الرياض - (أ ف ب)
اقترحت إندونيسيا السبت على باقي أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن تقدم خمسين سنتا من سعر كل برميل نفط تبيعه لتمويل صندوق يعمل على حماية الغابات في العالم، وذلك في خطوة جديدة من قبل المنظمة التي تبدو عازمة على اعتماد أجندة بيئية مثيرة للاهتمام.
وقال نائب الرئيس الإندونيسي (يوسف كلا) الذي يمثل بلاده في قمة أوبك بالرياض، في كلمة موجهة إلى قادة أعضاء المنظمة الـ12 الباقين إنه على المنظمة التي تنتج 40% من النفط في العالم، أن تسير قدما في توجهاتها البيئية، كما عبر عن (مشاعر مختلطة) إزاء مستوى الأسعار القياسي للنفط حالياً.
وأعلن (كلا) اقتراحه في اليوم الثاني والأخير من قمة أوبك التي تعقد للمرة الثالثة منذ تأسيس المنظمة قبل 47 عاما. كما أشار كلا الذي تستضيف بلاده الشهر المقبل مؤتمرا مهما حول التغير المناخي، إلى أن عددا من دول أوبك تملك غابات ضخمة وعليها أن تحافظ عليها.
ويقول علماء إن احتراق النفط هو المسؤول الأول عن انبعاثات الغازات الكاربونية المسببة للاحتباس الحراري.
وذكر (كلا) في كلمته أنه (إذا تمكنت دول أوبك من تخصيص حصة معينة من سعر كل برميل نفط، ووضعها في صندوق يعمل على إدارة الغابات بطريقة مستدامة، فإننا سنحصل بالطبع على بيئة أفضل).
واقترح نائب الرئيس الإندونيسي تخصيص خمسين سنتا من سعر كل برميل لهذا الصندوق الذي اقترح أن تتم تسميته (النفط من أجل الغابات)، وذلك فيما تتذبذب أسعار النفط الخام حاليا حول مستوى 95 دولارا.
وإذا ما تم تبني هذا الاقتراح، فإن أوبك ستخصص حوالي 5.5 مليارات دولار في السنة من أجل حماية الغابات مع مستوى الإنتاج في الوقت الراهن.
وقال مصدر إعلامي رسمي من الوفد الإندونيسي في القمة إن (كلا) التقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي دعم الاقتراح، بينما (لم تبد السعودية والإمارات إزاءه إيجابية كبيرة). إلا أن المصدر قال إن أحمدي نجاد (طلب في المقابل من إندونيسيا دعم إيران في مطالبتها بتسعير النفط باليورو بدلا من الدولار) وهو العملة المعتمدة حالياً لتسعير النفط.
كما اقترح (كلا) إنشاء صندوق آخر تحت مسمى (النفط من أجل التعليم)، للاستثمار في التعليم بهدف رفع المؤهلات التكنولوجية والمعرفية للدول النامية، وهو اقتراح حصل أيضا بحسب المصدر الإندونيسي على دعم إيران، ثاني أكبر المصدرين في المنظمة.