«الجزيرة»- فهد الشملاني
أوضح الدكتور صدقي أبو خمسين رئيس قسم هندسة البترول في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن للمملكة تحتل مكانة متميزة على خارطة صناعة النفط العالمية، من حيث الاحتياطات المثبتة من الزيت (والتي تعد الأكبر في العالم) والاحتياطي من الغاز الذي يضعها في المركز الثالث. هذا بالإضافة إلى طاقتها الإنتاجية الحالية والتي تبلغ عشرة ملايين برميل زيت يوميا، وجاري رفعها إلى اثني عشر مليونا في المستقبل القريب. وأن هذه المكانة جعلت صناعة النفط السعودية المزود الأول للهيدروكربونات لجميع الأسواق العالمية الرئيسية - كالولايات المتحدة وأوروبا واليابان - والناشئة - كالصين والهند. كما أنها المنتج الذي يعول عليه مستقبلا في تلبية الطلب المتنامي على الزيت ومشتقاته، وكذلك في فترات الأزمات التي تواجهها أسواق النفط بين الحين والآخر.
وأضاف الدكتور صدقي في تصريح ل(الجزيرة) أنه ليس هناك ما يدل على أن المملكة ستفقد هذه المكانة في المستقبل المنظور، فعمليات التنقيب في المناطق الواعدة تشير إلى احتمال العثور على مكامن جديدة للنفط، مما يعوض ما ينتج من الاحتياطي.
كما أن التطور المستمر في تقنيات الإنتاج وكذلك الإدارة المتميزة لحقول النفط السعودية يساهمان باضطراد في رفع النسبة المحتملة لاستخلاص النفط من الحقول المنتجة، مما يؤدي إلى زيادة الاحتياطي المثبت.
ولفت إلى أن تطوير صناعة النفط السعودية يوجب السعي الحثيث نحو بناء قاعدة تقنية نفطية وطنية تزود الصناعة بحلول وتقنيات في التنقيب والحفر والإنتاج والإدارة بدلا من الاعتماد بشكل شبه تام على مزودي التقنية الأجانب. ولا يتم ذلك إلا بتنمية شراكات تقنية إستراتيجية بين شركات النفط العاملة في المملكة وبين الجامعات ومراكز البحوث السعودية. ولا يمنع ذلك من الاستعانة بخبرات أطراف أجنبية شريطة أن تجرى البحوث وأعمال التطوير في المملكة. ولقد لمسنا مؤخراً بوادر لتفعيل مثل هذه الشراكات بين شركة أرامكو السعودية - على وجه الخصوص - وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
كما أن شركة شلمبرجيه المتخصصة في خدمات الآبار قد أنشأت مركزا متقدما لبحوث المكامن الجيرية في وادي الظهران للتقنية - والذي تديره الجامعة - مما سيعزز التعاون بين الطرفين، إن شاء الله.