«الجزيرة» فوزية الصويان
وقد لفت انتباه (إحدى المسئولات عن الخدمات البنكية في أحد البنوك) لجوء العديد من السيدات إلى طلب فتح حسابات شخصية جارية لهن وأخرى مجمدة مع عدم الرغبة في تدوين عنوان صندوق البريد في قسيمة فتح الحساب الادخار، رغم أن هذا التدوين يُعد إجراءً في غاية الأهمية و لكنه يتعرض إلى التجاهل من بعض العميلات لأسباب لا تدركها إلا العميلة نفسها التي تكتفي بذكر أحد الأرقام التي يتم من خلالها تواصل البنك معها عند الحاجة إلى ذلك؟!
على الرغم من أن من شروط مؤسسة النقد العربي السعودي لفتح الحسابات هو تدوين صندوق البريد، باعتباره معلومة هامة من المعلومات الشخصية لعميل البنك، إلا أنها تلاقى إهمال أو إعطاء صناديق بريد مخالفة عن صناديق البريد الأخرى التي تحمل نفس الاسم، مما يعطي انطباعاً بأن الغالبية من السيدات تخشى اطلاع أحد على حساباتها وسحوباتها وما تضعه من أموال وأرصده.
الحسابات المجمَّدة
بينما كشفت نهى الجيلان (موظفة حسابات في أحد البنوك) أنّ هناك إعداداً كبيرة من السيدات بمختلف الأعمار ترفض إرسال كشف الحساب الشهري الخاص بها إلى صندوق البريد المدوّن في ملف فتح الحساب، وهذا حق من حقوق أي عميله لا تود أحداً أن يطلع على حساباتها وأرصدتها . والغريب أنّ كثيرات من هؤلاء السيدات يرفضن طلب بطاقة صراف لهذا الحساب المفتوح، معللات هذا الرفض بأن هذه الأموال المدخرة في هذه الحسابات المجمّدة لم تفتح حتى يتم السحب منها، لذلك لا أهميه من طلب بطاقة صراف.
وعند الرغبة في الاستفسار عن المبالغ المتوفرة في الحساب بينت الجيلان أن العميلة في هذه الحالة تكتفي فقط بزيارة الفرع للاطلاع على ما تريد من كشوف توفير لديها، بالإضافة إلى ما ادخر لها من عوائد مالية من هذا الحساب المدخر بحسب النسبة المتفق عليها مع البنك مسبقاً.وأضافت الجيلان : يجب ان لا نستغرب عندما نسمع أن فلانة فجأة أصبحت لديها أرصدة ومعاملات ومشاريع تجاريه وذووها لا يعلمون .. فقد باتت تحركات المرأة ومعاملاتها في سرية تامة دون علم الأطراف الأخرى و ربما يرجع ذلك إلى خشيتها من الرجل وعدم أمانها منه، أو ربما هو نوع من التحفُّظ في طبيعة المرأة.وبسؤال (اقتصاديات المرأة) لبعض من السيدات العميلات اللاتي يملكن حسابات مدخرة في بعض البنوك عن سبب فتح هذه الحسابات المدخرة، مع حرصهن على عدم طلب إرسال كشوف الحساب لما يملكنه من مبالغ و أرصدة مالية لهذا الحساب؟! بررت الغالبية منهن بأن هذه الحسابات فتحت لغرض الادخار والتوفير، لذلك يعد تجاهل خانة صندوق البريد وعدم ذكره من الفائدة الكبرى للعميلة التي لا تفضل إرسال كشوف شهرية عن هذا الحساب الجديد (المدخر) لصندوق البريد الذي يعتبر في العادة ملكاً للأب أو الأخ أو الزوج واطلاعهم عليها، حيث يعتبر ذلك ليس من مصلحتها لأنّ المرأة بطبيعتها متحفظة وحريصة على عدم معرفه الرجل لما تملكه، كما أن من الممكن ان يكون لها دواع أخرى.
طمع إخوتي جعلني
ادخر لمستقبلي
.. فيما بررت إحدى العميلات (هنادي 28 عاماً) التي اتخذت لها حسابان - جارٍ ومجمّد - أسباب فتح هذه الحسابات الشخصية؟! حيث أفادت بأنها لم تفكر في فتح حساب غير الحساب الجاري الذي تستخدمه باستمرار، إلا بعد أن لاحظت اعتماد إخوتها الذكور عليها في مصاريفهم ومتطلباتهم ، مما جعلها تشعر بأن جميع مرتباتها تصرف على زوجاتهم وأبنائهم دون مراعاة لمتطلباتها الشخصية وأحقيتها في هذه المرتبات ، الأمر الذي جعلها تفكر في فتح حساب آخر للتوفير دون علم إخوتها تضع فيه بعضاً مما يتوفر لها من مبالغ مالية، مع عدم طلب استلام كشف شهري لهذا الحساب، وذلك من أجل الادخار للمستقبل حيث إنها تملك 3 مصادر من الدخل تتقاضى من خلالها ما يقارب 19 ألف ريال شهرياً، مما يجعلها مصدر طمع من قِبل أشقائها الذكور - على حد قولها -.
خشية شقيقتي من زوجها وفّرت لها أموالاً طائلة
فيما كشفت (حياة العتيبي 24 عاماً) بأن لديها حسابان في أحد البنوك (حساب جارٍ) لاستخدامها الشخصي والحساب الآخر تم فتحه بناءً على طلب من شقيقتها المتزوجة التي أصرت عليها لفتح هذا الحساب واستخدامه دون علم زوجها، بحجة أنه حساب توفير تضع فيه مرتبها والمبالغ التي تحصل عليها من زوجها الذي تخشى في أي لحظة إن يرتبط بأخرى غيرها، فيكون هذا الحساب وما يحتويه من مبالغ مدخرة ضماناً مستقبلياً لها، إلى جانب الفائدة التي تحصل عليها من عوائد مالية تعود عليها من هذا الحساب المدخر من قِبل البنك.
وذكرت العتيبي أنه بعد 4 سنوات ادخار في هذا الحساب تفاجأت شقيقتها بالمبلغ الموفر لديها والذي لم تتوقع بأنها ستملكه خلال فترة قليله سيكفيها إلى 10 سنوات قادمة.