منذ أن تولَّى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم في بلادنا الغالية في (26-6-1426هـ) والإنجازات التاريخية تتوالى على الوطن الحبيب، سواء ما يتصف منها بالطابع الداخلي أو ما يتصف بالطابع الخارجي، ومن ذلك فيما يتعلق بالطابع الداخلي ما يلي:
* صدور أمره الكريم - حفظه الله - بزيادة رواتب موظفي الدولة، وهو الأمر الذي انعكس إيجابياً على أنفس الموظفين وعوائلهم؛ حيث أدى ذلك إلى تحسين معيشتهم، وذلك باعتبار أن الموظفين الحكوميين هم الذين يترجمون قرارات الدولة وتوجهاتها إلى خدمات ملموسة لإخوانهم المواطنين، ولذلك فإن هذه الزيادة في الرواتب انعكست بصورة إيجابية على مستوى الأداء الوظيفي لدى الموظفين؛ فالموظف العام وإن كان يشعر دائماً بأن حكومته ترعاه وتهتم بمصالحه إلا أن هذا الشعور قد زاد وتأكد بعد تلك المكرمة الملكية الحانية.
* صدور أمره - حفظه الله - بتثبيت الموظفين الذين يشغلون وظائف مؤقتة أو وظائف تابعة للائحة المستخدمين أو وظائف تابعة للائحة المعينين على بند الأجور ولكنهم يمارسون أعمالاً تشابه أعمال الموظفين الرسميين ولديهم مؤهلات علمية كالجامعية والثانوية وغيرهما؛ فقد تضمن الأمر السامي الكريم تصحيح وضع هذه الشريحة من الموظفين بتثبيتهم على وظائف رسمية تتناسب مع ما يقومون به من أعمال، وقد كان لهذه اللفتة الأبوية الكريمة أثرها الإيجابي على هؤلاء الموظفين، وهو الأمر الذي سيؤدي بإذن الله عز وجل إلى زيادة تفاعلهم مع أعمالهم.
* زيارات الملك عبد الله - أيّده الله - بعد توليه الحكم لكافة مناطق المملكة الثلاثة عشرة وما ترتب على هذه الزيارات من زيادة الالتحام بين القيادة الرشيدة والشعب السعودي الوفي، إضافة إلى الإنجازات التي أمر - رعاه الله - باستحداثها في كل المناطق، ومن ذلك المدن الاقتصادية والجامعات والمشروعات التعليمية والتدريبية والصحية والبلدية.
* صدور أمره الكريم باستحداث نظامين جديدين مطوّرين لكل من القضاء العام والقضاء الإداري؛ حيث رُوعي في هذين النظامين المستجدات الحديثة عالمياً فيما يتعلق بترتيبات وتقسيمات القضاءين العام والإداري، وبما لا يتعارض مع أحكام الشريعة السمحة.
* صدور الأمر السامي الكريم لخادم الحرمين الشريفين - أعزَّه الله - بتخفيض أسعار المحروقات الذي كان له أثره البالغ على المواطنين والمقيمين؛ لأن ذلك سوف يوفر لهم الكثير مما كانوا يدفعونه في هذا المجال.
* صدور أمره الكريم بتوسيع خدمة السكة الحديدية لتشمل سائر مناطق المملكة بعد أن كانت مقتصرة على خط حديدي واحد يربط العاصمة الرياض بمدينة الدمام، ولا شك أن هذه الخطوة سوف تيسر وتسهل حركة المواطنين بين مناطق ومحافظات المملكة واسعة الأطراف، كما ستساعد رجال الأعمال والمزارعين في نقل بضائعهم ومنتجاتهم.
