Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/11/2007 G Issue 12840
الاقتصادية
السبت 14 ذو القعدة 1428   العدد  12840
البحث عن قائمة (وارن بافيت) في السوق السعودي
وصول الشركات إلى قمة النجاح وتفوق الأرباح على رأس المال

«الجزيرة» - عبدالله البديوي

يقول (وارن بافيت) أحد أغنى أغنياء العالم وأشهر الأسماء في عالم البورصات العالمية (عندما تحقق الشركة أرباحا تفوق الـ20% من رأس مالها فهو أمر لا بأس به، أما إن حققت أرباحا تفوق الـ50% فهذا أمر جيد، ومتى ما حققت الشركة أرباحا تزيد عن الـ70% من رأس مالها فهو أمر مميز، ولا نقول للشركة التي تحقق أرباحا تزيد عن رأس مالها سوى أنها وصلت للقمة).

لم يتبقَ سوى شهر وأسبوع فقط على نهاية السنة الحالية 2007م وهو ما يعني اقترابنا بشكل تدريجي من بداية انطلاقة إعلانات الشركات المدرجة في السوق عن نتائجها المالية على شاشة التداول.. وعند تطبيقنا لنظرية وارن بافيت المذكورة بعاليه على أداء الشركات المالي المتوقع نهاية العام بناء على معطيات نتائج الأرباع الثلاثة الماضية يتوقع أن تصل خمس من شركات السوق لقمة الأداء المالي بتحقيقها أرباحا تفوق رأس مالها، بينما يتوقع أن تحقق 6 من الشركات أرباحا تتجاوز نسبتها الـ70% من رأس مالها، بينما سيصل عدد الشركات التي ستحقق أرباحا تتجاوز نصف رأس المال وتقل عن الـ70% إلى 15 شركة، أما الشركات التي يتوقع أن تتراوح أرباحها السنوية بين الـ20% والـ50% فسيكون عددها 19 شركة، بينما لن تدرج الشركات المتبقية في السوق ضمن قائمة (وارن بافيت) نظرا لتحقيقها أرباحا تقل عن الـ20% (يتوقع أن يصل عددها إلى 27 شركة) أو حتى لكون نتائجها المالية لم تتضمن أرباحا على الإطلاق.

الشركات التي يتنبأ لأرباحها بتجاوز رأس مالها هذا العام هي خمس شركات: اثنتان في قطاع الصناعة وواحدة في القطاع الأسمنتي وأخرى في قطاع الخدمات بالإضافة إلى شركة التعاونية للتأمين.

أول هذه الشركات كانت نجمة الصناعة وقائدة السوق (سابك) وحققت الشركة أرباحا صافية قدرها 20.2 مليار ريال خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام (8.1 ريالات للسهم)، مرتفعة بنحو 43% عن الأرباح المحققة لنفس الفترة من العام الماضي وجاءت هذه الزيادة في الأرباح بسبب تحسن أسعار أغلب المنتجات البتروكيماوية التي تنتجها الشركة في الأسواق العالمية، وزيادة حجم الإنتاج بنسبة 13% خلال التسعة أشهر الأولى مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، عن طريق النمو الذاتي (مصنع الجلايكول التابع للمتحدة، وتوسعة سافكو 4، ومصنع الحديد)، وعن طريق الاستحواذ الخارجي (قطاع البتروكيماويات الأساسية لشركة هنتسمان في بريطانيا) واستحواذها على وحدة صناعة البلاستيك التابعة لشركة جنرال إلكتريك كما تأثرت الشركة إيجابا بفضل ارتفاع هوامش الربح لقطاع الحديد، وإذا ما استمر النمو الربعي للشركة فإن أرباحها من المتوقع أن تصل نهاية العام إلى 28 مليار ريال متجاوزة رأس مالها البالغ 25 مليار ريال لأول مرة في تاريخها.

