المملكة وروسيا هما من أكبر الدول المصدرة للنفط، وبالتالي فإن التنسيق بين البلدين الصديقين مهم جدا من أجل الحفاظ على أسعار متوازنة وعادلة لهذا المنتج الحيوي. وخاصة أن من سياسة المملكة حرصها الدائم على حماية العالم من أية هزات اقتصادية نتيجة لتقلبات أسعار النفط أو أي نقص يطرأ على إمدادات النفط. ولذلك فإن زيارة سمو ولي العهد الأمير سلطان إلى روسيا التي بدأت أمس هامة على صعيد اقتصاديات النفط، ولا سيما أن هذه الزيارة تأتي بعد أيام من قمة أوبك التي جمعت قادة الدول المصدرة للنفط في الرياض.
والتنسيق الاقتصادي بين البلدين في مجال النفط عززته الاتفاقيات الثنائية التي وضعت الأطر القانونية والتجارية للتعاون الاقتصادي، ويمكن التذكير هنا بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله إلى روسيا في سبتمبر عام 2003 التي شهدت التوقيع على اتفاقيات في النفط والغاز، وهو ما دفع التعاون في هذا المجال إلى الأمام قدما، إذ إنه في مارس من عام 2004 وقعت المملكة مع شركة لوك أويل الروسية اتفاقية لاستكشاف وتطوير موارد الغاز غير المصاحب في منطقة شمال الربع الخالي بالمنطقة الشرقية.
كما أن زيارة الأمير سلطان إلى روسيا يمكن أن تعزز الاستثمارات الروسية في المملكة وخاصة أن المناخ الاستثماري في المملكة أصبح مهيأ أكثر لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، والدليل على ذلك أن حجم الاستثمارات الأجنبية قفز خلال السنوات الثلاث الماضية من ملياري دولار إلى ثمانية عشر مليار دولار، الأمر الذي أتاح للمملكة أن تحتل المركز الثالث والعشرين على مستوى العالم والأول على مستوى الشرق الأوسط في جذب الاستثمارات الأجنبية.
وبالتالي فإن العلاقات الاقتصادية بين المملكة وروسيا مرشحة لأن تتقدم خطوات كبيرة للأمام استمرارا لما قد تم في السنوات الأخيرة من تعاون اقتصادي وتجاري متزايد بين البلدين ويمكن الإشارة إلى أن السبع السنوات الماضية شهدت ارتفاعا في حجم التبادل التجاري من 88.5 مليون دولار عام 1999م إلى 412 مليون دولار عام 2005م.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244