* صدور أمر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بتحويل مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة إلى مطار دولي، وهي خطوة تدلّ على بُعد نظره أيده الله؛ فالمدينة المنورة هي عاصمة الإسلام الأولى ومهجر رسول الله صلى الله وسلم ومثواه الأخير، وبها مسجده المقدّس الذي تُشدّ إليه الرحال وتعدل الصلاة فيه ألف صلاة فيما سواه باستثناء المسجد الحرام، وهو ما أدى إلى أن تكون طيبة الطيبة مقصداً لملايين المسلمين لزيارة المسجد النبوي الشريف والتشرف بالسلام على الرسول الكريم في قبره الشريف، ومن أجل ذلك حقَّ للمدينة المنورة كما وجَّه خادم الحرمين الشريفين أن يكون لها مطار دولي.
* صدور أمره الكريم بإعفاء ورثة المواطن المتوفَّى من تسديد بقية أقساط صندوق التنمية العقارية، وهي لفتة أبوية حنونة تجاه الأسرة السعودية ممن فقدوا عائلهم لكونها تتضمن تضميداً لمصابهم والاستمرار في مساكنهم.
أما إنجازات قائد المسيرة - أيَّده الله - ذات الطابع الدولي أو الخارجي فهي إنجازات متعددة، ومنها:
* زيارات الملك المفدى المتتابعة لدول العالم ذات الفاعلية من أجل دعم التعاون معها لما يعود بالفائدة على بلادنا من الناحية الاقتصادية والتقنية ونحوهما، بالإضافة إلى الحصول على دعم هذه الدول للقضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
* قيامه - حفظه الله - بطرح مبادرته التاريخية لإحلال السلام بين العرب وإسرائيل التي أجمع عليها العرب؛ فهذه المبادرة تضمن للعرب استعادة حقوقهم بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، ومنها القدس الشريف، وتضمن لإسرائيل الأمن والتعايش مع العرب، وبالتالي تنهي هذا النزاع المزمن منذ ستين عاماً.
* قيامه - رعاه الله - بحلّ الخلاف الفلسطيني الذي حصل بين منظمة فتح وحركة حماس وكاد يؤدي إلى حرب أهلية فلسطينية، وذلك عندما جمع القادة الفلسطينيين بجوار بيت الله الحرام حيث توصلوا برعاية من خادم الحرمين الشريفين ومن سمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - إلى اتفاق لإنهاء الخلاف وتشكيل حكومة وطنية.
* قيامه - أيَّده الله - بحلّ الخلاف بين حكومة السودان وهيئة الأمم المتحدة حول ما صدر من مجلس الأمن الدولي من قرارات بإحلال قوات دولية في إقليم دارفور بالسودان.
* قيامه - وفَّقه الله - بالتوسط لحل الخلاف بين حكومة السودان وحكومة تشاد حول المشكلات العالقة بينهما.
* مساعيه - حفظه الله - لإعادة التفاهم والوئام بين الزعماء اللبنانيين على إثر اختلافهم حول الوضع السياسي في بلادهم.
* استضافته - أيَّده الله - للقمة العربية الأخيرة التي عُقدت في الرياض في شهر مارس الماضي واعتبرت من أنجح مؤتمرات القمة العربية.
هذا، وفي يومي السبت والأحد (6-7-11-1428هـ) الموافق (17-18-11-2007م) عُقد في الرياض مؤتمر القمة المهم للدول المصدِّرة للبترول (أوبك) الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، ويعتبر إنجازاً تاريخياً آخر باعتبار أن أهمية هذا المؤتمر تأتي من كونه يتعلق بمادة الطاقة الحيوية (النفط) التي لا يمكن لأي دولة في العالم سواء كانت دولة صناعية متقدمة أو دولة فقيرة الاستغناء عنها، خصوصاً أن بلادنا تأتي في الصدارة في إنتاج وتصدير واحتياطي هذه المادة، فهذه المادة المهمة (البترول) تستحق مثل هذا المؤتمر من أجل التنسيق ووضع السياسات حول كمية الإنتاج والأسعار والتعامل مع الدول المستهلكة.
وفَّق الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لما فيه خير ديننا وبلادنا؛ إنه سميع مجيب.
* الوكيل المساعد بوزارة الخدمة المدنية.