ثاني الشركات التي يتوقع أن تتفوق أرباحها على رأس مالها هي (سافكو) أكثر الشركات تميزا من ناحية النمو خلال الأعوام الخمس الأخيرة، وارتفعت أرباح شركة الأسمدة العربية (سافكو)، أكبر منتج للأسمدة في العالم، إلى 1.466 مليون ريال (7.33 ريالات للسهم) خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري مقابل 836.8 مليون ريال (4.18 ريالات للسهم) في الفترة المماثلة لها من العام الماضي، أي بزيادة 75% وجاءت هذه النتائج التي تعتبر الأعلى في تاريخ الشركة بفضل زيادة الإنتاج مع دخول سافكو 4 حيز الإنتاج التجاري وتحديداً خلال الربع الثاني من عام 2007م وارتفاع أسعار اليوريا في الأسواق العالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، مما أدى بدوره إلى ارتفاع المبيعات بنسبة 61%، وإذا ما واصلت الشركة في النمو الربعي وهو أمر متوقع خصوصا مع زيادة أسعار اليوريا هذه الفترة ووصولها لأرقام قياسية فإن سافكو ستتمكن ولأول مرة من تحقيق أرباح تفوق رأس مالها البالغ 2 مليار ريال.

أما ثالث الشركات فلم تكن ضمن قطاع الصناعة، بل في قطاع الأسمنت وهي شركة أسمنت القصيم التي سجلت نموا كبيرا في المبيعات والأرباح خلال عام 2007م بسبب زيادة حجم الإنتاج مع دخول توسعة الشركة إلى حيز الإنتاج التجريبي خلال الربع الثاني من العام، وهو ما أدى إلى زيادة كبيرة في حجم المبيعات وتسجيل الشركة لأعلى أرباح فصلية منذ إنشائها في الربع الثالث وارتفعت أرباح الشركة إلى 392 مليون ريال (8.71 ريالات للسهم) خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2007م، مسجلة بذلك ارتفاعا بنسبة 59% قياسا بنفس الفترة من العام 2006م وليس هناك أدنى شك في قدرة الشركة على تحقيق أرباح تتجاوز رأس مالها.

رابع الشركات الخمس كانت (التعاونية للتأمين) والتي ارتفعت أرباحها إلى 489 مليون ريال (9.78 ريالات للسهم)، خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2007م، بنسبة قدرها 33%،عن ماتم تحقيقه خلال نفس الفترة من عام 2006م واستفادت الشركة من أرباح استثنائية (غير تشغيلية) كانت جراء بيع محافظ استثمارية تابعة للشركة، ولا تحتاج الشركة سوى لـ12 مليون ريال فقط في الربع الأخير لتتمكن أرباحها من التفوق على رأس مالها وهو أمر مضمون تقريبا.

القطاع الخدمي لم يقف مكتوف الأيدي وكان سفيره في هذه القائمة شركة (جرير) التي حققت أرباحا صافية بمقدار 222 مليون ريال (7.4 ريالات للسهم) في التسعة أشهر الأولى من عام 2007م، مقابل 200.8 مليون ريال في الفترة المماثلة من العام الماضي أي بزيادة 11% ولو واصلت الشركة في النمو الربعي لاستطاعت الأرباح ملامسة رأس المال أو تجاوزه، وتعتبر شركة جرير من إحدى الشركات القلائل التي حافظت على نمو في الأرباح منذ تأسيسها والملاحظ في هذه الشركات الخمس هو اختلاف قطاعاتها واختلاف حجم رؤوس أموالها (رأس مال سابك 25 مليار، رأس مال جرير 300 مليون) مما يعطي مؤشراً على أن إدارة الشركات وتنظيمها هي السبب الرئيسي وراء نجاحها أو فشلها وليس قطاع عمل الشركة ولا حجم رأس مالها.

تحقيق هذه الشركات لهذه الأرباح المميزة وتحقيق غيرها لأرباح جيده يؤكد على أن البيئة الاستثمارية في المملكة ممتازة جدا، وهو ما يدفعنا للتساؤل: لماذا تواصل العديد من الشركات المدرجة في السوق في الإفصاح عن الخسائر المتلاحقة أو إعلان أرباح لا تتناسب مع رؤوس أموال تبلغ مئات الملايين؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد