لم تنتهِ قمة الرياض بعد حتى وإن انفض المجتمعون، فالمنظمة النفطية العتيدة تستقبل اليوم زمناً آخر وعصراً جديداً للتو بدأ. إعلان الرياض ليس مجرد ورقة اجتمع على الوفاء بها ثلاثة عشر بلداً، بل إنه رؤية جديدة للعالم إنساناً ومكاناً وزماناً. مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالتبرع بمبلغ 300 مليون دولار لبرنامج البحوث العلمية للطاقة والبيئة أحد مقدمات هذا الزمن الجديد باعتبارها تبعث رسالة للدول المستهلكة للنفط وخصوصاً الكبرى منها بأن أوبك تساهم بعائداتها في علاج أزمات الأرض وجزء من حل المشكلة وليست المتسببة بها. ما شدَّ انتباهي أيضاً في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل حديثه العقلاني عن سعي أوبك إلى المساهمة بالحلول والتعاون مع العالم أجمع من أجل المصلحة المشتركة للجميع، ودعوته الدول المستهلكة والمنتجة إلى المساهمة بدعم مبادرة البرنامج الذي اقترحه خادم الحرمين الشريفين. إعلان الرياض كان بحق إعلاناً متكاملاً لرسم القواعد الإستراتيجية التي تحقق مصالح المنتجين والمستهلكين والعالم دون أنانية، لكنه بالمقابل ما يزال بانتظار تفاعل وقبول أكبر من العالم في الضفة الأخرى حيث ترزح المنظمة تحت ركام من أدبيات الهجوم والتشنيع عليها دون وجه حق.. والسؤال هل يقرأ سفراء الإعلام الذين حضروا وعايشوا القمة والذين يصل عددهم لأكثر من 500 إعلامي رسالة أوبك وينقلونها إلى العالم بالشكل الصحيح، ولِمَ لا؟
eco-manager@al-jazirah. com. sa