتخب وحدة واحدة لا يعتمد على لاعب أو اثنين.
|
- محمد نور لاعب حواري أولاً ثم نادي فقط.
|
- روح الأسرة الواحدة التي تظهر في المنتخب قد لا تناسب عقليات بعض لاعبي الحواري.
|
- أشك في أن اللاعب القصير الذي مع المنتخب هو محمد الشلهوب.
|
- مستقبل الحراسة الخضراء في أمان فهناك المسيليم ووليد العبدالله.
|
- مستوى منتخبنا في آسيا كان (استثناء) وفي العربية هو الحقيقي.
|
- يقال إن رجل الأعمال السعودي المهندس عبدالله بقشان سيدعم أحد أندية اليمن بمبلغ 35 مليون ريال، يا أخي الكريم نادي الربيع بجدة ينتظر.
|
- الحمد لله أننا شاركنا بمنتخبنا الأول فلو انسحبنا لما اكتشفنا تواضع قدراتنا.
|
- مشكلة القادسية في إدارته وكذلك النصر.
|
- مشكلة الطائي في أعضاء شرفه.
|
- مشكلة النهضة في لاعبيه.
|
- مشكلة التعاون أن الرائد جاره.
|
- خاص: الأستاذ نزار العلولا أولاً شكراً على ما أسبغته علي من صفات لا أستحق أغلبها إلا أنها شهادة من رجل قدير كاتباً كان أم إدارياً، وثانياً كلمة (عبيد الضلع) باللهجة الحائلية الجميلة تعني الصدى الذي يسمع في جبال حائل، وهو كما ذكرت شخصية أسطورية لكنها وهمية لذا لن تنشر له صورة مع المقال، أعتز بما ذكرت وسأفتخر به.
|
|
الحرف من قصيدة (عيد بلا أم) لعبدالله الحميد:
|
مرارة الفقد في حلقي وفي كبدي |
ولوعة الحزن عنواني إلى الأبد |
كانت شموسك يا أماه مشرقة |
بالحب والزهد والإيلاف والكبد |
|